زعماء أوروبيون: إلغاء "دولرة" الاقتصاد العالمي سيحرر الاقتصاد العالمي ويقلل من قوة الحكومة

في ظل السياسة التي تتبعها واشنطن: خبراء أمريكيون يقيّمون آفاق “اليوان الصيني” كخيار بديل عن الدولار كعملة عالمية

 

 

الثورة / يحيى الربيعي/وكالات

قيِّم خبراء أمريكيون آفاق اليوان الصيني، كعملة للتسويات الدولية- الدولية والأسباب التي تؤدي إلى إنهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.
وقال الباحث في مركز جنيف للسياسات الأمنية علي أحمدي، لوكالة “سبوتنيك”: “سياسة العقوبات الأمريكية قد تكون سبب الابتعاد عن الدولار”، لافتا إلى أن الكثير من الدول تبحث عن طرق دفع مريحة وبأسعار معقولة من خلال عملات أخرى في ظل السياسة التي تتبعها واشنطن.
ونوه بأن، “إلغاء الدولرة سيكون عملية صعبة بالنظر إلى أن العالم لديه عملة واحدة منذ فترة طويلة تعمل كوسيلة مشتركة للتبادل، وأن اليوان خيار جيد، لكن الاهتمام الأكبر به يأتي من التجارة المباشرة مع الصين “.
وأضاف الخبير أن دول العالم تنخرط في مشروعات مختلفة لتقليل اعتمادها على الدولار، الأمر الذي من المرجح أن يؤتي ثماره في شكل زيادة استخدام العملات الأخرى.
وبدوره قال أستاذ التسويق والأعمال الدولية في جامعة ولاية ميشيغان توماس هولت، لوكالة “سبوتنيك”: “يمكن إرجاع أسباب إلغاء دولرة الاقتصاد العالمي إلى حالة عدم اليقين الناجم عن الصراع في أوكرانيا، والمصالح الأوروبية المتعلقة بعملتها. إضافة إلى اتفاق البرازيل والصين على استخدام اليوان في المعاملات عبر الحدود”.
وأضاف “ظلت بكين تهاجم بشكل استراتيجي دولرة العالم لسنوات من خلال بنك الشعب الصيني والشراكات الاستراتيجية العالمية مع روسيا والبرازيل، بينما تمهد في الوقت نفسه الطريق للاتحاد الأوروبي مع فرنسا؛ وعلى سبيل المثال من خلال استكمال أول صفقة “غاز مسال” باليوان الصيني”.
من جهته، قال رئيس صندوق تكنولوجيا المعلومات والابتكار روبرت أتكينسون: “هيمنة الدولار تتراجع ببطء، ويفقد المستثمرون الثقة في قدرة الحكومة الأمريكية على سداد الديون”.
وأشار أتكينسون إلى أن إلغاء دولرة الاقتصاد العالمي سيكون له تأثير مختلط؛ “من ناحية سيقلل من قوة الحكومة الأمريكية، نظرًا لأن الدولار هو عملة احتياطية، وستكون البلدان الأخرى أقل اعتمادًا على الدولار، ومن ناحية أخرى، إلغاء الدولرة يعني أن قيمة الدولار ستنخفض عن مستواها المرتفع بشكل مصطنع، مما سيجعل الصادرات الأميركية أكثر قدرة على المنافسة ويقلل من العجز التجاري السنوي الحالي البالغ تريليون دولار، وهذا أمر بالغ الأهمية إذا كانت الولايات المتحدة تريد التنافس بفعالية مع الصين في العديد من الصناعات المتطورة”.
وقال الباحث في معهد “أمريكان إنتربرايز” ديريك سيسورز: إنه وفقًا لصندوق النقد الدولي، انخفضت حصة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي الرسمية خلال العقد الماضي إلى 58 % في نهاية 2022م، ويستمر هذا الاتجاه.
وحذرت المستشارة الأمريكية السابقة لوزير الخزانة الأمريكية مونيكا كرولي، في وقت سابق من أنه “إذا قررت دول أوبك مثل السعودية بيع النفط بعملات أخرى، فهذا سيعني انهيار النظام الاقتصادي الأمريكي وحدوث كارثة كبرى”.
واتُّخذت البرازيل في 29 مارس الماضي قرار بالتعامل باليوان في تجارتها مع الصين، البالغة نحو 150 مليار دولار سنوياً.
وكشفت وكالة “شينخوا” الصينية، أن اليوان أصبح ثاني أكبر عملة احتياطية في البرازيل، متجاوزاً اليورو.
على الصعيد ذاته، أكد نائب رئيس جامعة طهران محمد ماراندي، أن العملة الصينية “اليوان”، مثالية لتجارة الطاقة في ‏منطقة الخليج.‏
وقال في تصريحات لصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية إن “إزالة الدولرة أمر مهم للغاية بالنسبة للمجتمع الدولي، لأن الدولار استخدمته أمريكا كسلاح ضد دول مختلفة، ولذلك فهو غير موثوق به وخطير”.
وأشار إلى أن “إيران تبيع بالفعل كمية كبيرة من النفط باستخدام عملات أخرى غير الدولار الأمريكي، ولقد بدأت العملية بالفعل فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية”.
وأضاف ماراندي: “أعتقد أنه مع تراجع التوترات في غرب آسيا، ومع تراجع الهيمنة الأمريكية في غرب آسيا، فإن السعوديين سيأخذون هذه الفكرة على محمل الجد”.
وفي السياق، اعترفت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بأن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا ودول أخرى، تعرّض هيمنة الدولار للخطر، مشيرة إلى أن الدول المستهدفة بالعقوبات تسعى إلى إيجاد بديل.
وقالت يلين في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “هناك خطر عندما نستخدم العقوبات المالية المرتبطة بدور الدولار، والتي بمرور الوقت يمكن أن تقوّض هيمنته”.
وأضافت في مقابلة متلفزة: “بالطبع، هذا يخلق رغبة من جانب الصين وروسيا وإيران لإيجاد بديل”، لكنها، في محاولة من للتقليل من حجم الكارثة، عادت لتقول “الدولار يستخدم كعملة عالمية لأسباب ليس من السهل على البلدان الأخرى إيجاد بديل لها بنفس الخصائص”، وفقا لصحيفة إيكونوميك تايمز”.
وأضافت وزيرة الخزانة الأمريكية أن أسواق رأس المال القوية وسيادة القانون في الولايات المتحدة “ضرورية للعملة التي سيتم استخدامها عالميا في المعاملات”، متابعة: “لم نشهد أي دولة أخرى لديها البنية التحتية المؤسسية الأساسية التي من شأنها أن تمكّن عملتها من خدمة العالم مثل الدولار”.
وكان الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، قد حث خلال أول زيارة دولة يقوم بها للصين منذ توليه منصبه مرة أخرى الدول النامية على التخلي عن الدولار في التجارة الدولية لصالح عملاتها.
بدوره، دعا لولا دا سيلفا مجموعة دول البريكس (البرازيل والصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا) إلى إنهاء هيمنة الدولار وتطوير عملتها البديلة لاستخدامها في التجارة.
وتساءل رئيس البرازيل، أثناء حديث له في حفل بنك افتتاح التنمية الجديد (الذي أنشأته دول البريكس) في شنغهاي: “من قرر أن عملاتنا ضعيفة وليس لها قيمة في البلدان الأخرى؟ من قرر أن يصبح الدولار هو العملة الرئيسية بعد إلغاء معيار الذهب؟”.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مطلع أبريل، بأنه يجب على أوروبا أن تقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج “الحدود الإقليمية”، وأن تتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين وأمريكا بشأن تايوان.

قد يعجبك ايضا