في المحاضرة الرمضانية الحادية عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، وفي سياق عداء الشيطان للإنسان منذ بداية الخليقة وإلى ان تقوم الساعة ، والشيطان هو رمز الشر والاجرام، وسلطان الشيطان هو على الذين يتولونه فقط ، والله سبحانه وتعالى لم يجعل للشيطان سلطانا على الإنسان أبدا، فكيد الشيطان ضعيف ولكنه يقوى على الذين يضعف إيمانهم ، والإنسان يستطيع أن يتجنب طريق الفساد والانحراف وعداوة الشيطان، باتخاذ الشيطان عدوا وأن يحيي مشاعر العداء في نفسه لكي يحد من محاولات الشيطان السيطرة عليه، والله سبحانه وتعالى فضح أساليب الشيطان التي منها الإغواء وتزيين القبائح، ومع ذلك فإنه يتبع أسلوب الخطوات، وأولى خطوات الشيطان هي المعصية لأوامر الله، ويحاول استدراج الإنسان حتى ينزلق في ذلك الجرم، ويبدأ الشيطان بخطوات تدنس نفسية الإنسان وتضرب عفته وتعزز حالة المشاعر والميول نحو الفساد، سعيا منه للإيقاع به في معصية كبيرة من المواقع الخليعة ومواقع التواصل المراسلات الخليعة، وحتى تزيين الأمور المادية، وحتى مسألة الأعمال المهمة التي يصد الشيطان الإنسان عنها..
الإنسان إذا سار وراء أول خطوة انزلق في الخطوة الثانية وحتى الخطوة الثالثة، وعلى الإنسان أن يغلق على الشيطان الخطوة الأولى، وهي خطوة إضعاف الوازع الفطري الإيماني، ومن أولويات الشيطان لإيقاع الناس فيها هي الفحشاء، وهي من أكبر المعاصي في العالم ويدفع كل العاملين معه للعمل في نشر ذلك والعالم الغربي كله يعمل في هذا المجال، ويدفع الشيطان في اتجاهين، الأول هو تجاوز حدود الله، والثاني هو التفريط في المسؤوليات، والله قد بين غاية التبيين كيفية زكاء أنفسنا وتطهيرها، وأسلوب الشيطان في اتباع الخطوات أسلوب مستمر من خلال تكرار المحاولات لاستغلال حالة الضعف لديك، لتعيش في حالة انخداع وتغرير بالمؤثرات السلبية بصورة تدريجية والانجذاب للعمل السيئ، وهذه هي مصائد الشيطان، ويجب الحذر منها، حيث يعمل الشيطان بمرونة، وفي كل المجالات والمهم عنده أن يضل الإنسان بأي شكل من الأشكال، ويجره من خلالها لارتكاب المعاصي، ليخسر ويشقى ويضل حتى يصل به للعذاب في جهنم معه والعياذ بالله، وحتى في المجالات التثقيفية، والعلماء كيف يورطهم في القول على الله بما لا يعلمون، من هذه الثغرات يستهدف الشيطان الجميع وفي كل العناوين، حتى في المواقف من الطغاة والمجرمين ومسؤوليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا المهم عند الشيطان هو أن يضرب الإنسان ويشقيه ويورطه ليخسر ..
يشجع الشيطان الإنسان على الوقوع في المعصية والذنوب بالتسويف الذي يزينه له، الشيطان -لعنه الله- بدأ نشاطه بعد أن طرده الله من السماء وعمل في أول صراع مع أبينا آدم وأمنا حواء لاخراجهما من الجنة، بهدف أن يفقدا تلك الراحة التي هما فيها ويشقيا، وبدأ الشيطان نشاطه بمفرده وتوسع نشاطه مع توسع نشاط البشر، وعمل له تشكيلات بدءاً من ذريته وقبيلته وأعوانه، ولديه شبكة واسعة تعمل بشكل منظم، ويرسلون بعض الأفكار والهواجس للإنسان على حسب تفكيره وتصرفاته، مستغلين غفلة الإنسان وانشداده للعمل السيئ، واتساع النشاط الشيطاني يجب أن نحذر، ووفق أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن الشياطين متخصصون كل في مجاله ويركزون على عناوين كثيرة في تأجيج المشاكل وإذكاء العداوات، وحتى في التشكيك في الأمور العبادية، الشيطان يغيظه ثبات أي إنسان مؤمن، ويزعجه ذلك الأمر، حتى وإن عاد الإنسان وتاب لله، يغيظ الشيطان ذلك ويزعجه ويعتبره فشلاً.