شهدت اللجنة الأولمبية اليمنية خلال الفترة الماضية صراعاً محموماً بين عدد من الشخصيات الرياضية وغير الرياضية للوصول إلى مجلس إدارة اللجنة وهذا الوضع يحصل دوماً عند كل انتخابات لكننا لا نرى احداً بعد انتهاء الانتخابات سوى في السفريات فقط أما العمل فهو آخر ما يتم التفكير فيه.
والكل يتساءل عن سر هذا التدافع العجيب للحصول على عضوية مجلس إدارة اللجنة الأولمبية من قبل شخصيات ثبت فشلها في اتحاداتها بشكل قطعي، فهي لم تقدم أي جديد بل ساهمت في تدهور أوضاع الرياضة وبالتالي فكيف ستتحمل هذه الشخصيات الفاشلة مسؤولية قيادة دفة الأمور في اللجنة الأولمبية التي تحتاج إلى كفاءات رياضية وإدارية من نوع خاص وليس من نوع مسؤوليها؟ وكيف سيكون الوضع لهؤلاء الناس في اللجنة الأولمبية؟ وهل يمكن أن يكون لهم دور فاعل في عمل اللجنة وهم في قمة العجز والفشل؟
بالتأكيد هناك من ينظر إلى عضوية اللجنة على انها مغنم وفائدة للتمتع بالسفر والسياحة لا أقل ولا أكثر ومن يعود إلى كشف حساب نشاط اللجنة الأولمبية خلال الفترة الماضية سيجد أن النتيجة صفر على الواقع والميدان لكنه سيجد نشاطاً ملحوظاً في كشف السفريات والهبات والمكافآت والحوافز ولا شك أن إعادة انتخاب الفاشلين في إدارة اللجنة الأولمبية ستؤدي إلى استمرار الفشل في عملها واستمرار بعض هياكل الجبس في قيادتها التي يفترض أن يكون أعضاؤها من الشخصيات الكفؤة لكننا في بلد العجائب، حيث كان من المفترض ان يقدم كل مرشح برنامجه الانتخابي وخططه لتطوير عمل اللجنة والارتقاء بمستوى أدائها خلال الفترة القادمة وعلى الناخبين المقارنة بين هذه البرامج لاختيار افضلها والتصويت لصاحب البرنامج الأفضل، لكن ما حدث هو العكس تماماً فلم نسمع أو نشاهد أي برنامج انتخابي من أي منهم وسنرى أثر ذلك على العمل خلال الفترة القادمة بفشل وفشل.
في اعتقادي انه كان يجب على وزارة الشباب والرياضة ان تقوم بإصلاح لائحة اللجنة الأولمبية وتطويرها بشكل حقيقي وليس شكلياً لتصبح مواكبة للتطورات الحاصلة في الرياضة على اعتبار أن اللائحة الحالية قديمة وعفا عليها الزمن ولن تضيف شيئاً جديداً للرياضة اليمنية ولابد أن يتم تعديلها لتشمل شروط ومعايير الترشح لعضوية اللجنة ومهام مجلس الإدارة ودورها وعلاقتها بمختلف الأطر الرياضية والأهم نشاطها الذي يجب أن تقوم به في خدمة الرياضة وليس لخدمة أشخاص محددين كما هو الحاصل الآن، حيث عادت حليمة لعادتها القديمة وسيظل الأمر كما يقول المثل «الجمعة الجمعة والخطبة الخطبة» ومازال يتم التحكم في مقاليد أمور هذه اللجنة بعيداً عن الحساب والمساءلة لأننا لا نمتلك لوائح حقيقية.
وكلمتي الأخيرة لكل من له علاقة بهذا الموضوع أن يتقوا الله في الرياضيين والشباب وأن يعملوا على مراعاة مصالح البلاد وان يكون هدفهم الأول والأخير خدمة الرياضة وأن يبدأ إصلاح الرياضة اليمنية من اللجنة الأولمبية باعتبار انها العنوان الأبرز لتقدم الرياضة أو تخلفها في أي بلد، لأن اللجان الأولمبية المحلية في معظم دول العالم تلعب أدواراً هامة ومحورية بل ورائدة في أحيان كثيرة في تطوير الرياضة ورعاية الاتحادات والأندية وتشجيعها على إفساح المجال أمام الشباب لممارسة الرياضة وإنشاء مراكز المبدعين ودعمهم ورعايتهم وغيرها من البرامج والأنشطة، فهل ستصل الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو.. صراع على الكراسي وهروب وفشل في العمل؟.