كشفت الحرب المستور عن حقيقة ما تسمى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، أو من يسمون أنفسهم – زورا – بالنخبة المجتمعية، عرتهم الحرب وكشفت حقيقتهم بأنهم مجموعات من المرتزقة والمتسولين، وكل ما يقولونه كذبا ونفاقا، وخدمة لمن يدفع لهم.
منذ ستينيات القرن الماضي كانت هذه الجماعات تخدع الناس بخطابها المنمق عن الحرية والديمقراطية والجمهورية والمستقبل، وما خفي عن الناس هو تسول هذه الدكاكين والجماعات، ومد أيديها للخارج.
تسولوا دول النفط في السعودية والخليج باسم حماية الإسلام من المد الجمهوري والشيوعية، وتسولوا مصر وليبيا باسم القومية، وتسولوا الروس والصين وكوبا والبلدان الاشتراكية باسم الاشتراكية واليسار. وطلعوا جميعا صفر؛ فلا هم مسلمون، ولا هم قوميون، ولا هم اشتراكيون، أو يسار، وكل ما في الأمر أنهم عبارة عن مجاميع من المرتزقة، وتجار شعارات، يتسولون هنا وهناك، ويتاجرون باسم المبادئ، ويخدعون عامة الناس، ويورطونهم بالحروب والإرهاب والتطرف.
أما عفاش وعصاباته فلم تكن لهم مبادئ بالمرة، كانوا عبارة عن جواسيس للموساد، ولصوص أموال، سرقوا الداخل والخارج باسم فقراء اليمن، ولم يسلم منهم حتى اليهود.
باعوا أرض اليمنيين من أجل ملء جيوبهم، وبناء مدن وقصور في الخارج، وحتى عظام الموتى لم تسلم من دناءتهم، فقد باعوها لليهود والنصارى، (حبر اليهود الشبزي مثالا).
الحرب فضحتهم جميعا، حتى الذين نافقوا باسم (المقاومة) طلعوا أكبر اللصوص، خدعوا محمد بن سلمان ومحمد بن زائد، وكذبوا عليهما بأن الأمور سابرة لإسقاط صنعاء والنظام الجمهوري فيها.
حمود المخلافي لهف (٣٠٠) مليون ريال سعودي باسم “مقاومة” تعز، وتوجه إلى تركيا لافتتاح مطاعم وكافيهات، وهذا الاتهام من السيد بحاح -صهير بقشان الذي كان رئيس وزراء ونائباً للدنبوع بأمر السعودية، وليس منا، حميد “الصندقة” الذي يتسلم أموال نفط وغاز مارب من العرادة لشراء مصانع في تركيا هو الآخر لهف أموال قطر التي كانت تدعم بها ثوار الساحات، وكان يعطيهم حفنة أرز جاف، والزنداني وصعتر يفتيان للتحالف بقتل اليمنيين جميعا والإبقاء على مليون اخونجي مقابل قليل ريالات سعودية!!
اليدومي ومعه سلطان العتواني والدكتور عمر السقاف في فنادق السعودية ينتظرون سقوط صنعاء، كان اليدومي يحكم بالعودة لقتل وتعذيب الناس في دهاليز الأمن السياسي.
سقط الكثير من الأدعياء، ولم يبق إلا القلة ممسكين بجمر المبادئ والولاء للوطن، ويصطفون ضد العدوان.
العجيب في أمر المرتزقة اجتماع الضحية مع الجلاد!!
لم تسقط صنعاء، فذهب محمد بن سلمان لتغيير عملائه، اسقط الدنبوع وعلي محسن، وأتى بالمخبر العليمي وبقايا حثالة عصابة ٧/٧ من العفافيش والاخوان، ولم تنفعه تلك التغييرات، فذهب للتفاوض مع حكومة صنعاء والخضوع لمطالبها.
وبعد هزيمة العدوان، وفشل مجلس الرياض، وتبخر أحلامه، استدعى محمد بن سلمان أمراء القطيع ليملي عليهم أوامر جديدة، وليجلعهم يبصمون على الاتفاق بينه وبين صنعاء، وهم صاغرون، وكما استدعاهم في رمضان الماضي، ها هو يستدعيهم في رمضان الآن.
بس عليكم الانتظار بعد الأسحار لما سيسفر عنه استدعاء المرتزقة.
وهكذا تسير أمور المرتزقة من سيئ إلى أسوأ منذ أن التحقوا بالعدوان والمؤامرات على الوطن.