في المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، أكد أن الإنسان له القابلية للاتجاه في اتجاه الخير أو اتجاه الشر، ومن المهم أم نعرف أن الشياطين من الجن لا تعرف الغيب، وإنما يعرفون ذلك من خلال المؤثرات التي تؤثر على الإنسان من جهة الشهوات و الرغبات و الطموحات والمخاوف والغضب والاهتمامات، من واقع الحياة، ويسعون للإضلال له ويتحركو من هذه المداخل، حقد الشيطان على الإنسان كبير جدا، ويستغل ضعف الإنسان لأقصى حد، والشيطان يعتبر الإنسان في خسارته الكبيرة التي كان قد وصل إلى أن يصبح في صف الملائكة، وطرد صاغرا و ملعونا مذموما مدحورا ، وذلك بسبب عقدة الكبر والإفساد للنفس، وبهذا عصى أمر الله، فطرده الله من السماء، ولعنه الله وطرده من رحمته نهائيا، وسلبه التوفيق والخير والفلاح، وأصبح مصيره العذاب الهلاك، وأصبح رمزا للفجور والعصيان، ورمزا للإضلال والضلال، فسدت نفسه وظل وأصبح رجساً ، وتغير حاله حتى أصبح الشر متمكناً فيه بشكل تام، لذلك هو يحرص على إبعاد الناس عن الصراط المستقيم، وهو كائن مخلوق من نار السموم طاقته نحو الشر كبيرة..
الشيطان أعلن حالة حرب شديدة على بني آدم، بدافع الحقد والكبر، لهذا لا مجال للمصالحة معه والهدنة معه، والذي يمكن في مواجهته هو المنعة من تأثيره السيئ، وطبيعة حربه على الإنسان محدده منذ أول يوم، وهي العمل على الصد عن صراط الله المستقيم، وهو الطريق الذي يبقى للإنسان فلاحة للوصول للجنة وإنسانية الناس، ويتحرك الشيطان بهدفين الأول هو تجريد الإنسان من التكريم الإلهي ويحوله لفاسد وخاسر ويلحق به أقسى الضرر ويصل به إلى أن يتعذب في نار جهنم معه، والثاني هو استخدام الإضلال والإغواء والمخادعة وتزيين الأشياء القبيحة، ويأتي للإنسان من كل الثغرات التي يمكن من خلالها، ويبحث دائما عن نقطة الضعف، وخاصة الرغبات والشهوات على المستوى المعنوي والمادي، رغبات المنصب والجاه ، وكم هي المعاصي التي تدخل في نهج التصرفات والممارسات ، والأطماع الرغبات المادية، من سرقة ونهب وفساد والربا ونهب الإرث، والمخاوف أيضا يركز عليها الشيطان من الفقر والموت ومن فقدان المقام، وتخويف الناس من مواجهة الطواغيت والأشرار ، وكما في قصة سيدنا آدم استخدم أسلوب الترغيب والمخاوف..
من المؤثرات التي ينفذ الشيطان من خلالها للإنسان هي حالة الغضب، والتهييج لحالة الانفعال، يجب أن يكون لدى الإنسان فهم ووعي مسبق أن الشيطان يستغل هذه النقطة، ويؤجج حالة الغضب حتى تدفعه لتبني قرارات خاطئة، ليخالف أمر الله أو التجاوز تجاه ما نهى الله عنه، والله يحذر من حالة النزغ الشيطاني ، والشيطان يركز على هذه المسألة ليؤجج حالات الغضب وإثارة الكراهية والبغضاء والشر فيما بين الناس من قتل وظلم وتعد وإساءات بشكل يومي، لهذا فإن الالتزام والدفع بالكلام الأحسن وتجاوز الكلام المسيء هو الطريقة المثلى كما وجه الله في كتابه لمواجهة نزغ الشيطان، والإنسان اذا فتح السيئة بالسيئة فإنه يفتح بابا للشيطان، الذي يؤجج حالات الغضب وسوء الظن والحسابات الخاطئة، حتى تستعرض فيه نيران الحقد وتتأجج، ويخرج الإنسان من النظرة الصحيحة للأمور، ويتعامل مع كافة الأمور بناء على مستوى حنقه، وهذا يؤثر على كرامته، وكل هذه المنافذ هي منافذ للشيطان التي تحط من منزلتهم ويسعى بهم لهلاكهم، وليلحق بهم الخزي في الدنيا والوصول معه إلى نار جهنم والتعذيب معه في نار جهنم..