الشامي : الشعب اليمني موحد نحو سلام حقيقي وحقوقه الإنسانية وانتزاعها بالقوة إذا عادت الحرب
د. السفير العماد : السلام اليوم أفضل للسعودية من السلام في الغد وسلام الأمس كان أفضل بكثير من سلام اليوم
د. هاشم : قوى العدوان منذ توقيع الهدنة عملت على شراء الوقت والقوى الوطنية لن تذهب في هذه اللعبة طويلاً مع الطرف المعتدي
ينقضي عام على الهدنة الموقعة مع تحالف العدوان الأمريكي السعودي والتهدئة القائمة بتسويف ومماطلة في التفاوض القائم دون انفراج ملموس في الملف الإنساني سوى بعض الانفراجات الضئيلة هي أدنى مما اتفق عليه بشأن مطار صنعاء وميناء الحديدة ولا تلبي اشتراطات صنعاء لتحقيق السلام .
سياسيون وممثلو أحزاب اعتبروا في قراءة شاملة لعام كامل من خفض التصعيد أن دول العدوان تسعى إلى شراء الوقت وتعمل على المراوغة في الالتزام باستحقاقات التهدئة ، ما قد يقود إلى التصعيد مجددا ، وهو أمر غير مستبعد وحذرت منه صنعاء مرارا وتكراراً على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والرئيس مهدي المشاط وحكومة الإنقاذ الوطني .
الثورة / إبراهيم الوادعي
في البداية يتحدث طارق الشامي – الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام بالقول: عام مر على الهدنة وبالتهدئة غير المعلنة والتي لا تزال مستمرة ، منذ أبريل 2022 تاريخ توقيع الهدنة ، لم يلمس الشعب اليمني أي انفراجة حقيقية ولم يتم الالتزام من قبل تحالف العدوان بما تم الاتفاق عليه، صحيح هنا انفراجة فيما يتعلق بتوفر المشتقات النفطية ، لكن الأمر لا يزال صعبا فيما يتعلق بالمرتبات والحصار على ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء باتجاه العالم دون قيود .
تحالف العدوان يعتمد أسلوب المراوغة والإبقاء على حالة الحرب واللاسلم ، لم يلمس الشعب نتائج الهدنة أو التهدئة بعد مرور عام ، لم تصرف الرواتب ، ولم يفتح المطار باتجاه العالم دون قيود ، لم يتوقف تفتيش ودخول السفن بمختلف أنواعها إلى ميناء الحديدة ودون سطوة دول العدوان .
الشعب اليمني موحد تجاه أن يكون هناك سلام حقيقي وأن يكون هناك انفراج في مختلف الجوانب الإنسانية لناحية صرف الرواتب وفتح المطار والميناء دون قيود ، ولو عادت الحرب لانتزاع ذلك بالقوة .
وباعتقادي أن الشعب اليمني لديه من الخيارات الضاغطة على المجلس السياسي الأعلى لاتخاذ إجراءات ورفع الحصار وإنهاء المعاناة التي فرضت عليه .
شراء الوقت
– د فرحان هاشم – عضو الهيئة التنفيذية للأحزاب المناهضة للعدوان على اليمن يتحدث قائلاً: منذ اليوم الأول للهدنة قوى العدوان اتبعت سياسة العصا والجزرة في التعامل مع استحقاقات الهدنة والسلام وحقوق الشعب اليمني ، تفتح ميناء الحديدة جزئيا لكنها تضع عراقيل في المسار الجوي ، تغلق ملف المرتبات نهائيا وتعرقله تماما .
قدمت القيادة في صنعاء الكثير من التنازلات وتعاملت في المفاوضات على مدى عام بكثير من الحنكة السياسية من أجل وقف العدوان ورفع الحصار لكن الطرف الآخر وبضغط من الولايات المتحدة الأمريكية لا يريد أي اختراق في هذا المسار ، والدليل العرقلة بين حين وآخر فيما تحقق من انفراجة ضئيلة للغاية لا تتفق والحاجة الإنسانية الماسة أو ما اتفق عليه .
المراوغة
من جانبه يقول د السفير احمد العماد – عميد المعهد الدبلوماسي: عام كامل من عدم التصعيد هي ليست تهدئة وليست هدنة بالمعنى الحقيقي ، كانت هناك تفاهمات غير مكتوبة مع طرف العدوان الحقيقي وفي المقدمة المملكة السعودية بشأن بعض الاستجابة لبعض لاستحقاقات الإنسانية فيما يخص مطار صنعاء وميناء الحديدة والمرتبات .
ورغم الوعود التي تمت في زيارتهم لليمن والتواصلات التي تمت وعبر الوسيط العماني ، لكن العنوان الأبرز لما يجري هي المراوغة والتسويف والمماطلة ووضع التفاصيل قبل الحل الرئيسي .
ما يميز حكومة صنعاء وأثبتته على مدى عام أنها لا تتعطش للدماء ولا للحرب وتصبر ثم تصبر ثم تصبر على هذه المعاناة لكن الإشارات وصلت لهذه الدول من السيد عبد الملك سلام الله عليه ومن القيادة السياسية أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ، ولا يجوز أن يستمر ، فالناس تتضور جوعا من الحصار .
لك أن تتخيل أن رحلة تغادر من صنعاء بثلث ركابها نتيجة التعسفات الإدارية التي فرضتها قيادة اليمنية المحسوبة على السعودية والمرتزقة والإجراءات التعقيدية .
الإيجابيات التي جاءت بها الهدنة هي خفض مستوى سفك الدماء وإن كانت لم تنقطع بسبب هجمات المرتزقة وقصف الجيش السعودي على الحدود ، والأمر الآخر تكشف مدى تخبط الطرف الآخر داخليا مدى عمالته وارتزاقه لدول العدوان بما يضر مصلحة بلده ، نحن نتحدث اليوم عن عام كامل من التفاوض في غياب تام للمرتزقة الذين تغنوا لسنوات بأن التحالف لإعادتهم إلى السلطة من اجل سواد عيونهم ، وأيضا حملت المفاوضات إقراراً سعودياً لطالما تهرب منه النظام السعودي بكونه طرفاً في العدوان لا وسيطاً في الحرب ، ولا نخفي سرا أن التواصلات اليوم قائمة بشكل مباشر بين المسؤولين في صنعاء والرياض في ملف الحرب والسلام.
يبدو أن طرف العدوان يرغب في البقاء في المنطقة الرمادية بين اللاحرب واللاسلم ، ويراهن على الحصار والضغط الاقتصادي لتحقيق ما عجزت عنه بالنار.
وصنعاء قطعا لن تقبل بذلك ولكنها تقيم الحجة بعدما بذلت كل الجهود للتوصل إلى سلام وتذليل العقبات لنزول النظام السعودي عن شجرة العدوان.
من الخطأ الكبير أن يظل النظام السعودي يقرأ موقف صنعاء على انه ضعف، وبكل تأكيد أن السعودية لم تقرأ المشهد اليمني ، لأدركت أن السلام اليوم أفضل لها من السلام في الغد وسلام الأمس كان أفضل لها بكثير من سلام اليوم ، ولا خلاف أنها تراهن على الحصار الاقتصادي لكنها تجهل تنامي الوعي الشعبي بالطرف الذي يتسبب بمعاناته وأضحى توجههم وضغطهم نحو عدوهم الذي أثخن فيهم بالقصف والحصار وقطع المعاش .
العدوان هو أمريكي غربي بدرجة أساسية وينفذ عبر أدوات إقليمية ، الأمريكي اليوم يسأل السعوديين عن الثمن الذي يتوجب عليهم دفعه لواشنطن لتقبل بالسلام في اليمن، فالامريكي يرى بأن هيبته تضررت وذلك أقسى ما يخافه ، إذا شاهدنا الصحف الروسية اليوم تسخر من دعم أمريكا لأوكرانيا بصور المقاتلين اليمنيين يعتلون دبابات الابرامز وصنوف الأسلحة الأمريكية ، ولذا فواشنطن تراوغ في ملف خروج القوات الأجنبية من اليمن .
السعودية تصبو إلى سلام يحقق لها نوعاً من النفوذ العسكري والسياسي والاجتماعي ولهذا نشهد تشكيل مليشيات جديدة رغم حديثها عن السلام ، هي تريد من هذه المليشيات أن تكون ضامنة لنفوذها في اليمن ما بعد الحرب ، وهي في ذات الوقت أداة أن عادت الحرب فسنراها في مختلف الجبهات تقاتل لمصلحة السعودية.
نحن في المؤتمر الشعبي العام ننظر إلى السياسة التي تنتهجها حكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى بكونها سياسة حكيمة ، ونعتقد أن بقاء حالة اللاحرب واللاسلم لا تخدم الشعب اليمني وينبغي فرض إجراءات ضاغطة على دول العدوان للتسليم بحقوق الشعب اليمني ، وتحقيق السلام العادل إذا كانت هناك جدية من قبل الطرف الآخر في تجنب التصعيد .
نحن متفائلون بأن المتغيرات الدولية قد فرضت على دول العدوان بأن تتجه نحو السلم وكف الأذى عن الشعب اليمني ، لكن هناك حسابات لدول تحالف العدوان تعتقد أنها وعبر المراوغة ستوصل الشعب اليمني إلى نقطة يقبل بما يطرح عليه من قبلها ، ونحن هنا نود بأن الشعب اليمني لن يتنازل عن السلام العادل والمشرف والحافظ لتضحيات الشهداء ، وعليها ألا تذهب في خطأ الحسابات مجددا.
قوى العدوان منذ توقيع الهدنة عملت على شراء الوقت ، والقوى الوطنية بنظري لا يمكن أن تذهب في هذه اللعبة طويلا مع الطرف المعتدي على اليمن أيا كان أمريكيا أو سعوديا أو إماراتيا .
باعتقادي دول العدوان تسعى إلى تحقيق أكثر قدر من المكاسب قبيل الرضوخ إلى السلام عبر التموضع في أكثر من مكان داخل اليمن ومحاولة لعب الوسيط وبالتالي القوى الوطنية لن تسمح بهذا وقد نشهد تصعيدا قريبا .