على مدى ثمانية أعوام من الصمود الــيماني: نساء اليمن.. سيدات الصمود ودروب التضحــــــية والعطاء

 

على مدى ثمانية أعوام من الصمود الوطني اليماني تتجلى المرأة اليمنية في الصفوف الأولى من التضحية والفداء والعطاء في سبيل الله والوطن، فقدمت التضحيات ودروساً من البذل والعطاء والثبات والتغلب على آثار العدوان المعيشية ووهبت الغالي والنفيس والزوج والولد في أسطورة فدائية لا مثيل لها في العالم.. هنا تتحدث لـ«الثورة» عدد من النساء اليمنيات بكل شموخ واعتزاز، فإلى التفاصيل:
الثورة / أسماء البزاز

البداية مع إبتسام المتوكل رئيس الجبهة الثقافية حيث تقول : على مدى سنوات الصمود اليماني الإيماني نجد المرأة حاضرة في قلب مشهد صناعة الصمود وهندسة النصر، فالمرأة اليمنية العظيمة تمكنت من إنجاز مشهدها الصمودي المكتمل الأبعاد والمسارات بصمت ودونما ضجيج ذلك أنها لا تحرص على الأضواء والكاميرات بل هي تنطلق من مبدأ المسؤولية الفردية والجماعية فنجدها في الريف وفي المدن تؤدي واجبا وتجترح حلولا سواء في الجبهة الاقتصادية التي نجحت فيها بامتياز وأسقطت المخطط التجويعي حين دبرت البدائل عن الغاز واقتصدت واضعة معالجات في قطع الرواتب وأنجزت مشاريع صغيرة تضمن موارد مالية جديدة للأسرة.
وتابعت المتوكل : هكذا تطوعت في مجال الصحة والتعليم وحتى الإعلام والحديث يطول عن تضحياتها واستثنائية بطولاتها وشجاعتها في مواجهة عدو لا يملك أدنى قدر من شرف المواجهة ونبل الخصومة مما جعلها تكون عرضة للقتل والتشريد والأسر والتجويع والحرب الناعمة وسوى ذلك مما أعدته مطابخ العدوان على بلادنا.

حضور مشرف :
من ناحيتها تقول سمية الطايفي / مدير إدارة المرأة والطفل بوزارة الإعلام : أنه على مدى 8 أعوام سجلت المرأة اليمنية مواقف مشرفة في دعم الاستقرار صحياً ونفسياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً في ظل الظروف الراهنة ومواجهة التحديات
وأضافت الطايفي : وتجلت عظمة المرأة اليمنية في تحمل مسؤوليتها كربة منزل تدير شؤون أسرتها وترعى أطفالها وضاعفت جهودها ومارست مهامها في المجال الطبي والإنساني في المستشفيات والمراكز الصحية بكل إخلاص وتفان رغم شحة الإمكانات جراء العدوان والحصار بإصرار وعزيمة لن تلين، وبرعت في تسخير إمكاناتها ومهاراتها لتأسيس مشاريع صغيرة في مجالات عدة والتي تكفل لها مردوداً مالياً يسهم في تحسين وضعها المعيشي ويحميها من العوز والحاجة الذي فرضه الحصار وانقطاع الرواتب، وتمكنت من النهوض بالواقع الاقتصادي وجعلت من المعاناة التي تمر بها اليمن فرصة لإثبات نجاحها والتوجه للتصنيع والارتقاء بأدائها والاكتفاء بذاتها وأسرتها.
مبينة ان المرأة هي الصخرة الصماء في وجه العدوان وبذلت الغالي والنفيس في دعم الجبهات بالقوافل والمال والرجال وكانت أسرة الشهيد والجريح والأسير والمرابط في ميادين القتال.
وتابعت : كما كان للمرأة اليمنية المشاركات الفاعلة في المجال السياسي، حيث شاركت عدد من الناشطات الحقوقيات في المحافل والمؤتمرات الدولية كمجلس حقوق الإنسان، كما عينت حكومة الإنقاذ عدداً من النساء في مراكز صناعة القرار كوزيرات ورؤساء لجان وعضوات في مجلس الشورى واللجان والفرق التي يتم تشكيلها من قبل القيادة في صنعاء، و قد أنشأت المرأة اليمنية عدداً من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمنظمات الحقوقية وغيرها في ظل ما تتعرض له اليمن من انتهاكات من قبل دول التحالف.

عرس الشهادة :
وأما أميرة الجرب / أم الشهيد محمد عبدالوهاب العزي فتقول من جهتها : يشرفني وسام ان أكون المرأة المجاهدة والصابرة بصمودها في الوعي والصبر والثبات على المواقف والروحية الإيمانية العالية.
وأضافت : وهبت فلذة كبدي في سماء الوطن شهيدا لإحقاق الحق ، وغيري الكثير والكثير ممن وهبن أغلى من الروح وأعز من الحياة ولكنها الشهادة في سبيل الله قد اصطفت أبناءنا شهداء فهنيئا لنا بهم .
وتابعت : المرأة اليمنية ساهمت في تحقيق النصر والثبات فهي من تسهم في مجال تربيتها لأولادها، فهي تحرص على أن ينشأوا رجالاً صالحين رجالاً جنوداً لله وأنصاراً لله لأن يكون لديها ابن صالح وزوج صالح ينطلقون في هذه الأعمال الصالحة في هذه الميادين التي ترضي الله سبحانه وتعالى فيحظون بالمكانة العظيمة وهي تشدهم وتشجعهم وتدعمهم وتؤيدهم وتقف معهم وعندما يخرجون مقاتلين في سبيل الله لا تبكي بل تشجعه ، تودعه، بعبارات التشجيع تبقى حيةً في نفسه تدفعه تشد أزرة.
وأضافت : تلك الزوجة التي لا ترهق زوجها بتصرفاتها العشوائية داخل منزله فتبعثر الكثير من الأموال فترهق كاهله فلا يكاد كل ما يجنيه يوفر إلا حاجات منزله لا يستطيع أن يسهم في مجال الإنفاق في سبيل الله ليكتمل دينه من خلال صلاته وإنفاقه.
وقالت الجرب : فالمرأة اليمنية تقع عليها مسؤولية كبرى جداً وهى زوجة وهى أم وهى قريبة من هذا الطفل تربيه وهي قريبه من هذا الرجل تؤيدة وتدفع به وتصبره وتشجعه. فما أعظم دور المرأة اليمنية الصالحة في الدفع بالرجال وما أعظم إسهام المرأة الصالحة التي تربي في صنع الأبطال، صنع الرجال، صنع المجاهدين في سبيل الله.
وتابعت : تحركت المرأة اليمنية بنشاط فاعل وحيوي في التصدي لهذا العدوان، كلما زاد تحالف العدوان الإجرامي والحصار خرجت في التحشيد والمشاركة في الوقفات والفعاليات ومناسبات دينية ونشر الوعي من خلال مدارس الكوثر والمجالس الثابتة والندوات التوعوية في أوساط المجتمع وجمع قوافل العطاء والمشاركة فيها. فمنهن من تنفق ذهبها والبعض تربي غنمها وأبقارها وتقدمه لصالح الجبهات والمجهود الحربي.
وختمت حديثها بالقول : المرأة اليمنية أسطورة فدائية لامثيل لها في العالم بصمودها وعزمها وثباتها وروحيتها العالية في مواجهة كل التحديات والأخطار العاصفة في وجدان الأمة وهي تؤكد على مواصلة السير في درب الشهداء طريق الحرية والكرامة والعزة والاستقلال فبهذه الروحية الجهادية المعطائة والصامدة في صبرها التي أدهشت العالم وتحدت كل المستكبرين عندما تستقبل شهيدها بمظاهر الفرح والسرور وكأنها تزفه في عرسه.

القوة الناعمة :
هناء الديلمي أم الشهيد هاشم الديلمي وأخت الشهيدين عبدالله وأحمد الديلمي تقول من جانبها : لقد برزت المرأة اليمنية في مواجهة هذا العدوان المتوحش بدورها العظيم فكانت هي تلك الصخرة التي حطمت تكبر وأطماع هؤلاء المتغطرسون.
ظهرت بروح معنوية عالية وبكبرياء يكسر أنف كل طامع تقدم الغالي والنفيس من المال والرجال.
وتابعت : لقد شيعت كل أعزائي الشهداء شامخة مواجهة كل المحن والتحديات متوعدة ببذل المزيد والمزيد وتقديم قوافل البذل والعطاء لا اكل ولا أمل.
وتابعت : المرأة. اليمنية المجاهدة الصامدة اليوم ها هي اليوم تحضر الفعاليات والمناسبات التي تقدم من خلالها رسائل الصمود تغيظ هذا العدو وتقهره بتمسكها بحقها في الحرية والكرامة وتظهر في القنوات ووسائل التواصل بكلمتها وموقفها لا تخشى إلا الله لتكون بحق زينبية العصر تتأسى بالسيدة زينب عليها السلام وهي في أرض كربلاء شامخة كالطود العظيم. تبذل كل ذلك في سبيل الله حباً له ورغبة فيما عنده دفاعا عن دينها وعرضها وعن المستضعفين من عباد الله في كل بقاع الدنيا.
كذلك ظهرت في مقامات الدعوة إلى الله تدعو الناس تتصدر المجالس والمقامات ومحافل النساء تفضح حقيقة هذا العدو وترد مجتمعها إلى التمسك بالله وبرسوله وبأعلام الهدى تشحذ الهمم وتقوي العزائم.
وأضافت : تجلت فعلا فيها بحق وحقيقة الهوية الإيمانية التي وصف بها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله اليمنون عندما قال( الإيمان يمان والحكمة يمانية).

نساء الأنصار :
طيبة الكبسي ناشطة ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة ذمار تقول من جهتها : عندما نأتي للحديث عن الدور الكبير والمسؤولية المهمة التي تقوم بها المرأة اليمنية، على مدى ثمانية أعوام نجدها هي الأكثر تشريفاً وشموخاً في تحقيق النصر والثبات وذلك من خلال التضحيات الكبيرة التي قامت بها، نساءُ كثُر كان لهن شرف التضحية بأبنائهن في سبيل الله، مع أن الابن ربما يكون أغلى ما يكون على الإنسانة المسلمة والمؤمنة والواقع الإنساني بشكل عام، وهناك وجدنا المرأة اليمنية محط فخر واعتزاز، عندما تضحي بابنها في سبيل الله وتعاني في سبيل الله، بالبذل والتضحية بالمال أيضاً، وجدنا في الحروب والمراحل الماضية في وقت الشدة كان للنساء المؤمنات دور مهم وكبير في الوقوف إلى جانب الرجال، عطاءً وبذلاً، حتى بالذهب والحلي والمقتنيات والمدخرات.
وتابعت : كما وجدنا ثباتهن في وقت الأهوال والحروب والشدائد، هي الاجدر في نشاطاتهن الفعالة التي تغيظ العدو الصهيوني ، وترسخ واقعًا إيمانيًا عظيماً لجميع نساء الأمة الإسلامية، مما يجعلهن على درجة عالية من الثبات والصبر، في أشد الأهوال، وعند أقسى الظروف ،وفي أكبر التحديات.
وقالت الكبسي : ففي أرض يمن الإيمان والحكمة وقفن نساء الأنصار بكل شجاعة بكل صبر، بكل ثبات، صابرات على ما هناك من عناء، واضطهاد، وخوف، ومخاطر وتضحيات وغير ذلك.
وتابعت : ثباتهن على الحق لم يتأثرن بالدعايات، ولم يتأثرن بالإرجاف ولا بالتضليل الذي كان يستهدف الجميع ، الرجال والنساء، ثباتهن على الحق لا خوف ولا تهديد ولا حروب ولا تحديات ولا حجم التضحيات أثر عليهن أو أضعف إيمانهن، كذلك عدم تأثرهن بما يسعى به الأعداء من تضليل وكيد وإرجاف وما إلى ذلك ، كل هذا يدل على إيمان ويدل على وعي، ويدل على درجة جيدة إن شاء الله من الإيمان والتقوى ، وأنهن يقتدين بالصديقات الطاهرات من أولياء الله سبحانه وتعالى، من إمائه الصالحات.

هنيئا لسيدات الصمود :
أمة الرحيم هاشم (أخت الشهيدين يحيى وياسر عبدالله هاشم) تقول من ناحيتها : من منطلق الروحية الإيمانية والجهادية المنبعثة من الاستجابة الصادقة لتوجيهات الله تبارك وتعالى التي تمتلئ بها سور وآيات القرآن الكريم(( وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) من سورة التوبة- آية (71).
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ” من سورة التوبة- آية (41).
وتضيف أمة الرحيم هاشم: تحركت النساء المؤمنات الصابرات في مواجهة العدوان الظالم الغاشم على بلدنا العزيز ،في الجبهة الثقافية التعبوية والتوعوية بحضور الفعاليات والوقفات والمسيرات المنندة والرافضة للعدوان ،وفي جبهة الإعداد للقوة فقد قدمن الدعم بالمال والرجال بالدفع بالأبناء والأباء والأزواج والأخوة إلى جبهات الجهاد المقدس جبهات العزة والكرامة بكل صبر وتضحية وإيمان وثقة بنصر الله للمؤمنين الصادقين ،كذلك هن من قدمن الذهب والمجوهرات والمبالغ الكبيرة من الأموال في سبيل الله وفي سبيل تحقيق الاستقلال والحرية والعزة والكرامة للأمة .
وتابعت : وهنا لا يسعنا إلا أن نقول هنيئنا لكل أسرة شهيد، بدماء شهدائها سطرت أروع قصص الصمود على مدى ثمانية أعوام من الثبات والصمود.

قد يعجبك ايضا