ثمانية أعوام من العدوان الظالم والحصار الجائر والاحتلال الغاشم على بلادنا استخدم فيها العدو المتغطرس كل أنواع الدمار والقتل والعنف لم يبال بحرمة دين أو جوار أو اخوة بل تكالب مع قوى الإجرام والاستكبار أمريكا وإسرائيل ومن سار في فلكهم ليشبع رغبته الوحشية ظنا منه بان ذلك يعزز من قوته ويتمكن من فرض هيمنته على شعب الإيمان والحكمة.
ثمانية أعوام بمآسيها وأحزانها وإجرامها لم يعهدها اليمنيون من قبل لم تكن كافية لأولئك المستكبرين ليعودوا إلى رشدهم ويدركوا حجم المأساة التي تسببوا بها بحق شعب بأكمله من حصار وعدوان واحتلال، فقتل مئات الآلاف من الأبرياء وجرح أضعاف ذلك وشرد الملايين من أبناء هذا الشعب ودمر المنازل والمساجد والمستشفيات وعاث في الأرض فسادا وظلما تحت غطاء أممي متخاذل وجبن أنساني لم يعهد له التاريخ من قبل.
ثمانية أعوام من العدوان والإجرام والحصار وأجهها اليمنيون بكل قوة وعنفوان و شجاعة واستبسال ، تعلم اليمنيون منها دروساً عظيمة واستفاق البعض من سباته العميق وآخرون أعادوا النظر في حساباتهم وصححوا ما كان عليهم وآخرون سقطوا في وحل من الخزي والعار واستحقوا مصيرهم وخسارتهم نتيجة خذلانهم شعبهم وارتهانهم الرخيص على الأعداء فكانوا بذلك ارخص مرتزقة عرفهم التاريخ .
ثمانية أعوام من العزة والتمكين صنعها اليمنيون بتضحياتهم وصمودهم العظيم في وجه أعتى طغاة العالم ، مجسدين بلحمتهم ونضالهم أعظم صور التكاتف والإخاء فتوجت جهودهم بنصر من الله وسحق لأعدائهم الذين جروا وراءهم ذيول الخسارة والخزي والعار، فشتان بين من يجاهد من للدفاع عن دينه وشعبه وبين من يقاتل من أجل متاع رخيص من المال المدنس .
ثمانية أعوام من الحرب الوحشية الظالمة لم يجن منها العدو شيئاً ولم يحقق بذلك أي انتصار يذكر فهل كانت كافية ليدرك المعتدي حجمه ويرفع عنا ظلمه وطغيانه أم أن الرغبة في السعي وراء أحلامه الصبيانية التي ستسوقه بلا شك إلى أجله المحتوم، وقد بات قريباً.
محافظ محافظة عدن