صنعاء ثابتة على مواقفها لجهة تحرير كل شبر وإنهاء الاحتلال الأجنبي أياً كانت جنسيته وشكله

سياسيون وعسكريون لـ” الثورة ” : الأمريكيون يدفعون نحو المواجهة بتواجدهم العسكري جنوب البلاد

العيدروس : المقاومة المهرية معنية برفع وتيرة المواجهة لمنع استقرار القوات الأجنبية

غراب :زيارة قائد الأسطول الخامس الأمريكي رسالة استفزاز

عقلان : الظهور الأمريكي جنوب البلاد يدفع نحو المواجهة ولن نقبل ببقائه

الثورة / إبراهيم الوادعي
في مواجهة رياح السلام التي بدأت تهب على اليمن بعد ثمان سنوات من العدوان والحصار ، وما يقرب من عام من الهدنة والتهدئة ، تزيد الولايات المتحدة الأمريكية من تواجدها العسكري في مناطق جنوب اليمن المحتلة ، في محاولة لفرض شروطها وتحقيق أهداف عجزت عن تحقيقها من خلال العدوان الذي أعلن من البيت الأبيض وقادته ورعته ومولته تخطيطاً وتسليحاً.
تنتشر القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية- بحسب مابات معلوماً- في المهرة وحضرموت وشبوة وفي العند ، وهناك قواعد لاتزال مواقعها غير معلنه يتوقع تواجدها في عدن والمخا، حيث سيطرة مرتزقة العدوان .
كان لافتاً خلال الأونة الماضية توجيه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إنذاراً واضحاً إلى الأمريكيين والقوات الأجنبية بوجوب الرحيل ، وتأكيده على ثوابت صنعاء بتطهير كل حبة تراب يمني .
إنذار سبقه تقديم صنعاء بالدليل قدرتها الفائقة على توجيه ضربات دقيقة لتعطيل سرقة النفط اليمني .
في هذا السياق نستعرض مسارات مواجهة ظهور أمريكا في الميدان اليمني بعد فشل حلفائها ، ونقرأ مسارات المواجهة في صنعاء مع عدد من السياسيين والمحللين العسكريين .

محمد حسين العيدروس – رئيس مجلس الشورى :
بقدر ما يحزننا نزول قوات أجنبية على ارضنا، فنحن نقرأها قراءة نصر ، والمخطط التآمري على المهرة قائم منذ زمن، خاصة من قبل السعودية ..
واعتقد أن زيارة قائد الأسطول الخامس الأمريكي قبل حين، هو للوقف على ترتيبات أمريكية تبدو قائمة والتحضير لترتيبات جدية ستطلعنا عليها الأيام ، كما أنها تؤكد حقيقة ما ذهب إليه قائد الثورة ..وبرأيي لم تكن الزيارة الأولى، بل سبقتها زيارات كثيرة سرية والدليل على ذلك وجود القوات الأمريكية في محافظة المهرة وبعض المحافظات ، والقوات الأمريكية هي قوات احتلال نعتبرها داعماً للأطماع السعودية في محافظتنا الغنية بالنفط .
وكان محزناً أن نشاهد في منشأة يمنية رسمية رفع صور قادة النظام السعودي إلتقط الأمريكيون قبالها الصور في مطار الغيظة، الذي تحول إلى قاعدة عسكرية ، وهذا يدل على أن المهرة تحت الاحتلال السعودي الأمريكي .
وباعتقادي، فالأمريكيون أتوا بعد ثمانية أعوام من العدوان ليعلنوا حضورهم على الأرض، وكونهم جزء أصيل من العدوان ، ونحن نقول لهم ارحلوا ارحلوا ارحلوا عن أراضينا وسندحرهم بقوة العزيمة ان شاء الله .

وحول دور أبناء المناطق المحتلة في مواجهة المحتل اعتماداً على مواقف صنعاء الثابتة قال :
المقاومة المهرية اليوم معنية برفع وتيرة المواجهة لمنع استقرار القوات الأجنبية في المحافظة والدور منوط بالحركات الشريفة على امتداد المناطق المحتلة .
وموقف القيادة السياسية في صنعاء معلن وثابت في رفض تواجد أي قوة أجنبية على أي أرض يمينة ، ووجوب تحريرها قبل الانتقال إلى مناقشات تخص السلام .
الوعي بات موجودا في المناطق المحتلة وفقط ننتظر التحرك المنظم الذي يهز المحتل ، يستعصي على الردود التي سيقوم بها المحتل الذي يتعامل بقسوة شديدة مع كل رأي حر ورافض لتواجده ، ودور النخب اليوم هو تعزي الوعي الشعبي بوجب طرد المحتل وزعزعة الأرض من تحت أقدامه ، وهناك سلطات محلية في المحافظات ترفض اليوم من منطلق الوعي تواجد المحتل ، في الشحر احتفل المواطنون وفاعليات مجتمعية بالذكرى ال 300 لطرد الحلت البرتغالي وارتفعت الأصوات بوجوب طرد المحتل الجيد ومواجهته، وهذا مؤشر على الوعي الشعبي الراسخ في أن اليمن يرفض الاحتلال، مهما طل ليله القاتم .

خارطة التواجد الامريكي
عبد الله غراب خبير استراتيجي وعسكري :
زيارة قائد الأسطول الخامس للقوات الأمريكية كان بمثابة رسالة استفزاز ، ومحاولة للرد على صنعاء التي تضع رحيل القوات الأجنبية ضمن الثوابت التي لا يمكن التزحزح عنها .
وحينها قائد الثورة يوجه إنذاراً مباشراً وواضحاً وفورياً للقوات الأمريكية وغيرها بوجوب الرحيل عن أراضي الجمهورية اليمنية.
المرتزقة لايزالون يرتكبون أفعال خيانة بحق الوطن، حين استقبلوا السفير الأمريكي ومعه قائد الأسطول الخامس الأمريكي ، ويباركون ويغطون هذا التواجد الاحتلالي .
وبشكل عام، فالتواجد الأمريكي اتخذ أشكالاً عدة في اليمن قبيل ثورة الحادي والعشرين 2014م، بشكل مباشر وعبر عملائها ، وخارطة تواجدهم اليوم يتواجدون في ميناء نشطون بالمهرة ، مطار الغيظة بالمهرة ، مطار الريان بحضرموت ، ميناء الضبة بحضرموت ، الشحر بحضرموت وهذا هو المعلن حتى اللحظة ، وهذا التواجد مرتبط بمشروع إقليم حضرموت الذي سوّق له الأمريكان عبر مؤتمر الحوار وأفشله أنصار الله في حينها باعتقال عميل الأمريكان أحمد بن مبارك ، وكما هو معروف فهذا الإقليم غني بالثروات النفطية والغازية .
ويضيف : المشروع الأمريكي هو قديم جديد ، إذا ماعدنا إلى الوراء فقد كانت أمريكا تريد السيطرة على حضرموت في ستينيات القرن الماضي ،محاولة استغلال المواجهة بين القوى الوطنية آنذاك وبريطانيا وفشلت في تحقيقه العام 1966م ، تحت قناع التدخل السعودي للسيطرة على حضرموت ، وهي اليوم تتدخل بشكل مباشر وتنشر القواعد العسكرية في كل المنطقة وخاصة دول الخليج المسيطر عليها من أمريكا بموجب صفقة بين أمريكا وبريطانيا تمت في الماضي .

إفشال وساطة عمان
ويرى غراب أن هدف الأمريكيين الأول هو أفشال جهود الوساطة العمانية: سلطنة عمان تبذل جهدا كبيرا لوضع نهاية للعدوان والحصار ووضع حلول للملف الإنساني ، وأمريكا لا ترغب في ذلك وهي تريد من حلفائها الاستمرار في الحرب والعدوان ، وتدخلهم المباشر على الأرض اليمنية هو تحقيق حلم السيطرة على الثروات وأيضا إفشال جهود التسوية التي تقودها عمان .
اليوم تدرك أمريكا أن السلام في اليمن ووقف العدوان ورفع الحصار سيكلفها الكثير لكونها لا تعيش إلا على نهب ثروات الشعب وامتصاص دمائها عبر القوة التي تنشرها في المنطقة ومناطق أخرى في العالم .

وضع مزر
يؤكد غراب أن الوضع بات لا يطاق في المناطق المحتلة ويقول : الوضع اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة لا يسر عدوا ولاصديقاً، في نهاية العام الثامن من العدوان بات الجميع يدرك أهداف العدوان المضرة بالمصلحة اليمنية ، وهناك تحركات شعبية كالاعتصام السلمي في المهرة والذي يتصدى للمشاريع الخارجية في المهرة ، والمجلس الأعلى للحراك الثوري التي تنتشر على مستوى الساحة اليمنية في جنوب الوطن ، الكل يطالب بخروج المحتل .
هناك قتل واعتقال والسجون ملأى بالشرفاء من أبناء اليمن الرافضين للمؤامرات من قبل الأمريكان وقوى العدوان ، وهناك مظاهرات تخرج بصورة يومية ترفض المشاريع الخارجية وبيانات تصدر والتفاف وطني يتعاظم يوماً بعد آخر وصوتهم أصبح مرتفعاً عبر القنوات الوطنية في صنعاء .
اليوم أبناء المحافظات المحتلة يستشعرون الخطر بشكل كبير في ظل الفوضى التي يزرعها المحتل ، والتي لايأمن فيها المواطن على نفسه وأسرته، حيث تنتشر جرائم القتل والاختطاف والاغتصابات ونشر المخدرات لتدمير الشباب .

طلال عقلان – رئيس كتلة أنصار الله في مجلس الشورى
موقفنا واضح، نحن متمسكون بوحدة اليمن واستقلالية البلد وتطهير وتحرير كل شبر فيه ، معنيون بالدفاع عنه وتحريره .
وظهور قائد الأسطول الخامس وبتلك الطريقة المبتذلة في المهرة هي رسالة إلى القوى الحرة في صنعاء بأنهم أصبحوا قوة احتلال على الأرض وهم من خلال هذه الرسالة أنهم ماضون في مشروعهم الاحتلالي .
أيضا هم وجهوا رسالة إلى الأطراف الأخرى في تحالف العدوان ، بأنهم -أي الأمريكيين- هم الطرف المخوّل بمناقشة الملفات الأساسية لوقف العدوان ورفع الحصار وهم فقط مجرد أدوات سقفها التفاوضي محدود ولا يزيد عن ذلك .

تخريب طاولة مسقط
ويرى عقلان في الإعلان العسكري الأمريكي الفظ وتواجده بالمناطق المحتلة رسالة إلى طاولة التفاوض بمسقط ومحاولة فرض شروط على الطاولة .
الظهور العسكري الأمريكي هو بمثابة تخريب للمفاوضات في مسقط ، وأيضا ظهور العدو الرئيسي ، نحن منذ البداية قلنا بان الطرف الرئيس في جبهة العدو هم الأمريكان ، ومن يحرك العدوان هو أمريكا ومن يحتل بلدنا هو أمريكي ، والا طراف الأخرى مجرد بيادق ، كانت الأطراف الأخرى ترفض ذلك وتقدم نفسها على أنها الأساس ، الظهور الأمريكي نسف ذلك وقالت بالصوت الكبير نحن الأساس ونحن من يجب أن تتحدثوا معنا والأخرون مجرد مرتزقة يعملون بالأجر لدينا سواء كانت السعودية أو اطراف داخلية في اليمن .

بوادر ثورة
ويلفت عقلان إلى وجود بوادر ثورة تلتهب تحت الرماد في المناطق المحتلة ستقلب الطاولة على المحتل : الوضع في الجنوب وضع ملتهب وينبئ عن ثورة قريبة ، وأبناء اليمن عموما لا تقبل المحتل الخارجي ، وبالتأكيد أبناء المناطق المحتلة عانوا من الاحتلال البريطاني لأكثر من مائة عام والمرارة التي عاشها الشعب اليمني في الجنوب بالأكيد هو لا يرغب في تكرارها .
الشعب اليمني في المناطق الحرة وفي المناطق المحتلة يلتقي اليوم مع خيارات القيادة في التحرر سلما أو حرباً .
الظهور الأمريكي الأخير يدفع نحو المواجهة ونحن لن نقبل بتواجد الأمريكي واحتلاله الأرض وهو يعرف ذلك ، واعتقد أن المواجهة باتت قريبة .

قد يعجبك ايضا