سفينة صافر.. بشائر الفرج

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

بموازاة آثار ومخاطر العدوان على اليمن التي لا تحصى منذ ثماني سنوات، كانت ولازالت سفينة صافر العائمة قبالة سواحل الحديدة، مصدر خطر مدمّراً ليس لليمن فقط – كما يعتقد التحالف ومن والاه – بل للجوار والمحيط الإقليمي، ولن ينجو أحد من آثار وتداعيات أي كارثة جراء هذه القنبلة الموقوتة.
-لطالما حذّر خبراء ومختصون من التهديدات البيئية والإنسانية الخطيرة للسفينة العملاقة المتهالكة، خصوصا وهي بما تحمله من كميات كبيرة من النفط الخام مرشّحة – كما تؤكد المنظمات الدولية المتخصصة في شؤون البيئة- لتكون خامس أكبر تسرّب لخزان نفطي في التاريخ، حيث سيؤدي أي تسرّب لا سمح الله إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف الساحلية وكل أشكال الحياة البحرية في عموم البحر الأحمر، وسيصبح الملايين من البشر في البلدان المطلة على البحر الأحمر عرضةً للتلوث الهوائي. كما ستنعدم سبل نقل الغذاء والوقود والإمدادات الحيوية لليمن وبعض دول الجوار وسيفقد ملايين الناس في المجتمعات الساحلية ممن يعتمدون في عيشهم على الاصطياد البحري مصادر أرزاقهم بينما سيستغرق التخلص من تلك الآثار المحتملة واستعادة مخزون الأسماك والأحياء البحرية إذا ما وقعت الكارثة نحو ثلاثين عاما.
-مؤخرا – وبالتحديد خلال الأسبوع الماضي – زفّت حكومة الإنقاذ الوطني أنباء سارة حول قرب إنهاء مشكلة الخزان العائم الذي لم يتعرض لأي أعمال صيانة منذ العام 2015م، وان هناك جهودا جبارة ومثمرة من قبل الفريق الوطني بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة لتلافي هذا الخطر المحدق بالمنطقة وشعوبها.
-صنعاء أعلنت على لسان نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، عن قرب وصول السفينة البديلة لخزان صافر النفطي في غضون ستين يوما، وثمنت جهود فريق صنعاء ولقاءاته البناءة مع الفريق الأممي، كما أشادت بدور المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن على جهوده المبذولة في هذا المجال، الأمر الذي أثار ارتياحا واسعا في أوساط المواطنين والناشطين في مجال حماية البيئة.
-هذا الارتياح والتفاؤل بقرب إغلاق ملف قضية خزان صافر ما يزال يشوبه القلق والحذر بالنظر إلى العراقيل والتعثرات التي رافقت هذا الملف الانساني من قبل تحالف العدوان في فترات سابقة، ومبعث تلك المخاوف المنطقية والمشروعة، أن هذه المشكلة لم تعد تحتمل المزيد من التسويف والمماطلات بعكس كل القضايا والملفات المرتبطة بالحرب العدوانية على اليمن، فهناك سباق مع الزمن وربما في ليلة وضحاها أو في غمضة عين تحل الكارثة ويجد العالم نفسه أمام مشكلات وتداعيات وآثار عصيّة على كل الحلول والمعالجات.
ورحل فارس البحرية..
أمس الأول ترجّل فارس من فرسان البحرية اليمنية، والتحقت روحه الطاهرة ببارئها.. إنه العميد/ أحمد حسن دوبلة أحد أبطال ورجالات ومؤسسي القوات البحرية اليمنية.. أفنى جزءا كبيرا من حياته في خدمة الوطن، حاميا لبحر اليمن وشواطئه بأبسط الإمكانيات في ظل الحظر الذي كان مفروضا من الأعداء على تسليح وإعداد قوات بحرية تتماشى مع أهمية موقع البلد وسواحله الشاسعة. في عقد التسعينيات من القرن الماضي تصدّى على متن قارب صيد تقليدي صغير وبسلاحه الشخصي لمجموعة من السفن الأجنبية اخترقت مياه اليمن الإقليمية واستطاع رغم جراحه من اقتيادها إلى الساحل، حين أصيب في تلك الحادثة الشهيرة بجروح خطيرة تخلت عنه الدولة ومؤسستها العسكرية وتكفّلت إحدى شركات القطاع الخاص بعلاجه في الخارج، يومها كتب عنه الإعلامي اليمني الراحل/ أحمد الذهباني مقالا صحفيا في إحدى الصحف المحلية، حمل عنوان “العقيد دوبلة.. نكران الدولة ووفاء بيت هائل”، رحم الله الذهباني والعميد دوبلة وأسكنهما فسيح جناته وعاشت اليمن شامخة أبيّة بتضحيات أبطالها ورجالها المخلصين.

قد يعجبك ايضا