خافت من كلمة مطلقة.. فكان القتل نهايتها

● استيقظ الجيران على صراخ طفل اخترق سكون الليل وجعلهم يهرولون نحو مصدر الصوت فوجدوا الطفل ابن جارهم مرميا في سلم المنزل أمام الشقة التي كان بابها مفتوحا فاستغربوا وجود الطفل في ذلك المكان ودخلوا إلى الشقة للبحث عن والده ووالدته فوجدوا والدته جثة هامدة , أما والده فلم يكن له اثر ,وقبل أن يقوموا بإبلاغ الشرطة وصلت ام المجني عليها وهي تبكي وتصرخ وكأنها كانت تعلم بالحادثة ..
التفاصيل تحكيها الأسطر التالية:
سراب امرأة لم يحالفها الحظ كثيرا في حياتها الزوجية فحملت لقب مطلقة بعد فترة زواج لم تتعد خمسة أشهر, كانت سراب حينها لازالت في الخامسة عشرة من عمرها ومثل الكثير من المطلقات لم يتقدم احد لطلب يدها بعد طلاقها فعاشت أكثر من 13 عاما تنتظر فيها أي مخلوق يطرق بابها وينتشلها من وحل اللقب البغيض.
كان لدى سراب أخ يعمل في احد المحلات التجارية مع عدد من العمال وكانت دائمة الذهاب إليه في مكان عمله فشاهدها احد العاملين مع شقيقها وأعجب بها وقرر الزواج منها.
فارس الأحلام
حين تقدم الشاب لخطبتها فرحت الفتاة كثيرا ولم تفكر وتسأل عن أخلاق هذا الرجل أو سلوكه وماضيه وأسرته وكان كل همها أنها أخيرا حصلت على من سينقذها من وحش العنوسة الذي يلتهمها بهدوء .. ولأنها يتيمة الأب فقد أوكلت شقيقها بإتمام عملية الزواج.
لم تدم خطبتها أكثر من شهرين وفي شقة صغيرة تم حفل الزفاف بتواضع شديد وزفت العروس إلى عريسها الذي استأجر سكنا متواضعا لا يزيد عن غرفتين.. وقبل أن ينتهي شهر العسل خرج الزوج إلى العمل وبعد مغادرته البيت بلحظات فوجأت الزوجة بأشخاص يطرقون عليها الباب ويسألون عن زوجها , ورغم أنهم لم يخبروها عن السبب في البحث عنه ألا إنها عرفت من ملامح وجوههم أن الأمر ليس في خير.
بعد أن أنهى الزوج عمله عاد إلى المنزل مساء فأخبرته زوجته بأمر الرجال الذين يبحثون عنه فتغير وجهه وأصبح خائفا كثيرا وطلب منها عدم فتح الباب لأي شخص كان , ثم غادر المنزل في ذلك الوقت دون أن يخبرها إلى أين سيذهب أو ماذا سيفعل ¿
غاب الزوج عن المنزل لمدة يومين لم يتصل خلالها بزوجته على الإطلاق وفي مساء اليوم الثاني رجع إلى البيت وطلب من زوجته تجميع ملابسها وأثاث المنزل وخلال لحظات انتقلوا من السكن إلى مسكن آخر.
بعد أيام قليلة تكرر نفس الموقف السابق مع الزوجة , ووجدت الرجال أنفسهم يطرقون بابها ويسألون عن زوجها ولكنهم هذه المرة كانوا أكثر غلظة معها وهددوها بالخطف إن لم يحضر زوجها إليهم.
انتظرت سراب عودة زوجها على أحر من الجمر لتعرف منه منهم هؤلاء الرجال ولماذا يبحثون عنه, فأكد لها انه لايعرفهم ولا يعرف ماذا يردون منه¿
لم تصدق سراب كلام زوجها خصوصا وانه كان في خوف مستمر وتغيرت معاملته لها إلى الأسوأ, فأخبرت شقيقها وطلبت منه التحري حول زوجها وعلاقته بهؤلاء الأشخاص ,وكانت المفاجأة ,حيث توصل شقيق سراب إلى معلومات تؤكد أن زوجها صاحب سوابق جنائية عدة ومتهم بعدة سرقات وسبق سجنه أكثر من مرة والأسوأ من ذلك انه مدمن للخمر ويقوم أيضا بالاتجار به وتوزيعه على الزبائن.. أما الأشخاص الذين يبحثون عنه هم من تجار الخمر اخذ منهم كمية كبيرة ولم يسدد قيمتها.
أين الحقيقة
لم تصدق سراب ما قاله شقيقها وحاولت معرفة صحة ذلك من زوجها ,فقال لها انه بريء ولا علاقة له بالسرقة او بالخمر ..غير أن الواقع كان عكس ذلك كله فقد استمرت مطاردة هؤلاء الأشخاص لزوجها واقتحموا البيت أكثر من مرة للبحث عنه ووجهوا لها الاهانات وهي صابرة وزوجها في غياب مستمر من البيت.
وزادت أعباء المرأة بوضعها مولودها البكر الذي وجدت نفسها مسؤولة عنه بعد غياب والده ومع ذلك لم تترك منزل الزوجية أو تغادره وظلت منتظرة عودة أبو ولدها وفعلا عاد الزوج بعد ستة أشهر من الغياب ,اعتمدت فيها الزوجة على نفسها في تدبير أمور الحياة وساعدها في ذلك شقيقها .
نهاية الضياع
حين عاد الزوج كان في حالة سيئة للغاية فاستقبلته زوجته بالصياح والشجار وطلبت منه الطلاق حتى يتربى ابنها بالمال الحلال .. فثارت ثائرة الزوج وهجم عليها وقام بالاعتداء عليها بالضرب بعصا غليظة وبكل ما اوتي من قوة حتى فارقت الحياة ثم اخذ الطفل ووضعه باب الشقة وترك الباب مفتوحا وانطلق الى الخارج ثم قام بالاتصال بحماته والدة زوجته وابلغها ان ابنتها توفيت وعليها الذهاب لأخذ جثتها والاعتناء بالطفل.
كان الوقت في النصف الثاني من الليل حين سمع الجيران صراخ الطفل ووجدوا والدته مقتولة فابلغوا الشرطة التي هرعت إلى مكان الحادثة, ومن أقوال أم المجني عليها عرفوا أن الجاني هو زوجها .
بعد أيام قليلة من البحث والتحري تم القبض على الزوج القاتل وأثناء مواجهته بالأدلة والبراهين اعترف الزوج بأنه من ارتكب الجريمة بعد أن ضاق ذرعا من الحياة بأكملها بحسب قوله مبديا ندمه على فعلته تلك وانه يتمنى أن يكون ابنه رجلا صالحا وليس كما كان والده.

قد يعجبك ايضا