استوصوا بهن خيرا

● بدأ حياته بزواج دام لسنوات من عمره ظل معها منتظرا أن يقدر له فيصبح أبا كغيره من الآباء , لكنه لم يرزق بطفل يحمل اسمه ويرثه من بعده , ويكون عونا له في حياته وعند كبره …!
ماذا يفعل يا ترى ¿
يتزوج من أخرى تمنحه ذلك الحلم ¿ وبذلك تنتهي معاناته ويهدأ باله .
وبالفعل تزوج من أخرى , ولم تزل الأولى على ذمته .
المسألة سهلة بالنسبة للرجل زواج ثم طلاق والعكس , بينما نحن النساء مجرد وعاء يصب عليه الألم ولا يشعر الآخر بعمق الجرح وقسوة العقاب , رغم ذلك فنحن نكتم كل ذلك في جلد وصبر كبيرين , حتى تستمر حياتنا ولو بنصفها .
انتظر الزوج البشرى دون جدوى , حتى الزواج الثاني لم ينقذه من مصيبته وظل لسنوات أخرى من عمره المتبقي وحيدا
احتار الزوج مرة أخرى , واستمر في صراع مع زوجاته , حتى شاء الله أن تنجب له الأولى طفلا وبذلك يصبح أبو ( فلان ) .
أما الثانية التي قبلت بأن تكون الثانية بغية أن تحقق له أمنيته , فقد ساءت حالتها النفسية كثيرا , وبقيت تلاحقها أشباح وأوهام لا حصر لها , متسائلة : ما هو مصيرها الآن وقد انتقل الحظ محالفا الأولى , فالهدف الذي جاءت من أجله تجاوزها , ليعود في كنف صاحبته , والاهتمام الذي كانت تنعم به لوقت طويل افتقدته ..!
بقيت الزوجة الثانية بعد ذلك لأشهر , لكنها لم تستطع التحمل والصبر فالمشاكل ظلت تلاحقها , فشعر الزوج أنه لم يعد بحاجة لاثنتين وسيكتفي بواحدة فقرر التخلص من الثانية والتمسك بالأولى ..!
بسهولة تامة ودون إحساس بالمسؤولية سيطلق ويتزوج متناسيا أن الدين المعاملة , والعشرة الحسنة والاحترام والتقدير مطلوبين , فهذا زواج أساسه الرفق والمعاشرة بالمعروف , وليس مجرد صفقة أو منفعة وقتية نتقاضاها وبمجرد انتهائها ينتهي كل شيء .
فما ذنب الأخرى من ذلك القرار الأناني بكل ملامحه ¿
وعلينا أن لا نعيد نفس السأم , فلنحاول أن نغير حياتنا وتفاصيلها المعقدة بطرق أكثر جدية وأكبر مسؤولية , دون أن نصب الخسارة على جهة دون غيرها , وكما أوصانا النبي الأمي “رفقا بالقوارير” فلا يتناسى البعض وصية المصطفى في نساء ضعاف لا يقوين على تحمل الأشياء فوق طاقتهن وقدرتهن , فاستوصوا بالنساء خيرا.

قد يعجبك ايضا