ما أكده ظهور قائد الأسطول الأمريكي الخامس برفقة عشرات الجنرالات من الجيش الأمريكي، ومعهم السفير ستيفن الأسبوع المنصرم بمحافظة المهرة، أن أمريكا تحتل المهرة وحضرموت ومناطق محاذية للمحافظتين بشكل مباشر، وتكشف كذب المبررات والذرائع التي تسوقها الإدارة الأمريكية بشكل متكرر لتبرير احتلالها وعدوانها المباشر على اليمنيين، كما يعتبر هذا الظهور بمثابة إشهار أمريكي وقح لاحتلال المهرة.
ومن المهم الإشارة إلى أن الإشهار الأمريكي الوقح لاحتلال المهرة، سبقته حملات إعلامية مكثفة وضخمة أطلقتها الإدارة الأمريكية عبر منابرها ومرتزقتها وأدواتها في المنطقة عن وجود شحنة أسلحة تمكنت قواتها الغازية من القبض عليها متجهة من إيران إلى اليمن، وهي كذبة درجت الإدارة الأمريكية على تسويقها وتضخيمها منذ اليوم الأول للحرب التي تقودها على الشعب اليمني والتي تكمل عامها الثامن هذا الشهر.
ذلك أن المهرة وحضرموت لم تكونا مناطق اشتباك ولا مسرح حرب عسكرية بين الجيش اليمني وبين تحالف العدوان الذي يشن الحرب على اليمن تحت يافطة إعادة الشرعية، هذه المحافظات ظلت بعيدة عن مسرح المعارك ولم تشهد أي مواجهات منذ بدء العدوان التحالفي بقيادة أمريكا، هذا ما جعل الإدارة الأمريكية تسوِّق ذرائع أخرى لمحاولة تبرير احتلالها للمهرة، وفصَّلت لها كذبة مكافحة تهريب السلاح والتي روَّجتها بشكل متكرر، علاوة على ترويج كذبة الإرهاب الذي لم تعرفه المهرة نهائياً.
ولتجاوز معضلة الذريعة التي لم تجدها الإدارة الأمريكية في إعادة الشرعية لاحتلال المهرة، قامت بتفصيل كذبة تهريب السلاح لتبرير احتلالها وعدوانها على المهرة بحجة مكافحة تهريبه، زاعمة بأن قواتها وجنرالاتها وقواعدها في المهرة هدفه مكافحة تهريب السلاح، متناسية أن يافطة مكافحة تهريب الأسلحة لا تصلح ذريعة لاحتلالها لمحافظة حضرموت المحتلة من القوات الأمريكية الغازية التي تتواجد في عشرات القواعد والمعسكرات بالمحافظة، فإذا كان في المهرة منفذ وطرق دولية فإن حضرموت بعيدة عنها، وبالتالي فإن يافطة مكافحة تهريب الأسلحة لا تصلح ذريعة لاحتلال حضرموت البعيدة عن الطرق المؤدية إلى تلك المنافذ التي تزعم أمريكا تهريب الأسلحة عبرها.
وبالتأكيد ستلجأ الإدارة الأمريكية لتفصيل كذبة أخرى لتبرير احتلالها لحضرموت، وفي كل حال نحن أمام عدوان أمريكي وقح تنفذه مباشرة عبر قواتها من المارينز وغيره على أراض يمنية وعلى سيادة يمنية، وعلى دولة يمنية، وعلى شعب يمني.
يعد ظهور قائد الأسطول الأمريكي الخامس في محافظة المهرة مؤشراً على شكل المخطط الأمريكي القذر من وراء احتلال المهرة، وبغض النظر عما هو المخطط، فإن الحقيقة الواضحة أن محافظة المهرة تحت الاحتلال الأمريكي المباشر، هذا الاحتلال يعد عدواناً مباشراً تتعرض له اليمن يستلزم مواجهته بكل سبل ووسائل المواجهة.
هذا العدوان ستكون مواجهته وفق معادلة السيادة التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد، وأكدها الشعب اليمني بمسيرات الوفاء للشهيد الصماد التي شهدتها المدن والمحافظات اليمنية وشارك فيها الملايين من اليمنيين.