مستقبل حالة اللا حرب واللا سلم في اليمن في ظل تحذيرات صنعاء

محمد صالح حاتم

 

ما يقارب الـ«5» اشهر تعيش اليمن فيها حالة اللا حرب واللا سلم بعد انتهاء الهدنة في الثاني من اكتوبر العام الماضي، والتي اعلنت في الثاني من ابريل من نفس العام لمدة ستين يوما، وجددت لثلاث مرات.
هذه الهدنة كان يتطلع الشعب اليمني إلى أن تكون بداية لإحلال السلام وانتهاء الحرب والعدوان ورفع الحصار الذي ذاق مرارته طيلة الثمان سنوات، لكنها وللأسف الشديد، لم تكن سوى كسب للوقت من جانب التحالف السعودي الاماراتي، والذي يعد الكاسب الاكثر منها، فهو ضمن عدم استهداف منشآته الاقتصادية وعدم تعرض معسكراته وقواعده لهجوم يمني من قبل القوة الصاروخية ووحدة الطيران المسيَّر، وكذلك ضمنت امريكا استمرار تدفق المشتقات النفطية والغازية من السعودية وبقية دول الخليج، في ظل استمرار الحرب الروسية الاوكرانية، والتي أثرت بشكل كبير على اسعار الطاقة في العالم.
طوال أشهر الهدنة ظل تحالف العدوان يماطل ويتهرب من تنفيذ بنود الاتفاق والتي شملت ملف المرتبات وفتح ميناء الحديدة بشكل كامل امام السفن، وفتح وجهات جديدة من مطار صنعاء، بالإضافة لفتح الطرقات.
رغم الوساطة التي قادتها سلطنة عمان، والرحلات المكوكية التي قام بها الوفد العماني الى صنعاء والتقائه بالقيادة الثورية والسياسية، إلا أن ذلك لم يحدث أي تقدمات في ملف المفاوضات.
تحالف العدوان لا يزال يراهن على الورقة الاقتصادية ولذلك يراوغ ويماطل ويتهرب من تنفيذ ملف المرتبات، ويسعى لكسب الوقت، وهو ما تعمل له صنعاء كل الاحتمالات.
القيادة الثورية والسياسية اليمنية اكدت مرارا وتكرارا أن طريق السلام في اليمن معروف من خلال تسليم المرتبات، ورفع الحصار نهائيا عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، وخروج القوات الاجنبية من الاراضي اليمنية، هذه المسلّمات الثلاث لا تقبل التفاوض وليس فيها تفريط، مهما حاول العدو
قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، خلال اقل من اسبوعين وجه تحذيرات للامريكان وللقوات الاجنبية المتواجدة في الاراضي اليمنية بأن عليهم الرحيل من اليمن، هذه التحذيرات التي وجهها السيد عبدالملك الحوثي يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ من قبل التحالف السعودي الاماراتي الامريكي، وعليهم الاستعداد لما بعد التحذيرات.. !
تحذيرات السيد عبدالملك الحوثي جاءت بعد ايام من كشف الولايات المتحدة الامريكية عن تواجد قواعد عسكرية لها في حضرموت.
فالصبر له حدود، وحالة اللا حرب واللا سلم لن تطول، وهذا ما اكدت عليه القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في اليمن..

قد يعجبك ايضا