الثورة /عبدالجليل الموشكي
أبدى إعلام كيان العدو الصهيوني- خلال الأيام الماضية- انزعاجه من مقرر «الصراع مع العدو الإسرائيلي»، الذي يتم تدريسه في الجامعات اليمنية، في سياق تحصين الأجيال من حالة الاختراق الثقافي وتعزيز ارتباطهم بالقرآن الكريم في مبادئهم وقيمهم وحركة حياتهم ككل، بما يضمن عزتهم وكرامتهم.
»إسرائيل هي العدو«
بغض النظر عن التغطية العارضة من قبل الإعلام الصهيوني للأحداث في اليمن والمنطقة عمومًا، سبق للقنوات الصهيونية الحديث بقلق عن الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة، ومؤخرًا أظهر قلقه من سلاح أفتك وهو سلاح الوعي، حيث نشر أكبر موقع إخباري في كيان العدو الصهيوني» Ynetnews” مادة صحفية تحت عنوان “كيف يدير الحوثي الجامعات اليمنية ويجعلها تدرس أن إسرائيل هي العدو؟”.
أن يتطرق الإعلام الصهيوني لمقرر “الصراع مع العدو الإسرائيلي”، فإن ذلك يلفت العناية إلى أهمية المقرر وضرورة الاستمرار في تطويره وتقديمه بطريقة تزيد من فاعليته في تربية الأجيال على نهج الكرامة وتعليمهم طبيعة الصراع مع العدو وما تقتضيه مجريات الصراع، بناءً على الأسس والمفاهيم القرآنية التي تمثل النجاة للأمة من حالة القهر والاستضعاف التي أحاطت بها، والحديث هنا عن تقرير لموقع صهيوني، ترجمته الثورة.
الموقع الصهيوني “Ynetnews” يقول: “الدورة التي تسمى “الصراع مع العدو الإسرائيلي”، إلزامية لجميع الطلاب الذين يدرسون درجة البكالوريوس في الجامعات العامة والخاصة تحت سيطرة سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن. يتم تدريس هذه الدورة من قبل المدربين المعينين من سلطة الأمر الواقع في الفصل الدراسي الأول من السنة الأولى من الدراسة”.
“من نحن ومن هم؟”
من يتابع تفاصيل ما يقوله الموقع الصهيوني يدرك كم يتابع العدو النشاط التعليمي ويتخوف منه، خصوصًا بعد أن تم إضافة مقرر “الصراع مع العدو الإسرائيلي”، وللتوضيح فإن المقرر ليس كما يقول الموقع دورات، إنما جرى إضافته رسميًا وتم إعداده من قبل أكاديميين مختصين، على ضوء الآيات القرآنية التي أوضحت طبيعة الصراع وماهيته وبينت صفات الأعداء وأساليبهم ومؤامراتهم.
ويضيف الموقع الصهيوني: “يستخدم الكتاب المدرسي المكون من ٨٠ صفحة والذي يصاحب الدورة التدريبية آيات محددة من القرآن الكريم التي تذكر اليهود والمسيحيين وتفسيرهم بطريقة تهدف إلى تعليق كل الديانات وتعبئة المسلمين ضد أتباعهم”، بيد أن الواقع يتجسد فيه بناء الجيل وفق الرؤية القرآنية التي تحفظ له عزته وكرامته.
الموقع الصهيوني يشير أيضًا إلى محتوى الكتاب بالقول: “تشمل عناوين الفصل “من نحن ومن هم؟” حقيقتهم وخصائصهم وخططهم ومؤامراتهم “، “أساليبهم في استهدافنا”، “موقف القرآن الكريم من اليهود والمسيحيين وأوامر الله تجاههم”، و “ظهور الوجود الصهيوني في قلب الأمة العربية”.
إن ما يزيد من قناعة اليمنيين بضرورة بناء وعي أجيالهم على هذا الأساس، هو المتابعة الدقيقة من قبل الأعداء لهذا المقرر وتفاصيله وحتى عدد صفحاته ومحتواه، فالأمر يقض مضاجع الأعداء الصهاينة ويعتبرونه أخطر من السلاح ، فهو يتعارض مع مشاريعهم الإضلالية والتدميرية التي طالما حرفت مسار الوعي وشوهت القيم الإسلامية بما يخدم مصلحتهم فقط.
ويزيد الموقع الصهيوني “بعد سنوات من الصراع بين إسرائيل والعالم العربي، يتمتع هذا المقرر بمستوى عال من الدعم بين طلاب الجامعة”، ومع هذه الإشارة الصهيونية ينبغي على الجهات المعنية رفع وتيرة الاهتمام بهذا المقرر الذي بات يشكل خطرًا وجوديًا بالنسبة للعدو الإسرائيلي.
أخطر أشكال الاستهداف
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لدى خطابه الأخير بذكرى الشهيد القائد، في خضم حديثه عن المجالات التي عمل الأعداء على استهداف الأمة من خلالها، بدأ بالحديث عن المجال الثقافي، وعن ذلك يقول “الاستهداف لأمتنا على المستوى الثقافي والفكري، وهو استهدافٌ لعقيدتها الإسلامية، لانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف”.
ويضيف القائد أن “الإضلال، والإفساد هما العنوانان اللذان تحدث عنهما القرآن الكريم، ولفت أنظار الأمة إلى طبيعة تحرك الأعداء بهما، لاستهداف الأمة من خلالهما”، ويؤكد السيد أن الأعداء في إطار هجمتهم على أمتنا الإسلامية، والتي أيضاً تكشف طبيعة حربهم عليها، وأهدافها الحقيقية، هو: استهدافهم للمناهج الدراسية سواءً الأساسية والثانوية، أو الجامعية.
ويبين السيد أن الأعداء يركزون على كل ما يتضمن توعيةً للأمة عن خطرهم، أو استنهاضاً لها للتصدي لهم، أو حديثاً عن الجهاد في سبيل الله وفق المفاهيم القرآنية الصحيحة، أو فضحاً للأعداء، وحديثاً عنهم، وعمَّا فعلوه بهذه الأمة على مدى التاريخ بكله، سواءً التاريخ المعاصر، أو ما قبل ذلك.
تغييب وتشكيك
في ذات الشأن، يؤكد السيد عبدالملك أن الأعداء حرصوا على تغييب ذلك كله بشكلٍ عام من المناهج الدراسية، وحرصوا أن تتضمن في محتواها ما يمثل إضلالاً للأمة على المستوى العقائدي، أو على مستوى المفاهيم الثقافية، أو على مستوى النظرة إلى التاريخ، والنظرة حتى إلى الأعداء أنفسهم، فضلًا عن حرصهم على التحكم والتأثير في ذلك بكل ما له من تأثير خطير على أبناء أمتنا.
ويضيف السيد: “كذلك في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، عملوا على تغييبها بشكلٍ كبير من المناهج الدراسية، حتى غابت بشكلٍ تام في معظم المناهج الدراسية في أكثر بلداننا العربية والإسلامية”.
السيد يلفت أيضًا إلى أن الأعداء يقومون بالتشكيك في القناعات التاريخية، ونشر الأكاذيب التاريخية، وخاصةً تجاه ما يتعلق باليهود وتاريخهم الإجرامي على مستوى التاريخ والجغرافيا العربية والإسلامية.
وفي سياقٍ متصل، يؤكد السيد القائد أن الأعداء يقومون بنشر دراسات وبحوث تضرب القناعات التاريخية وتهدمها، وتقدم البديل المناسب لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، حيث يعملون في ذلك بشكلٍ عجيب.
السيد يشير إلى أن الأعداء غيَّبوا التاريخ الحقيقي، وعملوا على تغييب الحقائق المهمة جدًّا، التي يجب أن تكون حاضرة في المناهج الدراسية، والتعليم، والإعلام، وعملوا على تقديم البديل الكاذب عنها، وهناك تفاعل من الدول العربية مع ذلك.
إن الانزعاج الكبير الذي يبديه العدو الصهيوني من مقرر الصراع مع العدو الإٍسرائيلي، وتركيزه على جامعة صنعاء في تقريره على أكبر موقع إخباري تابع له، يكشف الأهمية التي ينبغي أن يكون عليها التعليم، حيث أن معركة الوعي هي المعركة التي لا تنتهي، والجيل على مقدمة الصفوف في المواجهة والاستهداف، والعدو يريد اقتياد شباب الأمة إلى مستنقع التطبيع، كما يجري في بعض الدويلات التي تهاوت في قعر الخيانة مؤخرًا، في الحين الذي يعمل اليمنيون على تحصين أجيالهم من الضلال.
شتان بين من يسارع نحو العدو بالمودة ويعمل على إدخال خرافاته ضمن المنهج الدراسي الذي يربي أجياله عليه، ومن يُضمِّن منهج أجياله ما يعزز فيهم القوة والمعرفة بأساليب العدو التاريخي للأمة، بحسب التوصيف الإلهي في آيات الكتاب الكريم، أما الأول فهو النظام الإماراتي المنافق الذي أضاف لمناهجه أكذوبة “الهولوكوست”، في حين تعزز صنعاء هوية أجيالها في خط الله ورسوله والانتماء الإيماني والقومي السليم، بما يدحض كل نظريات التدجين، ويبدد كل مطامع العدو بحرف بوصلة العداء.