ظهور جنرالات أمريكا في المهرة يثبت تورطها في العدوان بشكل مباشر

الإدارة الأمريكية ترفع منسوب أكاذيب تهريب السلاح لتبرير احتلالها للمهرة

مراقبون:
– تحركات أمريكا في المهرة تريد قطع الطريق على أي مفاوضات قد تفضي إلى السلام في اليمن
– التواجد السعودي الإماراتي في سقطرى والمهرة طوال السنوات السابقة عمل على تهيئة الظروف لدخول أمريكا وبريطانيا
– السعودية والإمارات حريصتان على الحصول على بعض المزايا من المستنقع المكلف الذي قفزتا فيه في عام 2015م

تقارير دولية:
الولايات المتحدة الأمريكية تدعم المساعي السعودية للاستيلاء على محافظة المهرة من أجل أهداف تجارية طويلة الأمد

في مؤشر على مساعي الإدارة الأمريكية تصعيد الوضع العسكري في البحر العربي وخليج عدن، وصل وفد أمريكي رفيع المستوى إلى محافظة المهرة غداة ترويج إشاعة وسائل الإعلام الموالية لتحالف العدوان والإدارة الأمريكية، وترويجها إشاعة ضبط القواعد الأمريكية والبريطانية لشحنة أسلحة إيرانية في خليج سلطنة عمان.
فما وراء هذه التحركات؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ ولماذا وجه الأمريكان وسائل الإعلام التابعة لتحالف العدوان والمرتزقة بتغليف هذه التحركات بكذبة القبض على شحنة أسلحة إيرانية ؟ وما علاقتها بالجرائم الإسرائيلية الأكثر بشاعة في التاريخ والتي يرتكبها الكيان الغاصب هذه الأيام بحق الشعب العربي الفلسطيني؟ وبحق مقدسات الأمة الإسلامية..؟.. في هذه المتابعة الخاصة نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة لكن الضرورة الموضوعية تقتضي العودة لخلفيات ومقدمات هذه التحركات التي قام بها التحالف ومرتزقته في المهرة وحضرموت لتهيئة الظروف لوصول القوات الأمريكية.. إلى التفاصيل.
الثورة /متابعات/ إدارة التحقيقات

الوفد الأمريكي الذي استقبله في محافظة المهرة المحافظ المعين من تحالف العدوان المرتزق محمد علي ياسر ومسؤولو مصلحة خفر السواحل وما تسمى قوات الواجب (804) والمجلس المحلي في المحافظة وعدد من المسؤولين التابعين لحكومة المرتزقة -في مقر قيادة تحالف العدوان تمثل في السفير الأميركي ستيفن فاجن وقائد الأسطول الخامس “براد كوبر”، وعدد من المسؤولين الأمريكيين، وذلك لمناقشة سبل تعزيز الدور الأمريكي في اليمن، ومحاولة إظهار دعم الولايات المتحدة لليمن ولمحافظة المهرة وتعزيز العديد من الجوانب كالدعم في المجال الأمني ومكافحة التهريب والإرهاب، وغيرها من الشعارات المزيفة والكاذبة، التي سبقتها إشاعة وسائل الإعلام الموالية لتحالف العدوان والإدارة الأمريكية، وترويجها إشاعة ضبط القواعد الأمريكية والبريطانية شحنة أسلحة إيرانية في خليج عمان في طريق تهريبها إلى اليمن.

مقدمات سبقت التحركات المكثفة
هذه التحركات ليست الأولى بل سبقتها العديد من الزيارات الأمريكية للمهرة وغيرها من المحافظات والمناطق اليمنية المحتلة، سواء التحركات المعلنة أو غير المعلنة، فحسب المراقبين اشتغل العدوان السعودي الإماراتي في سقطرى والمهرة طوال السنوات السابقة لتهيئة الظروف لدخول أمريكا وبريطانيا اللتين كثفتا تحركاتهما في العامين الأخيرين لإثبات وجودهما عسكريا.
ففي مطلع يناير الماضي وقعت حكومة تحالف العدوان اتفاقية مع شركة “أجهام للطاقة والتعدين المحدودة” الإماراتية، لإنشاء ميناء بحري في منطقة رأس شروين بمحافظة المهرة بنظام التشييد والتشغيل ونقل الملكية (بي.أو.تي)، وسط اتهامات لتلك الحكومة بمواصلة التفريط في السيادة الوطنية، إذ أن الميناء لن يخدم سوى مصالح الغزاة والمحتلين سواء السعوديين أو الإماراتيين أو الأمريكيين أو البريطانية أو جميعهم، وشركاتهم التي باتت على مر سنوات العدوان والحصار مستحوذة على قطاعات التعدين في حضرموت وشبوة وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
وتشير التقارير إلى أن الميناء المراد إنشاؤه يقع في أهم مناطق الاصطياد في المديرية، وهو ما يهدد بتعطل عمل المئات من الصيادين وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد، كما أن المشروع سيحول المديرية إلى منطقة مليئة بالثكنات العسكرية والإجراءات الأمنية المشددة التي قد تصل إلى منعهم من الوصول إلى البحر، وإيقاف مهنة الصيد التي توارثها السكان عن أجدادهم والتي تعد مصدر رزقهم الوحيد، لصالح شركة إماراتية، عبر اتفاق وقعته حكومة المرتزقة مع الإمارات وبطريقة وصياغة غير قانونية ومبهمة بالنسبة للفوائد والنتائج على مدى سنوات طويلة في ظل غياب الدولة.
حيث يتضمن المشروع إنشاء ميناء مكون من لسان بحري على عدة مستويات تشمل كاسر أمواج بطول 1000 متر، ورصيفاً بحرياً بطول 300 متر لرسو السفن، وغاطساً يبلغ 14 متراً في مرحلته الأولى… ومع تلك المحددات التي تبدو في ظاهرها اقتصادية إلا أنها عسكرية بحتة تعزز الوجود العسكري الأمريكي في المهرة وغيرها.. سواء عبر تلك المشاريع أو عبر دفع الإمارات والسعودية منذ وقت مبكر من الحرب على اليمن نحو السيطرة العسكرية على الجزر والسواحل اليمنية في المحافظات الجنوبية اليمنية الواقعة تحت سيطرة المرتزقة (الحكومة الموالية لتحالف العدوان) وتحويل عدد من المنشآت الحيوية فيها إلى ثكنات عسكرية.

التسريبات والإشاعات.. فصل جديد
الأهم في تلك المقدمات أن وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية بدأت في التسريبات والشائعات والمبررات التي تشرعن عبرها التواجد العسكري على الأراضي اليمنية مسبقا عبر مشاريع استعمارية تنفذها الأدوات الإقليمية (الإمارات والسعودية) وبإشراف أمريكي بريطاني ومن خلال زيارات متكررة في مراحل تنفيذ تلك المشاريع التي شملت المطارات والموانئ واستحداث الإنشاءات العسكرية فيها..
مصادر أمريكية، أكدت في هذا السياق ان فبراير الماضي شهد تنقلات قيادات عسكرية أمريكية في جميع أنحاء محافظة المهرة، فيما زارا خبيران أمريكيان المحافظة أيضا في الخريف الماضي “للتشاور بشأن خطط بناء سعودية”، وحسب تلك المصادر فقد تم التعتيم الإعلامي على الزيارتين في وسائل الإعلام الأمريكية، موضحة أن المشروع السعودي في المهرة يرتبط مباشرة بالقلق المستمر منذ سنوات في واشنطن حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في حرب اليمن”.
وكان موقع “هاف بوست” الأمريكي قال قبل أيام: إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم المساعي السعودية للاستيلاء على محافظة المهرة، من أجل أهداف تجارية طويلة الأمد”.. لافتاً إلى أن هناك جزءاً آخر من التدخل السعودي في اليمن، حظي باهتمام أقل بكثير من ذلك الذي حظيت به الحملة العسكرية الوحشية، وهو “استيلاء السعودية على مرافق النقل الاستراتيجية في محافظة المهرة، وإنشاء سلسلة من القواعد العسكرية السعودية هناك.
تقرير هاف بوست الأمريكي الذي ترجمه إلى العربية موقع “يمن إيكو” الاقتصادي المستقل- كشف عن محاولات السعودية تغطية تحركاتها الاستعمارية بشعارات كاذبة لا تمت بصلة للواقع حيث أشار التقرير إلى أن المسؤولين السعوديين يقولون إن تحركاتهم في المهرة تهدف إلى دعم اليمن، “لكن جهودهم تدعم أيضا هدفا سعوديا طويل الأمد، وهو استخدام المهرة للوصول إلى مسارات تجارية قيمة”.
ونقل هاف بوست عن أحد كبار مساعدي الكونغرس –اشترط عدم الكشف عن هويته- قوله إن “حقيقة أن أعضاء الخدمة الأمريكية كانوا يتنقلون في جميع أنحاء المهرة، يجب أن تقود إلى مزيد من التدقيق في الوضع هناك من قبل الكونغرس”.. مضيفاً: “نحن بحاجة إلى توضيح بشأن نطاق وحجم الدور الاستشاري غير العلني للجيش الأمريكي مع القوات اليمنية (الموالية لتحالف العدوان) وخصوصا بشأن مدى توسع هذه الجهود إلى ما هو أبعد من مجرد عمليات مكافحة [القاعدة]”.

المهرة جائزة للسعودية
وتابع المساعد البرلماني الأمريكي: “يجب أن يسأل أعضاء الكونجرس الإدارة عن مدى مثل هذه العمليات، وأساسها القانوني، والأهداف النهائية”، مضيفاً: إنه “بالنسبة للمراقبين الذين يتابعون عن كثب التطورات في اليمن، فإن نوايا السعوديين في المهرة واضحة وهي: إيجاد طريقة لتصدير النفط السعودي عبر اليمن”.
وحول الموقع الاستراتيجي الذي أسال لعاب الإدارة الأمريكية وحليفتها السعودية، قال موقع هاف بوست: إن “السعودية تعتبر المهرة جائزة منذ عقود. فالمحافظة تمتلك ساحلا طويلا على المحيط الهندي، وستتجاوز الشحنات عبر موانئها نقطتي الاختناق اللتين يمكن أن تعرضا صادرات النفط السعودية والواردات الحيوية للخطر، وهما مضيق هرمز ومضيق باب المندب”.
ونقل الموقع الأمريكي عن صالح الجبواني وزير النقل السابق في حكومة المرتزقة الموالية للعدوان تأكيده بأنه سافر إلى محافظة المهرة مع السفير السعودي في اليمن عام 2018، مشيرا إلى أن السفير وعد باستثمارات سعودية في 10 مشاريع، بما في ذلك تطوير ميناء ومطار “ما دامت القوات السعودية موجودة في المنطقة”.. مضيفاً على لسان الجبواني –الذي كشف في مقابلة مع قناة “يمن شباب” عن تفاصيل سيطرة السعودية على قطاع النقل اليمني السيادي- :إن السعودية “ضغطت على الصيادين كي لا يصطادوا” وبدأت بمنح الجنسية السعودية لأبناء المهرة على طول حدود المحافظة مع السعودية “في خطوة على طريق الاستيلاء على المهرة” وذلك إلى جانب “دفع مبالغ شهرية لزعماء القبائل المحليين.
ونقل موقع “هاف بوست” عن الباحث المساعد في مركز ديفيس للدراسات بجامعة هارفارد، آشر أوركابي، قوله إن “لدى الجيش السعودي أكثر من اثنتي عشرة قاعدة عسكرية في جميع أنحاء المحافظة”، مضيفا أن “التقديرات تتراوح بين 5000 إلى 15000 جندي سعودي.. محذراً من الإدارة الأمريكية من أن “أي صفقة سلام قد تعني زيادة الخطر على سكان المهرة إذا تجاهلت التعدي السعودي” لأنها “ستسمح للمملكة بالتركيز بشكل كامل على مشروعها في المحافظة.

إنهاء دور الأدوات الإقليمية
الأخطر في ما نشره موقع هاف بوست الأمريكي، هو التأكيد الضمني بأن التحركات الأمريكية تأتي في سياق إنهاء دور السعودية وطي أطماعها الذاتية في المحافظة لصالح الإدارة الأمريكية، التي تريد تأديب السعودية بعد خروجها المتكرر عن السياق الأمريكي والتقارب مع الصين وروسيا، والدليل على ذلك إن واشنطن بدأت تدفع بقواتها بتسارع كبير يسير متشحاً بفزاعة الأسلحة الإيرانية في محاولة لتخويف الرياض المسيطرة على محافظة المهرة، وحثها على إفساح المجال أكثر لقواتها العسكرية بهدف حماية الرياض من إيران، وكما تريد الرسالة الأمريكية أن تطمئن سلطات المحافظة التابعة لحكومة المرتزقة بأن الهدف من هذا التسارع مواجهة إيران والسعودية معا خصوصا والسعودية باتت هي المسيطرة سياديا وسياسيا على المهرة خدمة لمصالحها ومصالح حليفتها الإمارات، حيث نقل موقع هاف بوست الأمريكي تعليقا لبروس ريدل، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، والذي يعمل الآن في معهد بروكينغز، بشأن الوضع المحيط بالمهرة جاء في ذلك التعليق: إن السعودية والإمارات حريصتان على الحصول على بعض المزايا من المستنقع المكلف الذي قفزتا فيه في عام 2015… قد يكون الاستحواذ على الأراضي الاستراتيجية هو المكسب الوحيد الممكن”..
وذكر التقرير أن الإمارات تمتلك أجندة مشابهة حيث: “عزز الإماراتيون بالفعل سيطرتهم على منطقة سقطرى المجاورة للمهرة، من خلال مرافق كبيرة تشير إلى أنه من غير المرجح أن يتخلوا عن السيطرة على الإطلاق.. مؤكداً أن مساعد الكونجرس، قال بخصوص شعارات الإمارات المغايرة لسلوكها على الأرض: “حتى لو ادعت الإمارات أنها لا تسعى لذلك، فإنها تتصرف بطريقة تنتهك السيادة”.

مقدمات ومشاريع استعمارية
ليس غريباً هذه التحركات فالأمر يتصل بمقدمات متعددة وكثيرة عبر تحالف العدوان ومرتزقته المدفوعين من أمريكا بهدف تهيئة البنية التحتية في المطارات والموانئ في المهرة وحضرموت حيث عمدت السعودية والإمارات بعد تحويل المطارات والموانئ إلى مواقع عسكرية إلى إعادة تشغيل تلك المطارات كمطار الريان والغيضة، وبشعارات كاذبة بأن إعادة التشغيل يراد به مساعدة الشعب اليمني، ولم يكن سوى خدمة لأمريكا وبريطانيا، فبعد إعادة تشغيل ميناء الغيضة وصلت القوات البريطانية، ثم القوات الأمريكية، كما سعى تحالف العدوان ومرتزقته إلى الإعلان عن مشاريع موانئ جديدة وألسنة بحرية كمشاريع استثمارية باسم اليمن، لكنها لم تكن سوى مشاريع استعمارية تهيئ لوصول القوات الأمريكية التي تختلق الأزمات والمشكلات في البحر ثم تتذرع بها لتصعيد حربها العسكرية في اليمن منطلقة من تكل الأرضيات والمطارات والموانئ.

استمرار الحرب مسعى أمريكي بريطاني
إن معطيات ومجريات الأحداث المرتبطة بتكثيف التحركات الأمريكية والبريطانية في المهرة وحضرموت وسقطرى وباب المندب والمخا وغيرها، في نظر المراقبين يشير إلى أن أمريكا وبريطانيا تسعيان لاستمرار الحرب على اليمن إذ تقتضي مصالحهما ديمومة الحرب، مؤكدين أن تحركات أمريكا في المهرة تؤكد إرادتها قطع الطريق على أي مفاوضات قد تفضي للسلام في اليمن، معتقدة أن تفجير الوضع عسكريا قد يمنحها والتحالف المعتدي على البلاد فرصة استئناف تصدير النفط الخام اليمني واستمرار نهب الموارد اليمنية وعلى رأسها الغاز الطبيعي المسال ومناجم الذهب والفضة وغيرها من المعادن التي تسيطر عليها الشركات الإماراتية والسعودية والأمريكية والبريطانية.
ويرى المراقبون أن وتيرة الحرب الدعائية التي تشنها أمريكا لاستهداف اليمن، تحت مزاعم “تهريب الأسلحة”، ارتفعت بشكل ملحوظ مؤخراً، بهدف تبرير فرض سيطرتها، بالتزامن مع تكثيف تحركاتها العسكرية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب… مشيرين إلى أن المحاولات الأمريكية لنشر دعاية “مكافحة تهريب الأسلحة” تأتي ضمن سلسلة مواقف وخطوات عدائية تكشف عن نوايا مبيتة للتصعيد على الجبهة البحرية، وتبرير تحركاتها قبالة السواحل اليمنية وفي باب المندب تحت مبرّر “مكافحة الإرهاب والتهريب.
وأوضح المراقبون أن الولايات المتحدة تعتبر الحرب الدعائية ركناً رئيسياً من سياساتها، ولا يمكن أن تخطو خطوة واحدة في أي اتجاه إلا وكانت “البروباغندا” أساس تحركها وممارساتها العدوانية وبسط هيمنتها على الدول.

قد يعجبك ايضا