أكثر من ثمانية آلاف شهيد وجريح سقطوا نتيجة مخلفات العدوان الحربية من ألغام وقنابل عنقودية منذ بداية العدوان على اليمن في العام 2015 م ، دون أن تحرك الأمم المتحدة ، والمنظمات الدولية المعنية بالألغام ساكناً في الضغط على دول العدوان لإدخال الأجهزة الكاشفة .. إضافة إلى تقليص البرنامج الإنمائي لجهوده في نزع الالغام ، ما جعل اليمن والمركز التنفيذي للألغام يقف أمام كارثة كبيرة نتيجة لاتساع المنطقة الملوثة بالألغام والقنابل العنقودية التي القاها تحالف العدوان على اليمن طيلة الثمان سنوات الماضية .
الثورة / محمد الروحاني
إرث مؤلم من المخلفات الحربية تركته أكثر من ثمان سنوات من العدوان على اليمن متمثل في ألغام وقنابل عنقودية متعددة الأشكال والأحجام تنتشر على مساحات واسعة متسببة في سقوط الآلاف من المدنيين بين قتيل وجريح الأمر الذي وضع اليمن والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام أمام معضلة كبيرة خصوصاً في ظل شحة الإمكانيات لدى المركز واستمرار دول العدوان في منع دخول الأجهزة الكاشفة .
فمنذ بداية العدوان على اليمن تجاوز عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة مخلفات العدوان الحربية الـ 8000 ضحية بين قتيل وجريح .
ووثق المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام منذ بداية العام الجاري سقوط 26 شهيداً و95 جريحاً جراء انفجارات مخلفات العدوان الحربية .
ووفق إحصائية المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام فقد سقط خلال يناير (30 ) ضحية بينهم (14) شهيدا و (16) مصابا ، بينهم (14) طفلاً ما بين شهيد وجريح .
وتوزعت الحصيلة في محافظات “ الحديدة ، صنعاء – نهم – الجوف، صعدة “
وفي فبراير الماضي وثق المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام سقوط (46) ضحية جراء مخلفات العدوان الحربية بينهم ( 12) شهيداً، و” 34” جريحاً.
وتوزعت الحصيلة على محافظات “ الحديدة ، حجة ، لحج ، صعده ، الجوف ، البيضاء ، مارب “ .
العام 2022م لم يكن مختلفاً عن هذا العام فقد وثق المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام سقوط “ 734” ضحية نتيجة مخلفات العدوان الحربية بينهم “244” شهيداً و” 490 “ جريحاً .
ووفق الإحصائية فقد بلغ عدد الضحايا من النساء جراء انفجارات مخلفات العدوان الحربية خلال العام 2022 م “ 64” بين شهيد وجريح ، فيما بلغ عدد الضحايا من الأطفال “233” بين شهيد وجريح .
وخلال العام 2022م كان النصيب الأكبر لضحايا مخلفات العدوان الحربية لمحافظة الحديدة التي سجل المركز التنفيذي لتعامل مع الألغام فيها سقوط (355) مدنياً منهم (218) جريحا فيما بلغ عدد الشهداء (137) شهيد غلبهم من الأطفال .
اتساع المناطق الملوثة
وبحسب المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام فقد عملت فرق المسح الأوّلي ( غير الفني) في تحديد (147) مناطق ملوثة بمخلفات الحرب بمساحة بلغت “336,190,000 “ متر مربع ، كما أشّرت الفرق الميدانية (76 ) حقلاً بمساحة (1.860.٠٣٣.85 ) ، وطهرت فرق التطهير للمركز التنفيذي خلال العام 2022 مساحة (2,318,285) متراً مربعاً من مخلفات العدوان الحربية .
كما تم اكتشاف وتجميع إجمالي “ 20 الفاً و200 و52 قطعة “ من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات العدوان .
تضرر الأراضي الزراعية
لم يكن ضرر مخلفات العدوان الحربية فقط على أرواح المواطنين بل امتد ضررها إلى الأراضي الزراعية التي تضررت بشكل كبير ، فوفق إحصائية حديثة صادرة من المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام فقد تضررت بشكل مباشر عدد 783690 مزرعة بإجمالي خسائر 188،0856 دولاراً إضافة إلى عدد 132،100 هكتار بخسارة تصل إلى حوالي 3645960 دولاراً .
تضرر القطاع الحيواني
القطاع الحيواني تضرر هو الآخر من مخلفات العدوان الحربية وبحسب إحصائية المركز فقد تضرر القطاع الحيواني بشكل مباشر حيث سجل المركز تضرر عدد 408647 وعدد 3040250 من الثروة الحيوانية حسب إحصائيات وزارة الزراعة.
مؤتمر شراكة للتخلص من مشكلة الألغام
وكون التخلص من مشكلة الألغام هي مسؤولية جماعية وليست مسؤولية اليمنيين وحدهم لم يكن من المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام إلا وضع المنظمات الدولية أمام مسؤوليتها عن طريق دعوتها إلى مؤتمر شراكة عُقد في العاصمة صنعاء نهاية فبراير الماضي ضم كل الجهات والمنظمات الداعمة والعاملة في مجال التعامل ونزع الألغام في اليمن ومنها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأوتشا بهدف لفت انتباه العالم والمنظمات الدولية إلى قضية الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام في اليمن و إيجاد حل فعال بشكل جماعي للتخفيف من معاناة المجتمعات المدنية ، إلى جانب المناصرة في توفير الأجهزة الكاشفة التي لازالت محتجزة في جيبوتي من قبل دول العدوان .
وفي ختام المؤتمر أكد المشاركون مأساوية وكارثية الوضع في اليمن من حيث أعداد الضحايا وحجم التلوث الكبير بالألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب .
كما أكد المشاركون أهمية المشاركة والمساهمة في تطهير المناطق الملوثة لضمان عودة النازحين إلى أراضيهم بشكل آمن و تسهيل وصول المساعدات للمدنيين واستعادة الخدمات واستمرار العملية التعليمية و تطهير الأراضي الزراعية ليتمكن المواطنين من ممارسته حياتهم الطبيعية والأمنة .
كذلك أكد المشاركون ضرورة التخلص من مخلفات العدوان وتطهير أراضي المواطنين والمزارع من الألغام والقنابل العنقودية .
جدية المنظمات الدولية على المحك
رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام العميد علي صفرة أكد أن التخلص من مخلفات العدوان الحربية متوقف على جدية المنظمات الدولية ومدى الدعم التي ستوفره للمركز خلال الفترة القادمة إلى جانب الضغط على دول العدوان لإدخال الأجهزة الكاشفة التي مازالت محتجزة في جيبوتي وتمنع دخولها دول العدوان رغم أن موضوع الألغام موضوع إنساني ولا دخل له بالأجندات السياسية .
كما أكد العميد صفرة ضرورة توسيع الأعمال المتعلقة بالألغام واستهداف المحافظات و المديريات الأكثر تضرراً في هذا الجانب، مشيراً إلى أن العدوان استخدم الأسلحة المحرمة بما في ذلك القنابل العنقودية والصواريخ المحظور استخدامها وفقًا للمواثيق الدولية.
وأوضح العميد صفرة أنه منذ العام 2015م وحتى اليوم سجلت 8,104 ضحايا لهذه القنابل العنقودية ومخلفات الحرب في مختلف المحافظات.
وقال صفرة إن المركز التنفيذي أمام كارثة مهولة وأنواع جديدة ومتعددة الأشكال والأنواع من الغارات الجوية والعنقودية وعلى مستوى جميع المحافظات ابتداء بأمانة العاصمة وانتهاء بأقصى قرية ومنطقة حدودية .. مؤكداً أن القنابل العنقودية والغارات الجوية مثلت التهديد الخطير والذي واجه المركز التنفيذي والذي كانت أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية حيث تم رصد حوالي عشرين نوعاً من القنابل العنقودية.
كما أشار العميد صفرة إلى أن هذا العدوان أسهم بشكل كبير في توسع نطاق وحجم انتشار واتساع التلوث الذي جعل من اليمن في المرتبة الأولى حسب ما صرحت به مديرية دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام “ UNMAS “ ايلين كولين أثناء زيارتها ليمن في ديسمبر العام الماضي .