أثبتت السنوات الماضية من عمر العدوان أن المحتمي بأمريكا غير آمن
الدور الأمريكي عرقلة جهود السلام لاستمرار هيمنتها على المنطقة ونهب ثرواتها
الثورة / زين العابدين علي حلاوى
لا شك أن كل فتنة في العالم إن بحثت عن أسبابها ستجد أن وراءها الشيطان الأكبر (أمريكا)، وكل الكوارث والأزمات العالمية ستجد وراءها أمريكا وأدواتها سواء كانت بشكل مباشر كدخولها العراق وأفغانستان أو بغير مباشر كتورطها في حرب اليمن وبهذه المناسبة أجرت صحيفة “الثورة” استطلاعا للرأي وإلى التفاصيل…
يقول الباحث السياسي حميد عبدالقادر عنتر أولاً الحرب على اليمن من واشنطن ومنفذ العدوان النظام السعودي والنظام الإماراتي والهدف من العدوان السيطرة على الجزر والسواحل ونهب ثروات اليمن ومن أجل تأمين الملاحة الدولية لصالح الكيان الصهيوني وبعد ثمان سنوات لم تستطع دول العدوان تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنة بالرغم استخدامها في اليمن كل ما أنتجت كبرى شركات السلاح في العالم من أسلحة فتاكة ومحرمة دوليا فتم إفشال المخطط الأمريكي في اليمن ودول المنطقة من خلال سحق قوات الغزو الدولي في اليمن وتبخر السلاح الأمريكي الفتاك تحت أقدام المجاهدين فبادرت دول العدوان إلى البحث عن مخرج من المستنقع التي ورطتها الإدارة الأمريكية من خلال البحث عن تمديد الهدنة من خلال مشاورات مسقط وشروط صنعاء واضح من أجل تمديد الهدنة والمتمثل بصرف مرتبات الجهاز الإداري للدولة شمالاً وجنوباً من ثرواتنا التي تنهب لصالح دول العدوان وتوريدها إلى البنك الأهلي السعودي وفتح المعابر براً وبحراً وجواً، وفتح ميناء الحديدة وهذا مقدمة للحل السياسي الشامل بما يكفل رفع معاناة الشعب اليمني.
الطرف الأمريكي يتنصل عن مسؤوليته
ومن جانبه يرى المحلل العسكري زين العابدين عثمان أنه في مضمار المفاوضات والوساطة العمانية لازال معسكر العدوان وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا موجودة ولا تريد تنفيذ المطالب الإنسانية التي قدمتها العاصمة صنعاء المتضمنة رفع الحصار بشكل كامل على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي ودفع مرتبات الموظفين من الثروة النفطية، فالحقيقة المجردة تظهر محاولات الطرف الأمريكي والبريطاني الذي يتهرب اليوم عن تنفيذ مطالبنا سوى تنفيذ جزئي لا قيمة له ومحاولة جر المفاوضات إلى حوار عقيم وطويل الأمد بهدف كسب الوقت للتنكيل بالشعب اليمني وإغراقه أكثر في المعاناة الإنسانية والاقتصادية .
وأضاف عثمان قد وضحت بيانات مندوبي واشنطن ولندن في جلسات مجلس الأمن الأخيرة سياساتهم العدوانية التي لم تظهر حسن نوايا ولا رغبة واضحة في تنفيذ المطالب المشروطة حكما أنها عكست خططهم الخبيثة التي تتمحور حول المحافظة على الواقع كما هو عليه وإبقاء الضغوط والمعاناة مستمرة على الشعب اليمني لأطول فترة ممكنة.
لذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته قبل الأخيرة أوضح بشكل قاطع الواقع القائم وأكد أن الحالة الراهنة هي” حالة حرب “وأن كل ما يحصل من ركود عسكري مجرد خفض للتصعيد فقط وهذه كانت إحدى الرسائل الجوهرية الذي أراد السيد القائد من خلالها تحذير معسكر العدوان الأمريكي والبريطاني وأدواتهم السعودي والإماراتي بأن خططهم في استغلال المفاوضات وإطالتها حسب خططهم لن تمر كما أن محاولة إماتة الصمود الاستراتيجي للشعب اليمني حصارا وجوعا مكشوفة وستلاقي الرد المباشر .
أيضا من ضمن رسائل قائد الثورة توضيحه بأن الصبر على واقع المفاوضات محدود وإذا ما نفذ ستحتضن المرحلة التالية عودة التصعيد وانفجار الوضع بالكامل بمعنى أن قوى العدوان الأمريكي أمام فرصة أخيرة ووقت ليس بطويل كما تحاول المراهنة عليه كما ليس لديها خيارات سوى تنفيذ المطالب في هذه الظروف مالم سيكون تجاهلها أو تعنتها أكثر من هذا الوقت وآخر خطأ استراتيجي ترتكبه قبل أن تعود الأوضاع لنقطة الصفر وتعود المواجهة والعمليات العسكرية الشاملة.
فتحذير ونصح قائد الثورة يعد تحذيرا أخيرا وما خلفه تقف الخيارات الاستراتيجية التي أصبحت حاليا على طاولة القوات المسلحة والتي سيتم المباشرة في تنفيذ سيناريوهاتها الدفاعية والردعية فور ضياع دول العدوان هذه الفرصة.
الحل بيد القوة الصاروخية
أكد الكاتب الصحفي محمد صالح حاتم على أن ما يتعرض له الشعب اليمني من حرب وعدوان وحصار هو من قبل أمريكا بدرجة أساسية، وما السعودية والإمارات وبقية الأدوات إلا واجهة يتخفى خلفها العدو الحقيقي الأمريكي، ولذلك لا غرابة أن تعمل أمريكا على عرقلة أي جهود تبذل لإحلال السلام في اليمن، ومنها ما تقوم به من عرقلة للملف الإنساني وخاصة ملف المرتبات هو أحد التدخلات التي تقوم بها أمريكا.
وقال حاتم العدوان علي اليمن أعلن من عاصمة أمريكا واشنطن في 26مارس 2015، وتقوده أمريكا وهي رأس الشر في العالم. وهي المستفيد من الحرب لأنها تبيع السلاح للسعودية والإمارات بمئات المليارات إلى جانب تأجير الأقمار الصناعية والغواصات كذلك.
وأشار إلى أن إعلان الهدنة في الثاني من إبريل العام الماضي كانت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وذلك لضمان عدم استهداف المنشآت النفطية السعودية من قبل الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وأن حالة اللاحرب واللاسلم المستفيد الأكبر منها هي أمريكا في الدرجة الأولى إلى جانب السعودية والإمارات كذلك.
أمريكا ضد السلام
كما أوضح نايف حيدان عضو مجلس الشورى العالم كله يعرف جيدا من أين وفي أي مكان أعلنت الحرب الظالمة والوحشية على اليمن ! ولأن أمريكا لها مطامع بالتسيد على العالم إضافة للمطامع الاقتصادية سواء بحلب الأدوات التي تستخدمها للعداء مع اليمن واليمنيين كالسعودية والإمارات أو لبيع أسلحتها وصواريخها وإجراء تجارب حية لها على أرض الواقع ومدى تأثيرها على الإنسان والحيوان والشجر والحجر ..
ناهيك عن خدمة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي والسعي لإحكام السيطرة على الموانئ والمنافذ والممرات البحرية، وكل ما ذكر سابقا يكشف مدى استفادة أمريكا من الحرب على اليمن واستمراريتها بل ومحاولة حسمها عسكريا لأجل عودة الأدوات الرخيصة والطائعة للأوامر والتوجيهات الأمريكية ليحكموا اليمن وبهذا لا تحتاج أمريكا لا لقوة عسكرية ولا لحرب أو تهديد لتنفيذ سياساتها بالمنطقة بل تحرك هذه الأدوات بالريمونت كنترول كما تشاء.. لهذا فهي تبذل كل جهدها لعرقلة عملية استعادة السلام وتعرقل بتعنت مقصود الملف الإنساني لتفشل المساعي العمانية التي تحاول التقارب بين كل الأطراف ووقف الحرب وعودة السلام ولم الشمل اليمني وتأمين السعودية من أي غضب وضربات يمنية قادمة …
وقال حيدان إن هذه المحاولات المعرقلة لعملية السلام تكشف وتثبت إن أمريكا هي صاحبت القرار وإنها هي من ترسم السياسات للدول المطبعة وتوجهها بما يخدم أهدافها لتظهر هي بالعلن بعيدة عن الأحداث وراعية للحريات وللسلام بينما تستخدم هذه الدول بالسرية واجهة للعداء ولزرع الشقاق والفرقة العربية والإسلامية، وهذا ما بينته الأحداث في تزعم السعودية لتحالف الحرب على اليمن..
الوسيط العماني رغم تطبيع دولته مع إسرائيل إلا أن لهذا التطبيع ظروفه الخاصة فهو يسعى بكل جهد وحرص على استغلال هذا الوضع والظرف للملمة الصف العربي والوحدة الإسلامية لتجنيب الإخوة الحروب والدمار في ظروف بالغة التعقيد والخطورة..
فالمساعي الأمريكية المستمرة بالعرقلة في مواجهة الجهود العمانية الكبيرة للحل لن يفشلها غير استمرار رضوخ واستسلام الرياض ودبي للهيمنة الأمريكية وباستمرار هذا التعنت والغرور والانبطاح سيصطدم بالإرادة اليمنية والعنفوان اليمني الذي سيفرض السلام فرضا ويفشل كل المساعي والأطماع الأمريكية وينقذ شعوب الدول المرتهنة والمطبعة الذليلة من عمالة وانبطاح حكامها.
دورها يعكس أنانيتها
وأشارت الكاتبة عفاف الشريف إلى أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وكان لها دور كبير في العدوان على اليمن.. فمن الطبيعي أن تستمر محاربتها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لأنها لا تريد لليمن أن تنتصر أو تنهض هي تحاربنا بكل الأشكال لذلك هي تعرقل كل المساعي للخروج نهائيا من الحرب والحصار المفروض على اليمن.. لا تراعي قوانين ولا أي ملفات إنسانية ما يهمها هو فقط فرض سيطرتها والتحكم بالعالم أكمل وجعل الجميع أدوات يتحكمون بها كيفما أرادوا..
وأضافت: كذب من قال أنهم يشاركون في المفاوضات للخروج من الأزمة فذلك دجل وزيف فكيف بمن تشربت وتشبعت بدماء الأبرياء أن تتوب عن إجرامها كيف بمن يبيع السلاح المدمر أن يكون طرفا مصلحا..؟!! أيعقل ذلك بالرغم من تغير الرؤساء الأمريكيين إلا أنهم على نفس الشاكلة طغاة متجبرون عنصريون وقد اقترفوا من المجازر والجرائم الوحشية ما لا يعد ولا يحصى سواء مع الهنود الحمر أو في فيتنام أو العراق أو أي بلد نثروا فيه بذور الفرقة والشتات وخلفوا الحروب والصراعات وكانوا يملون الأطراف المتنازعة لإشعال فتيل الحروب.
وأضافت الكاتبة – أمريكا لطالما كان دورها في الملف اليمني دورا يعكس أنانيتها وحبها لفرض هيمنتها و استنقاص شعب اليمن وتغافل حقوقه ولطالما حثت جهودها للسيطرة على ثروات و خيرات اليمن وذلك عن طريق أذنابها .
المحتمي بأمريكا غير آمن
وأوضح الكاتب الصحفي عبد الفتاح البنوس بأن أمريكا عدو السلام في اليمن خاصة وفي العالم عامة، وهي مصدر لكل الشرور على مر العصور، وفي بلادنا كانت وما تزال أمريكا( الشيطان الأكبر ) تنفث سموم حقدها وتسعى جاهدة من أجل إقلاق الأمن والسكينة العامة من أجل خلق بيئة غير مستقرة تتيح لها التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية تحت ذرائع ومبررات كاذبة، ومنذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا كانت أمريكا وما تزال حاضرة بكل قوة لإجهاض أي مبادرات أو تفاهمات قد تفضي إلى حل جذري للأزمة اليمنية يتضمن إيقاف العدوان وإنهاء الحصار، حيث عملت أمريكا من خلال سفيرها على إفشال مشاورات الكويت ومن ثم مشاورات مسقط ومشاورات السويد وغيرها من سلسلة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، واليوم ها هي أمريكا تقف حجر عثرة أمام الجهود الأخوية الطيبة التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عمان والتي تركز في المقام الأول على تمديد الهدنة وصرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة في إطار المساعي التي تستهدف الملف الإنساني الذي كان من المفترض عدم إقحامه في الملف السياسي والعسكري، حيث كشف المبعوث الأمريكي ومعه السفير الأمريكي عن الدور الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية في عرقلة جهود السلام والوقوف ضد أي تقاربات وتفاهمات مع السعودية من شأنها الدفع بوتيرة المفاوضات نحو الأمام وحلحلة الملفات الإنسانية التي باتت تمثل صلب المعاناة للسواد الأعظم من اليمنيين ولم يعد منطقيا السكوت عنها نظرا للتداعيات الكارثية المترتبة عليها.