الحديث عن شخصية بحجم شخصية الرئيس الشهيد صالح علي الصماد -رضوان الله عليه- ؛ ليس بالمهمة السهلة، فنحن نتحدث عن شخصية استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معان ، فهو القائد الفذ ، والوطني الغيور، والزعيم الخالد في القلوب الذي ملك حب وتقدير واحترام كل أبناء الشعب اليمني، ونجح في زمن قياسي جدا في تخليد اسمه في سفر الخالدين العظماء، بعد أن جسد كل القيم والمبادئ النبيلة التي أرساها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه ، ورسخها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- وكان بحق خير ممثل للمسيرة القرآنية، واستطاع أن يكسب ثقة الجميع بدماثة أخلاقه وحسن تعامله ونقاء وصفاء سريرته، ونزاهته وحرصه على المال العام، واستشعاره للمسؤولية المنوطة به ، والتي أوكلت إليه في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، كان من الصعب على غيره تحملها وتحقيق النجاح والتميز الذي حققه الشهيد الصماد مع أعلى مراتب الشرف .
لقد كان الرئيس صالح علي الصماد -رضوان الله عليه- رئيسا لكل اليمنيين على امتداد اليمن الحبيب، وكان مصدر فخر واعتزاز لهم ، حتى من هم خارج الوطن ، حيث صار ملهما لهم ، يتألم لألمهم، ويفرح لفرحهم ، تنقل زائرا بين الجبهات متفقدا أحوال المجاهدين، وزار المحافظات مطلعا على أوضاع المواطنين ، كان يصل ليله بنهاره في سبيل الله خدمة للوطن والشعب، ومهما تحدثنا وكتبنا عنه فإننا نقف عاجزين أمام الإحاطة بالسجايا والخصال والقيم والمبادئ التي كان يمتلكها ويجسدها قولا وعملا والتي منحته ذات المكانة التي كان يحتلها الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي -رضوان الله عليه-، فلا يكاد يخلو منزلا في المحافظات اليمنية الحرة من صوره التي تزدان بها .
خطب من على المنبر فأبهر الخطباء والوعاظ ، ووقف محاضرا أمام العلماء فأدهشهم بغزارة علمه وسعة ثقافته، وجلس مع الساسة وتفوق عليهم بقوة حجته وحذاقته وحصافته وحنكته، إنه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد -رضوان الله عليه-، إنه الصالح اسما وقولا وعملا، عرف بمصداقيته وقربه من أبناء شعبه، حفظ القرآن الكريم وطبقه في حياته، كانت أعماله أكثر من أقواله ، وكانت ولا تزال وستظل بصماته خالدة خلود اسمه في قلوب كل اليمنيين، فسلام الله على روحه الطاهرة ما تعاقب الليل والنهار، ولروحه الطاهرة الخلود في أعلى عليين .
كان الرئيسَ الذي لا يُشبهُ الرؤسا
مُذ عينوهُ.. على الكرسيِّ ما جلَسا
كان الرئيسَ الذي لا يُشبهُ الرؤسا
فما استبدَّ ولا استعلى ولا اختلسا
كان الرئيسَ الذي لا يُشبهُ الرؤسا
إحسانُهُ عمّ حتى من إليه أسَا
لأنّهُ جاء من نهج الحسين فقد
كان الرئيسَ الذي لا يُشبهُ الرؤسا
معاذ الجنيد
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .