في أعنف هجوم على أعداء اليمن أرسل السيد العلم عبدالملك الحوثي رسالة بدم الشهيد الصماد ودماء شهداء نابلس تقول: ارحلوا عن اليمن كما يشاء أهلها وإيمانهم بانتزاع حقوقهم، ارحلوا كما نشاء وليس كما تريدون، أنتم دخلتم اليمن بإرادتكم العدوانية الإجرامية وستخرجون تحت وابل الإرادة اليمنية وعنفوانها الكبير.
في يوم الصماد رسم السيد عبدالملك خطوط اليمن الكبرى التي لن يتراجع عنها شعبنا مهما كلفنا ذلك من صبر ومعاناة وربما دماء جديدة.
لا نقاش حول سيادة اليمن وكل الوجود الأجنبي والخليجي يجب أن يغادر.
لا نقاش حول ثروة اليمن، فهي لليمنيين فقط ولن يسمح لأحد بأي نقاش حول هذا الموضوع.
الأمر الثالث تكلفة العدوان على اليمن مسؤولية الرياض عاصمة العدوان والممول الأكبر له، والسيد كان شديد الوضوح في هذه النقطة عندما قال للسعوديين: “طائراتكم هي من قصفت شعبنا وأقلعت من مطاراتكم وتمويلها من خزائنكم لذلك أنتم وحدكم مسؤولون عن ذلك وفاتورة ما خربتوه في اليمن مسؤوليتكم وحدكم أنتم والإماراتيين”.
تلك الرسائل التي أطلقها السيد العلم ابن بدر الدين الذي اتهم أمريكا مباشرة بالسعي لعرقلة المباحثات في مسقط أعلن خيارات اليمن المشروعة في إزالة الاحتلال وعوده ثروات اليمن لليمنيين، أما تكلفة العدوان ففاتورة ذلك في دفتر الشيكات السعودي.
نقطة أخيرة وهي استنتاج أقرب للحقيقة، لماذا رغم بعض الانفراجات وتحديداً في ميناء الحديدة لماذا صعّد السيد من لهجة اليمن؟ الإجابة في ظني المتواضع تتعلق بفلسطين أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات قوى محتلة لأجزاء من بلدنا، الانفراد بالشعب الفلسطيني سيدفعنا إلى تسريع الانفراد بكم وطردكم من اليمن فأنتم في الأخير جزء من المشروع الصهيوني.
ارحلوا قبل أن يجري ترحيلكم.
النقطة الثانية نتحدث عنها وهي ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد ورغم فداحة الخسارة برحيل مجاهد كبير إلا أن تحليلاً واقعياً ومعمقاً لهذا الفقدان يطرح الكثير من الإشارات التي تعكس في مجملها القيمة الحقيقية لمرحلة مواجهة هذا العدوان البائس.
نحن نتحدث عن سقوط شهيد بدرجة رئيس في ميدان المواجهة، هذا دليل على صواب التوجه لا يمكن لبلد قرر بالحق مواجهة عدوان اشترك فيه معظم العالم أن ينتصر دون أن يكون قادته على وعي تام بأنهم في لحظة ما يمكن أن يدخلوا بشرف إلى قائمة الاستشهاد، هذا استنتاج بالغ الأهمية الأوفياء والمخلصون لدينهم وبلدهم عندما يدفعهم القدر لسلم القيادة يتصرفون كناس عاديين جدا، وتلك كانت سليقة الشهيد الصماد.
الاستنتاج الآخر المهم هو الساعات التي أعقبت استشهاد الصماد الرياض كانت واثقة من أن صنعاء سقطت في دوامة ارتباك حاد يصعب التكهن بزمن الخروج منه لكن الأمة التي ينتمي إليها الشهيد الصماد كانت ملتزمة لقيمها وخياراتها الأخلاقية العليا لذلك ودع الصماد رفيق دربه الرئيس مهدي المشاط وكل رموز الدولة اليمنية المجاهدة وكان مشهد دفن الشهيد الصماد هو الرد الأول على هذه الجريمة حولت صنعاء بقيادة وإشراف السيد العلم عبدالملك الحوثي مراسم تشييع الصماد إلى كابوس حتى اللحظة لم تتمكن الرياض من الخروج منه وعلى عكس ظنون الأعداء بأن اغتيال الصماد سيتبعه اغتيالات معنوية في صفوف القيادة وفي محاور الجبهات، تدفق دم الشهيد الصماد في أوردة المحاور السياسية والعسكرية والإعلامية وحتى اليوم يمثل دم الصماد الطاهر منصة إطلاق لعنفوان اليمن وشموخه.
بلد يقاتل العالم في أكثر من أربعين جبهة ويحاصره العالم من الجهات الأربع وفي نفس الوقت يفقد رئيسه، مجموعة ظروف لا يتخطاها إلا بلد لديه كل مقومات العظمة.. لنا أن نشير أيضا إلى أن صفات الصماد الحميدة والكثيرة تتوزع اليوم في صفوف رفاق دربه، يكفي هذا اليمن فخرا أن في دفتر تضحياته التي كسرت هذا العدوان شهيداً بدرجة رئيس ويكفي هذا اليمن العظيم شرفاً أن دم أخياره الكثر ومن بينهم دم الصماد أنجز نصرًا وسيادة وحرية واستقلالاً. هذه هي النتائج التي سيتوقف التاريخ أمام خصوبتها الإيمانية والإنسانية كثيراً. فقدنا الصماد جسداً وأفقدنا بدمه كل من اعتدى وتآمر على هذا البلد .
دخل الصماد مربع القيادة فقيرًا وخرج منها فقيرًا أيضاً، ولكن غنياً بميدالية الشهادة، إنها معادلة الأوفياء والمؤمنين بجد، فقرٌ في الدنيا وغنى خالد في الآخرة.