قراءة في خطاب القائد بذكرى استشهاد رجل المسؤولية والإجماع الوطني صالح الصماد
د. علي محمد الزنم
اليوم الذكرى السنوية للرئيس الشهيد صالح الصماد، وتعوّدنا بأن يطلع علينا السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ليلقي خطاباً بهذه المناسبة المؤلمة والحزينة على قلوبنا جميعاً برحيل هامة وطنية وقائد خطف الأنظار من أول يوم مسؤولية في هذا الوطن، وتناول السيد في كلمته مناقب الصماد مستحضراً الصور البلاغية التي تجسده قولاً وعملاً في شخصية استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيراً إلى حضور الصماد في الوجدان ومعتبره امتداداً لمسيرة العمل الجهادي واصفا إياه نموذجاً للصدق والوفاء والصبر والسعي الدؤوب لمرضاة الله ومنطلقاته إيمانية .
ونتوقف قليلاً هنا عندما تحدث القائد عن الصماد، وهي في حقيقة الأمر دعوة لكل مسؤولي الدولة للاقتداء به وبسيرته العطرة المتسمة بالتضحية والفداء والنزاهة والبساطة والشعور بالمسؤولية تجاه شعبه ووطنه .
وبدون التعريج ليذكر أمثلة أخرى سلبية لكن السيد اكتفى بذكر الشهيد الصماد وذكر ما كان يتحلى به وهي بذات الوقت دعوة للاقتداء به قولاً وعملاً .
فعندما يشير بعد (وصول الصماد لموقع المسؤولية في الرئاسة بقي يحمل روحية الجندي مع الله وشعبه، وأردف قائلا بأن الصماد انطلق وهو يشعر أنه في موقع مسؤولية عملية يخدم فيها شعبه، وليس في موقع يستغله للمكاسب الشخصية) .
وتحت هذه العبارة وضع ألف خط وإرسالها لكل من يتقلد المسؤولية لتفعيل الرقابة الذاتية ويقدم الذمة المالية لله ثم الشعب اليمني قبل أن يقدمها للهيئة العامة لمكافحة الفساد، ليسهل التقييم قبل وبعد، وتتضح الصحائف البيضاء التي حملها الصماد من الصحائف الملوثة بمتاع الدنيا وزخرفها الزائلة .
هي دعوة للاقتداء بعنوان التضحية والفداء والنزاهة وكل يضع نفسه على ميزان الضمير ليعدل أو يزيد من الكفة التي تتأرجح هي أعمالكم تحصى .
كيف لا والسيد يتحدث عن الشهيد الصماد ويقول (الصماد نموذج يختلف عن آخرين كانوا إذا وصلوا لمثل هذا الموقع يقدمون أنفسهم كرموز وطنية ويرون في الرئاسة موقعا للتسلط والظلم والإثراء)..
وقال (بعض الذين وصلوا للرئاسة أصبحت لهم أرصدة وشركات ضخمة واستثمارات وعمروا مدناً في بعض الدول .
الكلام واضح يا أبناء اليمن وعليكم الوقوف بتجرد، والمقارنة ليس من باب الإساءة للآخرين لكن لنعود ونقول أين الصماد من هذا كله رحل من الدنيا وهو النقي الشريف خرج من المسؤولية كما دخلها، فأين أنتم من صماد المسيرة يا معشر المسؤولين وهو المتفرد الذي غلب خصومه بترفعه وسعى لينصر الحق وأهله وكان مقارعاً للعدوان ومن أولوياته، وأشار السيد إلى (أن في أكبر مراحل تصعيد العدوان للسيطرة على الحديدة كان الشهيد الصماد حاضراً لتحشيد الشعب وتفعيل كل القدرات الرسمية والشعبية والدفع بها للتصدي للعدوان).
لذلك كانت دول العدوان وأدواته تراقب تحركات الصماد وتنزعج منها لتأثيرها الكبير في الحشد الشعبي والمجتمعي والاستجابة الرائعة لدعواته وتحركاته، لذا قرروا التخلص منه مهما كان الثمن .
نعم دول العدوان ومرتزقتهم كانوا يرون بأن الصماد حلم الأجيال ورجل المرحلة وقائد التحولات وعنوان للانتصارات، فنال الصماد بثباته وقدرته وصدق توجهاته مع الوطن والشعب حب الناس والجميع يشير للرئيس الصماد بأنه رجل المرحلة وعنوان المستقبل المشرق لليمن المقاوم والمعتدى عليه ليصبح الجميع يعزفون سيمفونية الانتصار وعنوانها (على خطى الصماد نمضي) .
هكذا كان التآمر على استهداف الرئيس الصماد والقرار للتخلص منه لأنه مشروع الدولة اليمنية الحديثة ، وقد أشار السيد إلى مشاركة أمريكا ودول عدة في اغتيال رجل الدولة والمسؤولية فكانت الحديدة المبتدأ والمنتهى لمسيرة رئيس قضى جل حياته متنقلاً بين الجبهات وفي أعلى الثغور وعلى قوارب المراقبة ليتنقل من جزيرة إلى أخرى ، الصماد لم تخفه الأمواج العاتية ولا أزيز الطائرات وحنين المدفعية وهو يزور جبهات الحدود في جيزان ونجران وعسير .
رغم العمل الجهادي المتواصل لكنه لم ينس الرئيس الصماد مسؤولياته التنموية والخدمية والمجتمعية وكان حاضراً بقوة مسخراً كل وقته وأنذر نفسه ودمه لخدمة وطنه وشعبه كما أشار القائد في خطاب الذكرى السنوية للشهيد الصماد، وظل يعطي إلى أن حدد الهدف من أمريكا لتقوم طائرات وصواريخ الغدر والخيانة لتغتال مشروع وطن، ورغم نجاحهم في استهدافه، لكنهم خلقوا ثورة الصماد في نفس كل مجاهد ومواطن يمني ويدركون اليوم قبل غداً بأن لا خيار إلا بالتمسك بنهج الصماد والاقتداء به وبشجاعته وإقدامه وإخلاصه لوطنه وقائده.
نعم.. الصماد أيقونة وطن وشعب ثائر وسيبقى في وجداننا ما بقيت السماوات والأرض .
رحمه الله رحمة الأبرار هو ورفاقه وكل شهداء الوطن عنوان عزتنا .
*عضو مجلس النواب