الشهيدالصماد ..القائد الاستثنائي!

هاشم الاهنومي

 

 

إن الحديث بوعي هذه الأيام ، هو حديث سياسي بامتياز ، فهو حديث عن استمرار الفشل و الفساد ، وعن تحدي مؤسسات الدولة للشرع والعـُرف والقانون ، وعن الاحتقان الجماهيري الذي يغذية ويسمّن عجوله العدو ، وعن توقع اشتعال فتنة لا يعلم مداها إلا الله ، أن شرع الله وأعراف
في الثالث من شهر شعبان من كل عام نحيي ذكرى قائد استثنائي ورمز وطني عظيم من رموز هذه الأمة الذين سيخلد التاريخ أسماءهم ومآثرهم الوطنية وبطولاتهم.
إنها ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد، الرجل الاستثنائي الذي تولى المسؤولية الوطنية في مرحلة استثنائية حرجة وصعبة واستطاع بحكمته وحنكته وشجاعته أن يفوت على قوى العدوان المتكالبة على اليمن ما كانت تحلم بتحقيقه وتتغنى بقرب الوصول إليه .
كان الصماد رجلاً نادراً في السياسة والحكم أحب شعبه فأحبه شعبه، ذلك لأنه تميز بأسلوبه المستمد من النهج القرآني الذي ناله من مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي .
عاش الرئيس الصماد شهماً وشجاعاً وزاهداً وحكيماً وهذه هي الصفات التي اتسم بها منذ انطلاق المسيرة القرآنية التي شارك فيها من بداياتها الأولى وله بصماته التي لا تمحى، ففي 2005م كان له الدور العسكري البارز والحكيم حينما نفذ عملية تشتيتية بصعدة من اجل تخفيف الضغط على المجاهدين في نشور ونقعة وله مآثر خالدة فهو أحد المخلصين منذ فجر انطلاق المسيرة في مرحلتها الأولى و في مران له اية وعبرة بصحبة رفاقه المخلصين في تحريرها من دنس السلطة الظالمة آنذاك.
تميز الصماد بالارتقاء في الكثير من المجالات وأولها حفظه للقرآن الكريم وتقلد العديد من الأعمال الجهادية والثقافية والعسكرية والسياسية في المسيرة القرآنية قبل توليه العديد من المناصب في الدولة اليمنية وآخرها تولية رئيسا للمجلس السياسي الأعلى في العام 2016م حيث كان رجل المرحلة الاستثنائية والظروف الصعبة التي يعيشها البلد منذ2015م، فأطلق الشهيد مشروعه لبناء دولة يمانية عادلة تحت شعار (يد تبني ويد تحمي) في ساحة السبعين في الذكرى السنوية الثالثة للصمود الشعبي في مواجهة العدوان الغاشم على بلدنا العزيز
لقد تحرك الصماد لإحداث نهضة في اليمن في مختلف المجالات بدءاً من الزراعة وانتهاء بالتصنيع العسكري، حيث أربك الأعداء والمرتزقة وغيّر مسار المعركة من واقع الدفاع إلى مرحلة استراتيجية الهجوم حينها وضعه الأعداء على قائمة الاستهداف .
لم يكتف الرئيس الصماد بدوره في التخطيط والإدارة، بل تحرك إلى العديد من الجبهات وعاش ليالي وأياماً في جبهات العزة والكرامة ليعين ويساند المجاهدين لصد الغزاة والمعتدين، فالحدود تشهد له والحديدة تشهد له ومارب تشهد له والساحل الغربي يشهد له وتهامة وغيرها تشهد له مقولته الشهيرة “مسح الغبار عن نعال المجاهدين أسمى وأشرف من كل مناصب الدنيا”.
لقد كان أول رئيس تنقل من جبهة لأخرى، أول رئيس يعايش المجتمع بتواضعه وحبه وصدقه وإيمانه على خلفية تلك الأساليب الراقية التي رافقته، أحبه المجتمع بمختلف الفئات والاعمار سواء قبل استشهاده أو بعد استشهاده فما أن تصل مكاناً أو محافظة أو مديرية أو قرية إلا والصماد في مجالسهم يذكر بالخير والبركة والإيمان والشهامة والشجاعة والتواضع.. فهنيئا لشعب اليمن بفخامة الرئيس وهنيئا له الشهادة والمقام الرفيع، الصماد أحبه الله وأحبه الناس فسلام ربي عليه.

قد يعجبك ايضا