الثورة نت|
بدأت اليوم بصنعاء، أعمال المؤتمر الأول للشراكة في الأعمال المتعلقة بالألغام، ينظمه المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بمشاركة المجلس الأعلى للشؤون الانسانية والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأوتشا، وعدد من المنظمات العاملة في اليمن.
ويهدف المؤتمر على مدى يومين إلى لفت انتباه الجهات والمنظمات الدولي المعنية إلى الجوانب الإنسانية المتعلقة بالألغام في اليمن، وإيجاد حلول للتخفيف من معاناة المجتمعات المدنية جراءها.
وفي افتتاح المؤتمر أشار رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام علي صفرة إلى أهمية المؤتمر الذي يضم كل الجهات والمنظمات الداعمة والعاملة في مجال التعامل ونزع الألغام في اليمن.. مستعرضا الانشطة والبرامج التوعوية التي يقوم بها المركز في كافة المحافظات المتضررة بالتعاون والشراكة مع الجهات الداعمة.
وأكد صفرة على ضرورة توسيع الاعمال المتعلقة بالألغام واستهداف المحافظات الأكثر تضررا.. مشيراً إلى أن العدوان استخدم الأسلحة المحرمة بما في ذلك القنابل العنقودية والصواريخ المحظور استخدامها.
وأوضح أنه ومنذ العام 2015م تم تسجيل ثمانية آلاف و104 ضحايا للقنابل العنقودية ومخلفات الحرب في مختلف المحافظات.. مبينا أن المركز يعاني من نقص الدعم والموازنات والمستلزمات والأجهزة المخصصة للتعامل مع الألغام مما يعيق عمله في الميدان.
وقال :” إن هناك أجهزة ومعدات خاصة بالألغام لازالت محتجزة في جيبوتي، وتحتاج إلى المناصرة من المنظمات الأممية والدولية لإدخال هذه الأجهزة”.. لافتا إلى أن المركز أمام كارثة نتيجة وجود أنواع متعددة من مخلفات الغارات الجوية والقنابل العنقودية على مستوى جميع المحافظات، حيث تم رصد حوالي عشرين نوعا من القنابل العنقودية.
وأكد رئيس المركز أن العدوان أسهم بشكل كبير في توسع نطاق وحجم انتشار واتساع التلوث الذي جعل اليمن في المرتبة الأولى بحسب ما صرحت به مديرية دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام “يونماس” إيلين كولين أثناء زيارتها لليمن في ديسمبر من العام الماضي.. لافتا إلى التأثير المباشر للألغام والقنابل العنقودية على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني الذي يمثل أهم مصادر تعزيز العيش للمواطن اليمني.
وبين أن الأراضي الزراعية التي تضررت بشكل مباشر بلغت 783 ألفا و690 مزرعة إضافة إلى 132 ومائة هكتار، والتي تحتاج إلى تدخل من المركز التنفيذي بحسب طلب وزارة الزراعة والسلطات المحلية ومناشدات المواطنين، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالقطاع الحيواني والتي تصل إلى ثلاثة ملايين و500 ألف رأس من الثروة الحيوانية بحسب احصائيات وزارة الزراعة.
وأكد صفرة على ضرورة التعاون والتنسيق المباشر لتحسين مستوى العمل والاستفادة من الخبرات والتطورات في مجال نزع الألغام.. مشيدا بجهود كل المنظمات العاملة في اليمن في التعاون مع المركز التنفيذي للتعامل مع الالغام في التخفيف من وطأة الحروب التي استهدفت اليمن.
من جانبه أشار رئيس دائرة التعاون الدولي بالمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية علي الكحلاني إلى أهمية المؤتمر الذي يأتي في ظل سقوط الكثير من الضحايا يومياً جراء الالغام.
وأكد أن العمل الانساني لا يجب مقايضته بأي أجندة سياسية، بل يجب العمل كفريق واحد لإنقاذ أرواح الابرياء ومساعدة المصابين وأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة تلك الألغام والمتفجرات التي زرعت في أماكن تواجد المجتمعات المدنية.
وأوضح الكحلاني أن اليمن أمام كارثة كبيرة لا يعرف حجمها إلا من يسكن في المحافظات والمناطق الملوثة التي تسببت في عجز الكثيرين عن الرجوع إلى مساكنهم وأراضيهم، وأدت إلى نزوح أعداد كبيرة إلى محافظات أخرى على أمل ان يتم تطهير مناطقهم من الألغام والمتفجرات.. لافتا إلى أهمية دور منظمات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن في تخفيف معاناة المواطن اليمني، من خلال الضغط للسماح بإدخال المعدات الخاصة بنزع الألغام المحتجزة من قبل العدوان.
فيما أكد مدير مكتب الأوتشا سجاد محمد وممثلة الصليب الاحمر مايا اورديزا أن اليمن من الدول الأكثر تضرراً من الألغام في العالم ما يستدعي من المجتمع الدولي دعم الانشطة الإنسانية للأعمال المتعلقة بالألغام في جميع أنحاء اليمن.
وأشارا إلى أن هذه الأعمال الإنسانية هي الركيزة الأولى للسماح بالعودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية كما أنها خطوة أولى في عملية إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات وخطوط أنابيب المياه التي كانت تقع بالقرب من خطوط المواجهة.
ولفتا إلى أن اللجنة الدولية عززت دعمها لقطاع الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام من خلال دعم المدنيين المتضررين من الألغام والمتفجرات.
وأكدا على ضرورة إيجاد حل فعال وجماعي للتخفيف من معاناة المجتمعات المدنية من خلال استقدام خبرات وموارد جديدة لدعم هذه الجهود، وزيادة الأعمال المتعلقة بالألغام في جميع أنحاء اليمن.
واستعرض المؤتمر حجم ونطاق التلوث والتحديات والصعوبات التي تعيق عمل المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، إلى جانب استعراض ومناقشة الفجوة في التعامل مع الألغام لدى الأوتشا والبرنامج الانمائي.