لا تزايدوا على ١١ فبراير فلستم منه في شيءٍ

منير الشامي

11 فبراير كان وسيظل ذكرى انطلاق ثورة شعب شاء من شاء وأبى من أبى، ومثلما تخلى عنه المتمصلحون هو أيضا لن يقبلهم كمزايدين، فهذا اليوم الخالد يعرف جيدا الثائرين الصادقين الذين جعلوا هذا اليوم يثمر نصرا ويلد ثورة خالدة كما يعرف أولئك الذين اتخذوه بضاعة وباعوها لحسابهم وضحوا به لتحقيق مصالح خاصة بهم لا مصلحة شعب فإن تغنوا به فهم كاذبون وإن انتسبوا إليه فهم ادعياء بالباطل لا حسب لهم ولا نسب إلى هذا اليوم، وكل من يحتفي بهذا اليوم من خارج الوطن إنما يؤكد زيف ما يدعيه لأنهم تخلوا عن مساره الثوري وهجروا ساحاته وانجذبوا نحو المساومات وقبلوا بالإغراءات فباعوه وظنوا أن الفراغ الذي خلفوه في ساحاته بانسحابهم لن يمتلئ وأن حراكه الثوري سيموت بدونهم، فخاب ظنهم، فما إن غادروا ساحاته وهرولوا لاستلام قيمته زاد حراكه الثوري توقدا وملأ الشعب فراغهم بثوار صادقين فتضاعف زخمه الثوري واتسع مساره ونشط نضاله حتى تمخض عن ثورة شعبية بيضاء أشرق نورها وبرق انتصارها فجر يوم الـ٢١ من سبتمبر الخالد.
ولا يحق أن يحتفل بهذا اليوم إلا رجاله الثائرون الذين رفضوا كل الإغراءات ولم يتنازلوا عن مساره الثوري وقدموا أغلى التضحيات ليثمر نصرا للشعب وتمخض عن نضالهم ثورة خالدة اتقدت مشاعلها وأشرق فجرها بشمس نسجوا أشعتها نورا من دمائهم ومعاناتهم وتضحياتهم، وتلك حقيقة لا يجهلها شعب أبي ولا يقضي بها إلا حَكَمٍ منصف، فكل المكونات انسحبت من ساحات هذا اليوم ولم يتبق منها سوى مكون انصار الله وتوافد أبناء الشعب إليهم فملأوا فراغ المنسحبين ليصنعوا منه ثورة شعب عظيم لا ثورة أحزاب عميلة، وهؤلاء هم وحدهم من لهم حسب ونسب لهذا اليوم الخالد وهم وحدهم فقط ، وفقط إذا أرادوا أن يحتفلوا به فمن حقهم أن يحتفلوا.

قد يعجبك ايضا