كيف تشتت الهواتف الذكية انتباهنا؟

 

تساعدنا هواتفنا الشخصية في معرفة الطريق وتذكّر بأعياد الميلاد والبحث عن المعلومات والتقاط صور للحظات الخاصة. لكن هل تعلم أن الاعتماد عليها بشكل كبير يمكن أن يضر بذاكرتك؟

أصبحت الهواتف الذكية، أكثر من مجرد وسيلة لإجراء مكالمات. وتغني عن استخدام أجهزة الملاحة والكاميرات ودفاتر العناوين وغيرها. وهذا له آثاره الإيجابية وبالطبع السلبية. تَعَرّف على بعضها.
تشير دراسات إلى أن التقاط الكثير من الصور يمكن أن يجعلنا نتذكر الأشياء بقدر أقل. ورؤية العالم من خلال هواتفنا يصرف انتباهنا عن الكثير من التفاصيل من حولنا، على سبيل المثال: كيف هو ملمس الأشياء وما رائحتها وكذلك الأصوات، ويبدو أن دماغنا يربط هذه المعلومات لخلق ذكريات أقوى على المدى الطويل.

لكن، هل تشتت الهواتف الذكية انتباهنا؟
تشير الأبحاث أيضاً إلى أنه عندما نلتقط صورة أو نسجّل فيديو للحظة ما بقصد مشاركتها، فمن المرجح أن نتذكر اللحظة بالطريقة التي تظهر في الصورة أو التسجيل وليس كما عشناها، بمعنى أننا ننظر إلى حياتنا من الخارج.
لكن على الجانب الآخر، يمكن أن تزداد قوة ذاكرتنا البصرية: ففي إحدى الدراسات، لاحظ زوار المتحف الذين التقطوا صوراً تفاصيل بصرية أكثر ونظروا إلى أشياء أكثر من أولئك الذين لم يقوموا بالتصوير.
ولكن ماذا عن تلك الحقائق الممتعة التي كان يشاركها دليلهم المرافق في المتحف؟ العديد منهم نسوا هذه الحقائق.
مشكلة أخرى هي «إفراغ الذهن» (التفريغ الإدراكي). إذ لا نشعر بالحاجة إلى تذكّر شيء ما عندما تتولى أجهزتنا التكنولوجية القيام بهذه المهمة بالفعل. فنحن نستخدمها كقرص تخزين صلب خارجي بدلاً من دماغنا.
لكن مثلها مثل العضلات، فإن مساحة التخزين بالذاكرة داخل دماغنا، وتحديداً الجزء المسمى «قرن آمون» أو «الحُصَين» في الدماغ، ينمو حرفياً عندما نقوم بتمرينه.
فهل تحفظ، عزيزي القارئ، أرقام الهواتف المخزنة على هاتفك عن ظهر قلب؟ وهل يمكنك أن تجد طريقك بدون هاتف محمول؟ حاول أن تجرب هذا!

قد يعجبك ايضا