غضبا للرحمن والنبي محمد العدنان ونصرة للقرآن خرج أبناء يمن الحكمة والإيمان في مسيرات جماهيرية حاشدة في مختلف ساحات العزة والكرامة على امتداد المحافظات اليمنية الحرة للتنديد بجريمة إحراق المصحف الشريف على يد متطرفين في السويد تحت حماية أمنية في انتهاك سافر للمقدسات، واستفزاز قذر لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أرجاء المعمورة.
مشاهد إحراق المصحف الشريف فجرت براكين الغضب في عدد من المدن والعواصم العربية والإسلامية ولكن المشهد في اليمن الميمون كان استثنائيا ومتفردا حيث شهدت الكثير من المدن اليمنية مسيرات غضب عارمة من صعدة في أقصى الشمال إلى تعز والضالع في أقصى الجنوب، حمل المشاركون فيها اللافتات والشعارات المعبرة عن إدانتهم واستنكارهم لجريمة إحراق المصحف الشريف بالسويد، محملين السلطات السويدية خاصة والغرب عامة كامل المسؤولية عن أي ردود أفعال غاضبة تشهدها دولهم من قبل الجاليات الإسلامية إزاء هذا الجرم الخطير الذي يكشف اضمحلال الفكر الغربي ونزعته المتطرفة، داعين الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف جريئة ردا على الإساءة التي تعرض لها المصحف الشريف في السويد نصرة لكتاب الله وفي مقدمتها سحب السفراء العرب والمسلمين منها وطرد سفرائها لديها وتعليق العلاقات الدبلوماسية معها كأقل ما يمكن القيام به في سياق عملية الردع والتأديب للسويد وغيرها من الدول التي يتطاول بعض أفرادها على الرموز والمقدسات الإسلامية ما بين الفينة والأخرى، وهو ما يستوجب الرد بحزم والتعاطي بمسؤولية دينية وأخلاقية .
مسيرات النصرة والغضب اليمانية عكست في مجملها عمق الارتباط اليماني بالقرآن الكريم وأظهرت قوة وعظمة تمسكهم بهويتهم الإيمانية وثقافتهم القرآنية التي حركت في داخلهم مشاعر الغضب والغيرة على القرآن الكريم وهو يتعرض للحرق من قبل متطرفين من السويد، وقدمت النموذج الأكثر رقيا في التناغم بين القيادة والشعب في التفاعل مع القضايا المصيرية التي تمثل جوهر الدين ولبه وعمود الارتكاز بالنسبة له، وعملت على إيصال الكثير من الرسائل للعديد من الأطراف وفي مقدمتها السلطات السويدية بأن جريمة إحراق المصحف الشريف لن تمر مرور الكرام ولن يتم السكوت عليها أو غض الطرف عنها، كما حملت رسائل عدة لحاخامات الوهابية السعودية وما يسمى بمنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد علماء المسلمين والأزهر الشريف الذي لم يعد شريفا بقرارته وتوجهاته البعيدة كل البعد عن الشرف والعزة والكرامة، وكل الأنظمة العربية والإسلامية الغارقة في مستنقع اليهودة والتصهين والبعيدة كل البعد عن الدين وقيمه ومبادئه، والمعرضة عن القرآن وهديه وإرشاداته، والتي لم يحرك فيها مشهد إحراق المصحف الشريف في السويد أي ساكن، ولم يصدر منها أي موقف مندد أو مستنكر لهذه الجريمة الكبرى التي كان من المفترض بهم أن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها غضبا لكتاب الله الذي تم حرقه وتدنيسه في مشهد يدمي القلوب ويبكي الأعين من قبل أحفاد القردة والخنازير تحت يافطة الحرية والديمقراطية .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : من المستفيد من وراء هذه الجريمة التي طالت القرآن الكريم ؟!! وما هي الجهة التي تقف خلفها ؟!! وما الذي تريده من وراء ذلك ؟!! وفي سياق الإجابة على هذه التساؤلات ينبغي التأكيد على أن اللوبي اليهودي هو المستفيد الأول من وراء هذه الجريمة، وهو من يعمد الإساءة للرموز والمقدسات الإسلامية، بهدف استفزاز المسلمين وجرهم نحو مربع العنف في سياق الرد على هذه الإساءات من أجل التشويش عليهم ومضايقتهم والعمل على استغلال حالة الغضب التي تسود المسلمين في مختلف أنحاء العالم في القيام بأعمال إجرامية تستهدف الطوائف الأخرى لتوصيف ذلك على أنه يأتي في سياق الرد من قبل المسلمين على الإساءة للقرآن الكريم، وهو ما يجر إلى مواجهات وصدامات وأعمال عنف، يستخدمها اللوبي اليهودي ويعمل على توظيفها في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في دول أوربا وأمريكا والحد من نسبة الإقبال على اعتناق الدين الإسلامي في تلك البلدان .
بالمختصر المفيد أمام هذه المعطيات بات لزاما على كافة الشعوب العربية والإسلامية أن تحذو حذو الشعب اليمني وشعوب دول محور المقاومة و تفيق من غفلتها وتخرج من دائرة صمتها لتعبر عن تنديدها واستنكارها لجريمة إحراق المصحف الشريف والضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف مشرفة تجاه هذه الجريمة التي استهدفت القرآن الكريم ، وتحتم عليها القيام بمسؤولياتها نصرة لله ورسوله وكتابه الكريم الذي يمثل التطاول عليه والإساءة له، تطاولا على الإسلام والمسلمين وإساءة في حقهم، وقد يؤدي إلى تمادي الأعداء في تطاولاتهم وإساءاتهم مستقبلا .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .