المرتزقة وحرب العملة

عبدالفتاح البنوس

 

 

من البديهيات المطلوب التعاطي معها، في سياق مناقشاتنا وكتاباتنا التي تتناول الوضع الإقتصادي والتمويني والمعيشي الذي عليه المحافظات اليمنية المحتلة التي تخضع عمليا لسلطات الإحتلال السعودي والإماراتي ، أن نعي وندرك أننا أمام عصابة من اللصوص وقطيع من العملاء المرتزقة الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ، ولاهم لهم سوى جني المكاسب وتحقيق المصالح النفعية الشخصية التي تعود بالنفع والفائدة عليهم وذويهم ، لذا لا ينبغي أن نستغرب عندما يصدر منهم أي قرار أو توجه من شأنه زيادة التضييق على المواطنين في معيشتهم ومضاعفة معاناتهم ، فهؤلاء هم من قطعوا المرتبات ونهبوا الأموال والثروات ، ومن شرعنوا لعدوان السعودية والإمارات ، وبرروا لهم حصار الشعب بإغلاق الموانئ والمطارات ، هؤلاء هم من نقلوا البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وأعلنوا حرب العملات .
هؤلاء هم من رفعوا سعر الدولار الجمركي من 250 إلى 500 في وقت سابق دون أي مبرر ، ودون أن يلمس المواطن في المحافظات المحتلة أي أثر لهذه الزيادة المجحفة التي صبت في حسابات وجيوب هوامير الشرعية المزعومة ، وهم اليوم الذين رفعوا سعر الدولار الجمركي من 250 إلى 750 دون أي مبرر ، وهم من أوصلوا سعر صرف الدولار إلى ما يقارب 1300ريال وسط توقعات بأن يصل إلى 2000في ظل سياسة الحرب القذرة التي تنهجها حكومتهم العميلة ، هؤلاء من رفعوا أسعار المشتقات النفطية والغاز وتعرفة خدمات الكهرباء والمياة في المحافظات المحتلة بصورة مجحفة وغير مبررة ، مما أدى إلى خلق حالة من الإحتقان في أوساط المواطنين الذين وجدوا أنفسهم أمام عصابة تشن عليهم حربا إقتصادية قذرة تستهدفهم في حياتهم ومعيشتهم واقتصادهم وأمنهم واستقرارهم .
بنك مركزي عدن شبه مفلس من الإحتياطي النقدي الأجنبي في ظل توريد مبيعات النفط في السابق للبنك الأهلي السعودي ، شركات الصرافة أحجمت عن بيع وشراء العملات ، أزمة في المشتقات النفطية ، وبوادر أزمة في المواد الغذائية من أجل تعزيز وتغذية أرصدة هوامير العصابة المتسلطة على رقاب اليمنيين واليمنيات في المحافظات المحتلة ، كل ذلك في الوقت الذي لا يعلم مصير المساعدات والقروض والمنح التي تتوالى على هذه العصابة والتي لا يلمس المواطنون أي أثر لها في حياتهم وواقعهم المعاش .
من يصفونهم بالمليشيات في صنعاء ورغم العدوان والحصار والحرب الإقتصادية الممنهجة حافظوا على سعر الدولار الجمركي عند 250ريالا وأوقفوا سعر صرف الدولار في السوق المصرفية عند حاجز ال 600 ريال ، ولولا الحرب الإقتصادية القذرة التي شنها العدوان ومرتزقته على الإقتصاد والعملة المحلية لكان سعر الصرف أقل من ذلك بكثير ، وهم من ينعتون أنفسهم بالشرعية ويتشدقون بها وصل سعر صرف الدولار الجمركي وسعر صرفه في التعاملات المالية إلى مستويات قياسية وما يزال الوضع ينذر بالمزيد من الإنهيار الإقتصادي في ظل سياسة النهب والفيد والإستغلال والمتاجرة بأوجاع المواطنين لحساب شرذمة خبيثة تستأثر بكل الموارد وتستغلها لحساباتها ومشاريعها الخاصة .
بالمختصر المفيد، على أبناء المحافظات اليمنية المحتلة الخروج عن صمتهم والتعبير عن رفضهم لسياسة التجريع والتجويع التي تمارسها عليهم حكومة المرتزقة ، عليهم أن يوقفوا عبث وفساد هذه العصابة الإجرامية التي تأكل الأخضر واليابس ، قد تكون كلفة الخروج والتحرك اليوم أقل بكثير منها في حال تقاعسهم وصمتهم والخروج بعد فوات الأوان .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا