اصطفافات مأزومة ومنصة لإطلاق دعايات تحالف العدوان ومنبر لانتهازية أمريكا والغرب
في جلسة مجلس الأمن.. الأمم المتحدة ومبعوثها بلا جديد والمندوب الروسي يفضح انتهازية الغرب
الثورة /المحرر السياسي
انعقد مجلس الأمن ليلة أمس، في جلسة ناقش فيها الوضع في اليمن، لا جديد في الجلسة بمجملها، ولا جديد يذكر في إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن التي قدمها لمجلس الأمن ليلة أمس، ولا جديد كذلك في إحاطة مارتن غريفيث وكيل الشؤون الإنسانية حول الوضع الإنساني الذي يعانيه اليمنيون، ولا جديد في حديث ممثلي الدول الغربية وأمريكا ودول العدوان السعودية والإمارات.
الجديد هو في ما طرحه مندوب روسيا الذي أكد أن مؤشرات متزايدة تفيد بأن الغرب لا يريد التوصل لحل شامل في اليمن وأن ما يريده الغرب هو “تصدير النفط اليمني للأسواق العالمية فحسب”، مؤكدا أن هذه الأساليب الانتهازية خطيرة جدا.
وقال يجب على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما في وسعه لإعادة السلام في اليمن، زملاؤنا الغربيون يرون هدفهم النهائي ليس في تسوية شاملة وطويلة الأمد لعدد كبير من المشاكل التي تواجه اليمن والتي تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة ولكن قبل كل شيء ضمان التصدير المستمر للهيدروكربونات اليمنية إلى السوق العالمية نحن نعتبر أن مثل هذا النهج صار ضارا للغاية بالسلام المستدام في اليمن.
وأكد على ضرورة الحوار وفق الواقع الموضوعي القائم، وفتح الحوار المباشر مع “حركة أنصار الله” التي أصبحت لفترة طويلة حقيقة موضوعية لتوازن القوة العسكري والسياسي القائم.
الإحاطات والمناقشات التي شهدتها جلسة مجلس الأمن لا تؤشر بوضوح – وفي الحد الأدنى – إلى صمم إنساني وعمى سياسي، لا يسمع ولا يرى الحقائق كما هي، بل ويقدم أمريكا والسعودية ودول العدوان كوسيط سلام، ويساوي بينها وبين سلطنة عمان الشقيقة، ويستغل العالم بتجهيله لما فعله تحالف العدوان من جرائم وفظاعات وترويع وجوع وكوارث.
أما الممثل الأمريكي فما زال يغرد خارج سرب الموضوعات القائمة بل وخارج موضوعية الوضع القائم، والحال كذلك لمندوبي دويلة الإمارات ومملكة العدوان السعودية.
كان المنتظر أن يصدر مجلس الأمن قرارا يلزم فيه تحالف العدوان بوقف الحرب على الشعب اليمني ورفع الحصار، لكن الرغبة واضحة وقد أشار إليها مندوب روسيا، وما ظهر إضافة لذلك أن هناك رغبة في تثبيت الوضع الراهن من قبل المجتمع الدولي ودعوة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية التي لا يصل منها إلى أبناء الشعب اليمني سوى 15% مما يتم جمعه من مساعدات.
الأمم المتحدة التي فقدت الموضوعية والمصداقية باتت تستخدم مجلس الأمن – هي الأخرى – كمنصة سياسية ودعائية لدول العدوان ضد الشعب اليمني ولا أكثر من ذلك، فقد تحدث مسؤولوها عن المجاعات لكن من بوابة جمع المساعدات وليس لهدف رفع الحصار وصرف رواتب اليمنيين.
الموقف الغربي داخل مجلس الأمن وموقف أمريكا كشفه المندوب الروسي، يريدون سرقة النفط اليمني ونهبه فقط، أما المندوبان السعودي والإماراتي فما زالا غائبين عن التحولات التي جرت على طول سنوات الحرب.
خلال الحرب العدوانية القذرة على اليمن، كرست أمريكا والدول الغربية الراعية للعدوان والحصار والتجويع، الأمم المتحدة وكل أدواتها لإدانة الشعب اليمني، ولإيجاد مبررات قانونية عبر مجلس الأمن لشن عدوان على اليمن كما فعلت في سوريا والعراق، لكن يقظة روسيا حاليا تكشف القذارة الغربية والأمريكية بوضوح.
اليوم تحاول هذه الدول الحقيرة تسييس بعض الشعارات لتكوين ملفات مسيسة ضد الشعب اليمني مثل قضية “المحرم” التي رددها متحدثون كثر في جلسة مجلس الأمن، الهدف هو التغطية على قتل النساء والأطفال والرجال بغطاء وبأسلحة هذه الدول المارقة.
إصرار الدول الغربية على طرح هذه الملفات في مجلس الأمن وخاصة في هذه المرحلة هي إثارات تهدف إلى التشويش على ما يجب فعله فورا من رفع للحصار وصرف للمرتبات، لكن بكل حال لم تعد تنطلي قذارة الدول الغربية وأكاذيبها على العالم، وبات توظيفها السياسي للأمم المتحدة وأجهزتها مفضوحاً ومرفوضاً، هي فقط تستنزف مصداقية الأمم المتحدة بالإثارات القذرة.
أما مندوب دويلة الإمارات فقد بالغ كثيرا وهو يسترسل في ما يقوله دائما على لسان دويلته، وحال المندوب السعودي لا يختلف، وقد كان الأحرى بهما البحث عما يضمن سلامة منشآتهما من الطائرات والصواريخ، لكن الغرور سيودي بصاحبه إلى الهلاك.