الثورة / عادل حويس
يعتبر وفق كل المهندسين والمؤرخين واحدا من أقدم الجسور المعلقة في منطقة شبه الجزيرة العربية إن لم يكن على المستوى العالمي بالنظر إلى هندسته العمرانية الفريدة على علو شاهق.
إنه جسر شهارة الذي تم بناؤه وفق المراجع التاريخية مطلع القرن السابع عشر للميلاد على يد مهندس يمني يُدعى الأسُطى صالح اليمان، والذي قام بابتكار تقنية هندسية فريدة، لم تكن معروفة في الجزيرة العربية والمنطقة. واستطاع من خلالها بناء أول جسر قوسي معـّـلق، على مستوى منطقة الجزيرة العربية.
الأسطى صالح اليمان شيّد الجسر من الأحجار وجذوع شجرة “العُـتم”، ليتمكن بطريقة إعجازية من ربط جبلين بينهما أخدود سحيق وشاهق للغاية ولينهي بذلك معاناة سكان منطقة شهارة بمحافظة عمران والتي استمرت لقرون في تلك الجبال الشواهق والواقعة على ارتفاعات تصل إلى أكثر من 8 آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر.
كان أهالي شهارة يسكنون في جبلين متقابلين، تفصل بينهما هـّوة شاهقة، ذات أخدود مخيف وشديد الانحدار. وكان سكان الجبلين في شهارة، يقطعون مسيرة يوم كامل، للنزول لأسفل الأخدود الجبلي، من أجل الوصول إلى قرى الجبل الآخر. وكانت عملية نقل البضائع والماشية شاقة للغاية، وتكلف العناء والكثير من الأخطار لسكان المنطقة.
لايزال هذا المعلم الهندسي الفريد صامدا أمام عوامل الزمن لأكثر من 400عام ولا يزال يؤدي دوره في خدمة الناس وتسهيل شؤون حياتهم ليحكي فصولا عن إبداعات وفنون الإنسان اليمني القديم كما لا يزال إلى يومنا تحفة هندسية طبيعية بالغة الدقة، من حيث الإنشاء الملائم للطبيعة الجبلية والصخرية.