المرأة في الغرب.. مصير بائس عنوانه الازدراء والألقاب المهينة
قمع لحقوقها وحريتها ومنهم من يصفها بفحيح الأفعى والشيطان
المرأة في الغرب مسلوبة حريتها وحقوقها، بل أكثر من ذلك فقد غالت في ممارسة هذه الحرية وتلك الحقوق إلى مدى أبعد من المعقول.
ففي المجتمع الغربي تحتقر المرأة وتقيد حريتها هذا يفرّط في حقها وذاك يغالي في حريتها.
بدأت هذه الحرب بالخروج عن تعاليم العقل والمنطق وازدراء المرأة والحطّ من شأنها، والتقليل من أهميتها في المجتمع.الثورة / متابعات
فهذا سقراط يقول: “للرجال السياسة وللنساء البيت”، وأفلاطون “كان يأسف لأنه ابن امرأة وظل يزدري أمه لأنها أنثى” أما نيتشه فيؤكد: “إذا قصدت النساء فخذ السوط معك”. هذا الازدراء هو جل ما وصل إليه فلاسفة الزمان، وعباقرة العصر وكأن المرأة ليست إنساناً له الحق في الحياة والعيش بكرامة .
ونجد “اليهودي يصلي كل صباح صلاة الشكر لله؛ لأنه لم يخلقه عبداً ولا وثنياً ولا امرأة”، والقديس بونافنيز يقول بحكم كهنوته وعلمه الواسع وخبرته الحياتية: “إذا رأيتم المرأة فلا تحسبوا أنكم شاهدتم موجوداً بشرياً، ولا موجوداً موحشاً؛ لأن ما ترون هو الشيطان نفسه، وإذا ما تكلمت، فإن ما تسمعونه هو فحيح الأفعى”.
ظلم القانون
“ظلت المرأة في بلاد الغرب طبقاً للقانون العام لدى الغرب حتى منتصف القرن الماضي غير معدودة من الأشخاص أو المواطنين الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ولامادية.
حاولت المرأة أن تتحرر وتجاهد لتحصل على حقوقها “فدفع بها الوضع الاجتماعي الذي لا يرحم إلى أن أصبحت تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشر لكي تبدأ في الكدح في لقمة العيش وإذا ما رغبت أو أجبرتها الظروف في البقاء في المنزل مع أسرتها بعد هذه السن فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها، وثمن طعامها، وغسيل ملابسها بل تدفع رسماً معيناً مقابل اتصالاتها الهاتفية”
مأساة حقيقية
فيما يؤكد بدوره الدكتور “نور الدين هذه المأساة حين قال: “حدثني صديق أنهى تخصصه العالي في أمريكا أن في الأمريكيين أقواماً يتبادلون زوجاتهم لمدة معلومة ثم يسترجع كل واحد زوجته المعارة، تماماً كما يعير القروي دابته، أو الحضري في بلادنا شيئاً من متاع بيته”.
وهذه الحرية المفرطة ولدت مآسي جمة لهؤلاء القوم.
تقول “مارلين مونرو” – أشهر ممثلة إغراء – في رسالتها التي أودعتها صندوق الأمانات في أحد بنوك “نيويورك” رداً على رسالة جاءتها قبل انتحارها من إحدى الفتيات تسألها عن العمل في السينما فقالت: “احذري المجد، احذري من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض! لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت، أفضل الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية لقد ظلمني الناس وإن العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة، مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة” التوقيع: “مارلين مونرو”.
وعلقت “النيويورك تايمز” على انتحارها فقالت: “إن هوليود كانت تبيح روحها دون جسدها”.
وقالت “الأزفستيا” السوفياتية: “إنها ضحية هوليود أوجدتها ثم قتلتها”.
أما “الهيرالد تربيون” فقالت: “إن الاستغلال البشع الذي لجأت إليه شركات السينما، وتميز به: الإغراق في إبراز مفاتنها بشكل لا ذوق فيه من أجل الأغراض التجارية”.
وقالت “بيلدازايتوتع” الألمانية: “إنها كانت ضحية طرق الدعاية التي تمارسها هوليود”.
وصرح بعض النقاد: بأن الجاني هو كل فرد في المجتمع الغربي.
وقال أحدهم في إيطاليا: إنها لم تنتحر نحن الذين قتلناها، نحن الذين نشاهد الأفلام ونقرأ المجلات.
بينما اعتبرها أديب آخر: “إنسانة لم تطق استمرار العيش في قاذورات تلك الحضارة، فلم تجد مفراً من موتها اليومي إلا بالموت النهائي”.
نعم لقد رأت هذه الممثلة في الانتحار خلاصاً من شقائها، وتحرراً من واقعها، ونجاة من مستغليها والمثرين على حساب أنوثتها.
أعمال شاقة
وذلك يعني أن تؤدي المرأة نفس ما يؤديه الرجل من الأعمال.
ومن هنا كان على المرأة أن تفتش عن عمل أياً كان في دوائر حكومية وفي الشركات وفي المكاتب التجارية أو في المخازن الكبرى. عليها أن تعمل بائعة أو محاسبة، تبيع الجرائد وتنظف الشوارع. تمسح الأحذية وتجمع القمامة وتقطع تذاكر الركاب في السكك الحديدية. تنظف المراحيض. تحرس الأبنية الكبيرة في أخريات الليل. تحمل الأثقال وتشقى في مصانع الصلب والحديد.
لقد ابتذلت المرأة وأهينت كرامتها، وابتعدت عما يليق بها في حضارة التيه والضياع، ناهيك عن تحملها مصاريف الحياة اليومية أو مشاركتها في ذلك لزوجها إن كانت ذات زوج.
فريسة سهلة
إن متاعب الحياة ومشاقها في ديار الغرب كثيرة إذْ ما تزال المرأة هناك تتقاضى نصف أجر الرجل في أغلب مجالات العمل.
كما أن المرأة إذا أرادت الزواج أن تتنازل عن اسمها واسم أبيها لتصبح تابعة لزوجها حتى في الاسم هذا ومن المعلوم أن المرأة في أوروبا هي التي تدفع المهر للرجل وليس العكس.
ونتيجة لتردي وضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي؛ فإنها تصبح فريسة سهلة لسماسرة البغاء الدولية، كما أنها تستخدم لترويج البضائع ودائماً ترى صورة امرأة فاتنة للإعلان عن أي شيء، حتى ولو لم يكن له علاقة بالمرأة.
وقد نشرت “جريدة الشرق الأوسط” أن جمعيات حقوق المرأة في بريطانيا نظَّمن مظاهرات صاخبة احتجاجاً على استعمال المرأة في ترويج البضائع، ومن ذلك إعلان يقول: “السيارة السوبر مثل العشيقة، أما السيارة الصالون فهي مثل الزوجة”.
ولا تكاد تجد إعلاناً عن أية مادة من المواد إلا وتطالعك صورة حسناء شبه عارية تدعوك لشراء تلك السلعة.
تحرش واذلال
فيما تهان المرأة في الغرب على مسمع من الجميع فيعتبر التحرش بالمرأة من أسباب النكد في الحياة الغربية، حيث تشير رئيسة معهد النساء العاملات في نيويورك إلى أن المضايقات الجنسية لا تقتصر على الاعتداء الجسدي بل إن الكلام البذيء، والنكات الفاضحة تشكل نوعاً من الاعتداء على المرأة .
فكم من واحدة أصيبت بالأمراض الجسدية كالصداع والقيء وعدم النوم نتيجة لهذا الوضع السيئ الذي تعيش فيه المرأة، وكم من واحدة اضطرت إلى أخذ الحبوب المهدئة لتستطيع الذهاب إلى العمل كل صباح، ثم سماع تلك الأسطوانة الممجوجة من الغزل البذيء.
سماسرة الدعارة
وضع المرأة في المجتمعات الغربية فهناك من يضعها :
فتاة الغلاف.
ومضيفات الطيران، والإعلانات التجارية، والجاسوسة الحسناء، وسوق الجنس، وملكات جمال العالم.
وسماسرة الدعارة، فهل من منصف لهذه المرأة التي تعيش اليوم في ماخور كبير، ونظرة إلى صحافة المرأة، وأفلامها، ومعارض أزيائها، ومسابقات جمالها، ومراقصها، وحاناتها، وإذاعاتها؛ نظرة لترى الأوضاع المثيرة، والإيحاءات المريضة وفي الأدب والفن وأجهزة الإعلام كلها؟ وكل هذه الأشياء تتخذُ المرأة وسيلة لجمع المال وتثميره، فهي عمليات نصب واحتيال وابتزاز تلبس ثوب الحرية والديمقراطية… هذا إلى جانب التدهور الخلقي، والانحلال الاجتماعي، الذي أصبح يهدد كل بيت وكل نظام، وكل تجمع إنساني، نظرة إلى هذا كله تكفي للحكم على المصير البائس.