أكراد المنطقة العربية.. هل من صحوة لدروس التاريخ !؟»

هشام الهبيشان

 

 

اليوم لا يمكن إنكار حقيقة إن بعض الأكراد المُسيّسين، يحاولون منذ عشرات السنين، البحث عن وطنٍ لهم على حساب العرب، ولا يهمهم للوصول إلى هذا الهدف ،التعامل والتعاون مع أعداء العرب، ولنا بالتجربة العراقية خير شاهد ودليل ، منذُ أيام الزعيم الكردي – الملا مصطفى البارزاني الذي تعاون أحياناً مع شاه إيران، وأحياناً كثيرة مع العدو الصهيوني، ليتسبب في الكثير من الحروب في شمال العراق، منذُ أيام أول رئيس للجمهورية في العراق ـ عبد الكريم قاسم ـ و انتهاء بأيام الرئيس السابق صدام حسين، بحجة البحث عن حكم ذاتي للأكراد، ولكن حقائق الواقع والتاريخ تؤكد أن الأمريكي لطالما تخلى عن الأكراد حين يرى الأمريكي أن مصلحته تتطلب رفع الغطاء السياسي والعسكري عن الأكراد، وهذا السيناريو حصل في العراق وسيتكرر في سورية ،وللأسف مازال بعض الأكراد يراهنون على الأمريكي ولم يتعلموا من دروس التاريخ ،ويكررون ذات الأخطاء .
وهنا بالتحديد لا يمكن أنكار حقيقة أن طيفاً واسعاً من أكراد سورية ، مازالوا بخندق سورية الدولة ووحدتها، واليوم بسورية، تمتد مناطق تواجد الأكراد على مساحاتٍ واسعة إلى حدّ ما بشمال وشمال شرق سورية “ عين العرب ،عفرين ، رأس العين ،القامشلي ، جرابلس ،الحسكة “،وهم يشكلون ما نسبتهُ 6% تقريباً من عدد سكان سورية ،وهنا يجدرُ بنا التنويه، إن بعض أكراد سورية ، كان لهم موقف خاص من مسارات الحرب على سورية ، والتزموا مسار الحياد المرتكز على موقفهم الداعم للدولة السورية.
وما كنا نسمعهُ يومياً من حديثٍ لبعض القوى الكردية والشخوص الراديكالية، عن نيّتها إنشاء إقليم أو بالأحرى دولة مستقلة في شمال شرق سورية، هذا الحديث حينها كان يدل على انتهازية بعض الأكراد الراديكاليين، ومن يقف بصفّهم، فلقد أثبتت المرحلة الحالية ، انتهازية بعض قادة الأكراد السياسيين، وهذه الانتهازية نفسها هي ما  تجعلهم بوقت تيقنهم من تخلي الأمريكي عنهم يتعاملون مع الدولة السورية، للحصول على مكتسبات قومية من جهة، فيما يتعاملون مع ما يُسمى القوى الدولية الداعمة لما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة منها والمتطرفة منها .. على أساس أنهم فصيل أساسي من فصائل المعارضة .
ولكن بعد بدء التنظيمات المتطرفة المدعومة من التركي ،لمعارك واسعة، تستهدف أماكن تواجد الأكراد “وبدعم وتحريض أمريكي وبتواطئ من بعض القيادات الكردية الانتهازية “، اضطر الاكراد لحمل السلاح، لحماية أنفسهم وأماكن تواجدهم، ومن هنا استغل البعض من الاكراد مدعوماً بأجندة دولية، حمل السلاح للاكراد ،لاستثماره بمواقع أخرى، سعياً من هؤلاء لحرف مسار بوصلة اكراد سورية لغير موقعها الصحيح.. من خلال الحديث والمطالبة بحكمٍ ذاتي للاكراد، وفي مناطق واسعة من شمال شرق سورية.
ختاماً ،اليوم ، يبدو واضحاً أن محاولة بعض الساسة الأكراد السوريين، المرتبطين والمدعومين بأجندة خارجية،”انشاء دويلة كردية “ في شمال شرق سورية،قد فشلت فشلاً ذريعاً ، فهؤلاء حاولوا استغلال سوء الأوضاع السياسية في سورية، لتحقيق مكاسب قومية، ووصلت بهم “الوقاحة”، للاعتراض على وحدة سورية وعروبتها، وهنا نقول، إنّ من حقّ الاكراد أن يكون لهم هوية ثقافية قومية داخل أيّة دولة عربية، ولكن ضمن إطار الهوية السياسية العربية لهذه الدولة، وليس السعي لانتزاع هذه الحقوق بقوّة السلاح … ولكن للأسف مازال بعض أكراد المنطقة يكررون نفس الأخطاء التاريخية … ويتلقون الطعنات تلو الطعنات من الأمريكي الذي يستغلهم كأدوات جاهزة حين الطلب لمعاركه في المنطقة ككل .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com

قد يعجبك ايضا