واشنطن تدفع بالقاهرة إلى الجحيم

هاشم الاهنومي

 

 

سعت الولايات المتحدة وإسرائيل ومعهما دول الخليج عبر ممارسة الضغوط على مصر لتوريطها منذ عام 2015م في عمل عدواني ضد اليمن، وبالرغم من أن مصر هي إحدى دول ما يسمى بالتحالف إلا أنها اتخذت موقفاً حذراً على عكس بقية الدول العربية تجاه اليمن، لكن هذه المرة تشير الوقائع والشواهد إلى أن القاهرة ربما فقدت توازنها الحذر ورضخت للضغوط والمغريات.. فهل من الممكن عودة القاهرة إلى رشدها قبل فوات الأوان وقبل السقوط في البئر أو بالأصح ما صار يعرف بالمستنقع اليمني؟
تزامناً مع يوم انطلاق ما تسمى قمة واشنطن الأمريكية- الافريقية في الـ 12 من ديسمبر 2022م، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن تولي قيادة المهام المشتركة (153) تحت شعار “حماية حركة الملاحة البحرية ومكافحة الإرهاب في مناطق البحر الأحمر، وخليج عدن وباب المندب”، بعد تلقيها القرار من ما يسمى مجلس الأمن الدولي الذي يعتبر مسؤولاً مباشراً عن سفك دماء اليمنيين بشكل يومي وبشتى الأنواع الإجرامية تحت قيادة أمريكية إسرائيلية خليجية.
فالسياسة المفبركة التي وضعت تحت شعارات وادعاءات وسياسة الأمريكيين والإسرائيليين وأدواتهم في المنطقة ومرادهم الأساسي هو الزج بمصر في مستنقع وبئر لا مفر منه، فعلى القيادة المصرية أن تنظر الى محيطها ومستقبل بلدها، فسيادة اليمن لا مساومة ولا تفريط فيها، فتصريحات وتحذيرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياس الأعلى أوضح من عين الشمس وثبات وصمود صنعاء على مدى أكثر من 8 أعوام تحت القصف والحصار الجائر وتضحيات أبناء شعبنا اليمني من أجل الحرية والاستقرار خير دليل وعبرة، فزمن الوصاية ولَّى .. فهناك مثل شعبي يمني يقول ((شوف مخرجك قبل مدخلك))، فالقوات المسلحة اليمنية قادرة على الحفاظ على سيادة بلدها أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي ثروات وسيادة اليمن خط أحمر، فمن قرب منها انتهى.
إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية بجدوائيتها الحالية برفقة أدواتها هو في الاعتبار سياسة جيوسياسية لوبية لزعزعة الأمن المصري وفتح صراعات تجارية تصب لصالحها، فتسعى لفتح الثغرات من أجل سد الفجوة والأزمة الحاصلة في الجيب الأمريكي فاتجهت نحو صيدها عاصمة مصر ((القاهرة)) ووضعت الاكليل على متنها، وولَّت خلف الجدار والقضبان في انتظار ما يحل بالبلاد المصرية، فالقرار آنياً للقاهرة ..والوقت متاح والصبح قريب، فمن المفترض أن تراجع وتستعيد توازنها قبل فوات الأوان.
والله من وراء القصد

قد يعجبك ايضا