العليمي..عميل وجاسوس أيضاً

يكتبها اليوم / عبدالله الأحمدي

 

 

بداية لا علاقة للعليمي بالعمل السياسي والأحزاب إلا بكونه مخبرا يتسقط الأخبار من هنا وهناك وينقلها إلى عفاش الرئيس حينها.
العليمي بدأ حياته مندسا في الجماعة الناصرية في سبعينيات القرن الماضي ومنذ تلك المحطة الاستخبارية بدأ نجمه في الصعود كمخبر مخلص لسيده ومشغله رأس السلطة ، بعد إرسال العديد من التقارير عن الجماعة الناصرية.
وعندما تحول الكثير من الناصريين بعد حركة اكتوبر الى متعاونين مع عفاش ترقى العليمي لأن يكون عميلا للمخابرات الامريكية التي منحته توصية للمخابرات البريطانية والسعودية لترقيته.
ومكافأة له على تزوير انتخابات ١٩٩٧م النيابية التي حقق فيها عفاش الأغلبية الساحقة على الشعب – كما قال الارياني – ُُعُين العليمي مديرا لأمن تعز، لقمع المعارضة التي قاطعت الانتخابات حينها ، فقتل أكثر من خمسة مواطنين خارج القانون؛ مما أهله للصعود لوزارة الداخلية ليتولى مهمة القتل والاغتيالات وحماية كرسي الحاكم المتسلط، كما قام بتجنيد بائعات الهوى كجواسيس على الناس.
في الداخلية توسعت مهام العليمي الاستخبارية، وأصبح منفذا محترفا لتوصيات السفارات الأجنبية.
وفي نيابة رئاسة الوزراء والداخلية كان على إطلاع كامل على كل أسرار البلاد وكان يسربها للجهات الأجنبية أولا بأول ، مما زاد تلك الجهات وثوقا به.
وفي تلك المرحلة هطلت عليه الأموال كالمطر من الداخل والخارج، فأسس أكثر من عشرين شركة في مجالات عدة نفطية وغير نفطية.
وكان مستعدا بالمال والخبرة الأمنية لمثل هكذا منصب هطل عليه مؤخرا من سماء محمد بن سلمان.
بعد الثورات الشعبية التي أسقطت عرش رئيس عصابة ٧/٧ تولت السفارات التأشير لعملائها بترك صنعاء؛ والهروب الى الرياض وكان العليمي أحد أولئك الذين هربتهم المخابرات الأجنبية ، لكن الرجل – بحكم مناصبه الأمنية – كان يحمل ملفات خطيرة استخدمها العدوان كإحداثيات لقتل المواطنين، وضرب المنشآت المدنية والعسكرية.
وفي الرياض بداية عينه العدوان بمنصب مستشار بل جاسوس على الخائن هادي المسجون وكان الامريكان والسعوديون يؤهلون العليمي كبديل للفار هادي الى حين فرضه.
الأخطر من هذا كله أن العليمي معين كمشرف للمشروع الذي تقوم السعودية بتنفيذه في أراضي حضرموت والمهرة للوصول إلى البحر العربي والمحيط الهندي وقيل أن السعودية وضعت مئات المليارات من الدولارات والريالات السعودية تحت تصرف العليمي لشراء الشخصيات والأصوات المعارضة لهذا المشروع الاحتلالي.
بعد نجاح العليمي في هذه المهمة كافأه محمد بن سلمان بتعيينه رئيسا لمجلس العار المشكل في الرياض السعودية والذي ضم شلة من العملاء والمرتزقة.
لم يكتف العليمي بالأموال التي جمعها من الداخل والخارج،بل مازال يمارس النصب والاحتيال وسرقة المال العام والمنح الدراسية والمناصب الحكومية لأولاده وأهله وذويه والمقربين منه.
وآخر سرقة قام بها هذا العليمي هو ما تسرب من أمره إلى المرتزق المعين في منصب وزير النفط في المسماة حكومة اللصوص بصرف عشرة ملايين دولار لابنه عبدالحافظ رشاد العليمي؛ في الوقت الذي يطل على الناس في قناة العبرية ( العربية ) قائلا : إنهم عاجزون عن صرف المرتبات، لأن صنعاء تمنع سفن نهب النفط من الوصول الى مؤانئ التصدير.
تعيين العليمي على رأس مجلس عار الرياض يأتي لمهمة خطيرة، ومؤامرة قذرة تدبرها السعودية مستعينة بالدول الامبريالية ( امريكا وبريطانيا وفرنسا ) تلك المؤامرة هي فصل حضرموت والمهرة عن الجسد اليمني وإلحاقهما بالسعودية وتلك أطماع معروفة منذ ما قبل الاستقلال الوطني لجنوب اليمن.
سكوت العليمي ومجلسه الخاسع، ومن معه من المرتزقة يشير الى أنهم متورطون في هذه الخيانة، وأنهم قد قبضوا الثمن،بل وبصموا على تلك العملية الخيانية.
ما يجري في حضرموت من تصعيد للجماعات الانفصالية، ورفع علم سلطنة حضرموت، وسكوت مجلس العار والخيانة على ذلك ربما يكون الفصل الأخير من مسلسل المؤامرة التي تسعى لتقسيم اليمن !!
ولكن هيهات للعملاء والاعداء ذلك!

قد يعجبك ايضا