نشاطات أمريكية وأوروبية تحت عناوين "تمكين المرأة في اليمن"شعارات براقة وغايات خبيثة ومعادية
حملات دعائية وهجومية وتحريضية أطلقتها ماكينة الدعاية الأمريكية التي تتخفى تحت عنوان “المجتمع المدني”
ضرب كيان المرأة هدف تسعى أمريكا من خلاله إلى تمزيق المجتمع وتكرار ما فعلته في العراق من خلال النساء
الثورة /صنعاء
بدا لافتا النشاط الأمريكي والغربي المكثف في اليمن تحت عنوان “تمكين المرأة” ، خلال الأسابيع الماضية عقد أمريكيون وأروبيون لقاءات واجتماعات متعددة مع عدد من النساء في عدن وفي عمان بل واستضافوا نساء يمنيات إلى عواصمهم ضمن خطة شاملة تعمل عليها أمريكا والغرب.
وتبنت الجماعات التي تطلق على نفسها “المجتمع المدني” المدعوم من أمريكا والغرب حملة إعلامية مكثفة تشن هجوما لاذعا على مؤسسات الدولة الوطنية في صنعاء ، بدعوى “التضييق على حقوق المرأة” ، كما أصدرت عشرات المنظمات والناشطات بل وحتى السفارات الغربية بيانات ورسائل تحمل ذات العناوين.
وفي البيانات التي صدرت عن سفارات أمريكا والدول الأروبية بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة ، صوبت حملتها المشبوهة ضد اليمن وبعنوان حقوق المرأة ، غير أنها ادعاءات واستثارات زائفة هدفها إثارة عناوين سياسية يتم تحويلها إلى أوراق ضغط سياسية وأمنية.
أنشأ تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا وتشارك فيه دول الاتحاد الأوروبي مئات المنظمات التي تنشط تحت هذه العناوين ، ظهرت مؤخرا في حملات منسقة تثير ذات العناوين والقضايا وبشكل غير مسبوق ، كل المنظمات تنشط في حملات هجومية تحريضية ودعائية ضد الدولة في صنعاء ، بينما تخفي المذابح التي تعرضت لها النساء اليمنيات بطائرات العدوان وصواريخه خلال ثمانية أعوام.
وحتى المفوضية السامية التي أصدرت بيانا بالذكرى تجاهلت عن عمد الجرائم التي تتعرض لها نساء اليمن اللاتي سقطن شهيدات وجريحات في العدوان الذي تقوده أمريكا والسعودية على اليمن بالقنابل والصواريخ الأمريكية الفتاكة والمحرمة ، وذهبت لتتحدث عن حقوق المرأة التي تدعي بأنها منتهكة من قبل الدولة اليمنية.
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة هو يوم حددته الأمم المتحدة سنويا لمواجهة العنف الذي يقع على المرأة باختلاف صوره وأشكاله ، وفي المقابل وقفت الأمم المتحدة ودعمت وأيدت من قام بقتل هذه المسنة اليمنية والمقتولة بفعل غارات تحالف العدوان الأمريكي ، ووراء حملة تمكين المرأة ما وراءها.
أمريكا وسياسة ضرب كيان المرأة
قامت أمريكا باحتلال العراق بالقوة العسكرية الغاشمة 2003 ، بدعوى الكيماوي الذي اتضح بأنه كذبة أمريكية فاضحة ، وبدعوى الحرب على القاعدة بقيادة أسامة بن لادن التي أنشأتها أمريكا ومولتها في حربها ضد السوفييت وأمدتها بصواريخ استنغر محمولة على الكتف)، لم يكن من بين من زعمت أمريكا أنهم متهمين عراقي واحد ، لكن جورج دبليو بوش قررت احتلال العراق بعد أن حاصر جورج بوش الأب، العراق لمدة 13 عاماً، لم يجد فيها المواطن العراقي لقمة الخبز.
سقط ضحية هذه الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق ما يقارب مليوني شهيد عراقي، في المقابل استطاع الشعب العراقي أن يقاوم الاحتلال ويكبده خسائر فادحة ، وقامت المقاومة العراقية بتحويل هذا الاحتلال إلى كابوس، فلم يَنعُم الأمريكي بهذا الاحتلال، وأصبح تردد الجنود الأمريكيين إلى عيادات الطب النفسي أمراً روتينياً لما يرونه من أشباح وأبطال المقاومة في العراق.
أدركت أمريكا أن كلفة كبيرة لحربها واحتلالها للعراق ، فاتجهت إلى اختراع وابتداع مفاهيم جديدة للحرب ضد بلدان الشرق الأوسط.
انطلقت هذه المفاهيم والعناوين من محورين: الأول هو نشر الفوضى الخلاّقة، وتشكيل وإنشاء أدوات وحشية تضرب النسيج الداخلي (كداعش) على سبيل المثال لا الحصر ، . وقامت أمريكا بتهيئة الظروف للتكفيريين وتمويلهم وتسليحهم ثم فتح طرقات وصولهم إلى حيث تريد وركزت على العراق وسوريا ، وقامت هذه العصابات بحرب إبادة وتطهير ، في المقابل كانت أمريكا تبرر بقاءها بمواجهة هذه الجماعات المارقة.
ولم تنجح هذه الخطة في المساعدة على السيطرة على العراق بسبب المقاومة العراقية الممثلة بالحشد الشعبي ، لذلك بدأت الحكومة الأمريكية بالمحور الثاني والذي يُطلق عليه في العلوم السياسية “الحرب الناعمة” “soft power” ، هذا المصطلح الذي طوّره أستاذ العلوم السياسية “جوزيف ناي” والذي يقوم على مبدأ أن الولايات المتحدة تستطيع أخذ ما تريد دون استخدام “القوة الصلبة” أي الحروب وذلك من خلال القوة الناعمة وتغيير المفاهيم والعادات والتقاليد.
بدأت أمريكا وسفارتها في العراق بالتحرك ضمن مجموعات المجتمع المدني والبرامج التي تقدمها السفارة الأمريكية. تتألف هذه البرامج من مجموعة كبيرة للغاية، ولكن من أهم هذه البرامج هو البرنامج الذي استهدف المرأة العراقية خصوصا الفتيات ما بين 15 إلى 19 عاماً، لما لهذه الفئة العمرية من تأثير أساسي على مستقبل العراق.
وضعت السفارة الأمريكية وأمريكا بشكل عام عناوين برّاقة لهذه البرامج كتعزيز قيادة المرأة وتمكينها ، غير أنها لم تقدم شيئا للمرأة في حقيقة الأمر لكنها دفعت شريحة واسعة إلى التحرك ضمن أهداف خفية.
ركزت البرامج الامريكية على استقطاب النساء في العراق ودفعهن إلى التعرّي باعتبار ذلك هي الحرية ، بل وتحركت هذه البرامج إلى أهداف أعمق كالقول بحق المرأة في الإجهاض ، والحق في ممارسات غير أخلاقية.
لاحقا استخدمت أمريكا هذه المجموعات النسائية والشبابية في إحداث فوضى تحت عنوان ثورة تشرين التي أتاحت لأمريكا فرصة احتلال أطول للعراق ونهب ثرواته والسيطرة على مقدراته.
المرأة عنوان ، ووراء العنوان أهداف أمريكية خبيثة تسعى إلى استخدام النساء في معترك يحقق لأمريكا أهدافها في اليمن ، وعلى الجميع التنبه وبحكمة وبما يفشل هذه الحرب.