معرض نموذجي في كل محافظة ضمن فعاليات أسبوع الشهيد:

معرض الشهيد.. لفتة وفاء للشهداء 

 

 

سطروا أروع الملاحم البطولية في مواجهة قوى العدوان، فاستحقوا الخلود في ذاكرة الوطن.
رحل الشهداء العظماء إلى جوار ربهم وبقيت تضحياتهم التي بفضلها يتنفس الشعب اليمني الحرية والعزة ، كما تخلدت أسماؤهم وصورهم في قبورهم وفي الشوارع وأيضاً معارض الشهداء التي أقيمت في جميع المناطق والعزل بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد وبتشكيلات فنية مختلفة واعتبرها الناس مزاراً لهم ليتعرفوا على شهدائهم الأبطال الذين تركوا الدنيا ليعيش غيرهم حياة الكرامة، وحان الوقت الآن لرد بعض جميلهم وبوسائل مختلفة منها إقامة هذه المعارض الجميلة للشهداء والمشاركة فيها ولتكون أيضاً رسالة للأعداء أن الشعب اليمني لن ينسى شهداءه الكرام مهما طال الزمن وسيظل يخلد ذكراهم وصورهم في كل مكان محرر لن تدنسه أقدام المحتل والعميل والمرتزق.. 
«الثورة» استعرضت تفاصيل هذه المعارض والتقت عدداً من الزائرين لها وخرجت بالحصيلة التالية:

الثورة / أحمد السعيدي

مع كل عام يمر على الذكرى السنوية للشهيد يتم افتتاح عدد من المحافظات اليمنية معرضاً نموذجيا واسعا عن تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله ونصرة الحق والمستضعفين في الأرض عرضت فيه أساليب مبتكرة النضالات الطويلة في مسيرة التضحية والفداء على النهج القرآني، حيث أقيمت هذا العام فعاليات وافتتاح لمعارض الشهيد في اغلب محافظات ومديريات الجمهورية اليمنية في كل من صعدة وتعز وذمار وحجة وعمران وإب والبيضاء والضالع وريمة والحديدة ومارب والجوف وسط حضور كبير من أسر الشهداء والشخصيات الاجتماعية والمثقفين وعدد كبير من القيادات العسكرية والسياسية والأكاديمية والاجتماعية ، وعدد كبير من الزوار والضيوف وعدد من أسر الشهداء  ورافق افتتاح هذه المعارض العديد من الأنشطة الفنية والإنشادية والشعرية والندوات الفكرية الكبيرة والعظيمة جسدت تضحيات ودماء الشهداء العظماء الذين قدموا أرواحهم وأموالهم في سبيل إعلاء كلمة الله ، ونصرة الحق والمستضعفين، حيث تحرص اللجان التنظيمية لهذه المعارض على إبراز لوحة عملاقة في مدخل المعارض لعرض صور وأسماء شهداء آل بدر الدين وعلى رأسهم قائد المشروع القراني الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، وبشكل محاور يشارك كل المبدعين والفنانين والتشكيليين من أبناء الوطن وفي كل المجالات المتنوعة الفنية والإبداعية والثقافية ، وتحتوى بعض المعارض على قسم لصور شهداء الحروب الظالمة على أبناء محافظة صعدة والمحافظات الأخرى خلال ست حروب عبثية وغاشمة ثم شهداء العدوان وشهداء الأمن والجيش وجميع الشهداء وتخصص هذه المعارض عادة جناحاً لأروع عروض الفن التشكيلي التي تشاطر الشهداء أحلامهم ، وتقاسم الشهداء الأحياء ” الجرحى ” معاناتهم وفرحتهم بالفوز الإلهي ،ويشهد افتتاح هذه المعارض ازدحام المواطنين منذ الصباح أمام البوابات للدخول إلى المعارض، التي تستمر أسبوعاً كاملاً يتخللها العديد من الأنشطة.
اهتمام القيادة السياسية
الاهتمام بهذه المعارض يأتي بشكل مباشر من قيادة الدولة، حيث افتتح رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، بصنعاء معرض الشهداء القادة، تزامنا مع الذكرى السنوية للشهيد 1444 هـ. وقرأ الرئيس المشاط ومعه رئيس هيئة الأركان محمد عبدالكريم الغماري، وقائد اللواء الثالث حرس رئاسي اللواء فؤاد العماد، الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار. وجال الرئيس المشاط ومرافقوه بأجنحة المعرض، منوها بمستوى التنظيم والترتيب للمعرض الذي يبرز تضحيات الشهداء في سبيل الله والدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله. وعبر عن التحية والإجلال للشهداء العظماء الذين جادوا بأرواحهم من أجل أن ينعم الوطن بالأمن والاستقرار، وزار الرئيس المشاط ومن معه ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ومرافقوه، في ميدان السبعين، وقرأوا الفاتحة على أرواحهم وكل شهداء الوطن وأشار إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية للشهيد بالشكل الذي يليق بمكانة الشهداء الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في مواجهة قوى العدوان، وبفضل تضحياتهم تحققت الانتصارات.
مزار للناس
«الثورة» وخلال زيارتها التقت عدداً من المشاركين، حيث كانت البداية مع الوالد يحيى معيض الذي ظل واقفاً متأملاً في صور الشهداء في المعرض الذي احتضنه قصر الشباب بشارع عمران جوار مبنى التلفزيون أمام الملعب وكان مبتسماً ومتعجبا في نفس الوقت من الحضور الكبير لهذا المعرض، وعندما اقتربنا منه وسألناه عن سبب حضوره وما الذي لفت نضره في هذا المعرض فرد قائلاً:
” حضرت اليوم للبحث عن صورتيّ الشهيدين ابني محمد معيض وابن أخي زيد معيض والحمد لله وجدتهما في هذا المعرض ولقد تشرفت بالمشاركة في هذا المعرض الرائع الذي أعجبتني فيه نسبة الاقبال الكبيرة والتي تدل على وعي الناس أولاً بعظمة هؤلاء الشهداء ودورهم الكبير في الدفاع عن الوطن والعرض من دنس الغزاة والمحتلين الذين لولاهم لدخلوا إلى بيوتنا وهتكوا أعراضنا كما يحدث في المناطق التي يسيطر عليها العدوان وتدل مشاركة الناس في هذه المعارض على أن لكل أسرة شهيد قدم روحه في سبيل الله والوطن فلا يوجد أحد ليس لديه شهيد من أهله أو قاربه أو أصدقائه ولا بد من رد الجميل لهذا الشهيد على الأقل بحضور هذه المعارض وإقامتها والابداع فيها”.
إبداعات فنية
أما الأخت أم علي – زوجة الشهيد بندر احمد، فقد وصف هذه المعارض بالرائعة ليس لأنها تذكرنا بأبطالنا الذين استشهدوا فقط بل للتنظيم الرائع لهذه المعارض والملموس، حيث يدخل البهجة والسرور لكل من يزور هذه المعارض.. واعتبرت الأخت أم علي هذه المعارض مميزه في كل شيء ولها جمالية خاصة بداية باختيار المكان ثم الاستقبال الرائع مع الوصف والشرح ثم تعليق الصور بطريقة نموذجية وفقرات فنية وإضافة شيء جديد كل عام للتطوير والتحسين من ناحية الصور الكرتونية والمضيئة والمنحوتة والمرسومة وغيرها من الوسائل التي تجعل المعرض يبدو بأحلى صورة تنال استحسان الزائرين.. وأكدت زوجة الشهيد بندر أن هذه اللمسة ليست إلا بعض من الوفاء ورد الجميل للشهداء الأحياء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله.
شهداؤنا وقتلاهم
بدوره قال الأخ وليد النعماني- مدرس حكومي عن هذه اللفتة في حق الشهداء وذويهم:
“تحمل هذه المعارض للشهداء رسائل عديدة أهمها للعدو ومفادها أن هناك فرقاً شاسعاً بين رجالنا الشهداء الذي يسقطون في ساحات الوغى باذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن وبين قتلاهم الذي يسمونهم شهداء وهم يقاتلون أبناء جلدتهم في صف المعتدي الخارجي، الذي دفعه اليهود والنصارى لقتال أبناء اليمن شعب الإيمان والحكمة، ولعل الفرق واضحاً بيننا وبينهم في تخليد ذكر شهدائنا، الذين تقام لهم مناسبات وفعاليات في  الحي الذين يسكنون فيه وتوارى جثامينهم فيه ليتذكرهم أهاليهم وأصدقاؤهم وأبناء الحي وكل من يعرفهم ، أما قتلاهم فيتم نسيانهم ولا يذكرونهم ولا أحد يعلم عنهم شيئاً، وهذا لأنهم باعوا أنفسهم رخيصة فباعهم الشعب ومن يعرفهم أمواتاً ولا ذكرى سنوية تقام لهم ولا معارض تخلد صورهم وأسماءهم ولا مراسيم جنائزية حاضرة كتلك التي نستقبل بها شهداء الجيش واللجان الشعبية، فشتان بين الحر والمرتزق والوطني والخائن العميل”.

قد يعجبك ايضا