أرقام صادمة ومساعدات خجولة – أوروبا تعبت ومصير اللاجئين في مقطورات – عودة الحرب في البلقان بين الصرب والألبان

الثورة / متابعات / محمد الجبلي

بعد فشل المفاوضات في أوروبا بين النقابات العمالية والسلطات لتحسين الوضع المعيشي بما يتماشى مع ارتفاع الأسعار وتكلفة الطاقة، لجأ العمال إلى استخدام الاضراب وشل الحركة للضغط على الحكومات، الأمر الذي سيكلف الخزينة خسائر كبيرة في حال توقف العمل.. السلطات منشغلة بتقديم المساعدات العسكرية لمنطقة النزاع في أوكرانيا، في حين يجد المواطن نفسه في آخر سلم الأولويات في سلم نشاط الحكومات..
صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية كشفت عن رقم صادم قد يؤدي لكارثة إنسانية في المملكة المتحدة، حيث تقول الصحيفة: إن إضراب الممرضين المقرر اجراؤه في منتصف ديسمبر ويوم 20 ديسمبر سيؤدي إلى إلغاء حوالي 15 ألف عملية جراحية مخطط لها.
ووفقاً للصحيفة، يوجد 7.2 مليون بريطاني على قائمة انتظار العمليات، منهم 400 ألف ينتظرون منذ أكثر من عام.
ومن المتوقع أن يشارك حوالي 100 ألف ممرض وممرضة في الإضراب، ما يشكل كارثة صحية وسط إضرابات لم تشهدها البلاد لعقود في ظل الأزمة.
الاحتجاجات في النمسا عادت بزخمها الكبير، ففي فيينا نظم المئات من المواطنين مسيرة احتجاجية لمطالبة السلطات بإعادة النظر في العقوبات ضد روسيا والحفاظ على حياد البلاد.
المستشار النمساوي وتحت ضغط الاحتجاجات، أكد على استمرار التواصل مع الرئيس الروسي والحوار معه، لإيجاد مخرج من الأزمة وانهاء الصراع.
أما الرئيس الفنلندي فتراجع بسرعة مفرطة عن مواقفه، حيث يقول ساولي نينيستو ” من المهم مواصلة التعاون مع روسيا خلال الوضع الحالي، مؤكداً أن التعاون الإداري شبه يومي بين البلدين”.
بولندا وألمانيا صراع خرج عن السيطرة..
بولندا تستفز ألمانيا وتحاول ابتزازها بالتعويضات، سفير بولندا لدى ألمانيا يقول: أن بلاده لم تغلق مسألة المطالبة بتعويضات من برلين عن أضرار الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن هذا المطلب يحظى بدعم البولنديين.
البولنديون يثورون من خلال تظاهرات ومسيرات غاضبة على الاوكرانيين، وولاء سلطات البلاد لأوكرانيا، معتبرين أنه السبب في زيادة معدلات الفقر هذا العام.
صراع بولندا وألمانيا خرج عن سيطرة الدبلوماسية، حيث تقول صحيفة نيويورك تايمز: لقد أضر الصراع حول منظومات باتريوت بحلف شمال الأطلسي، جوهر الخلاف بين الجارتين هو أن ألمانيا تريد وضع المنظومات في بولندا، بينما الأخيرة تريد وضعها في أوكرانيا، حيث ترى السلطات الألمانية في بولندا جاراُ يسعى لتوريطها في صراع مباشر مع روسيا.
ورداً على تذمر بولندا وتخوين جارتها ألمانيا، أكد ممثل في البرلمان الألماني، أن بلاده رفضت نقل منظومات باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا، لأنها جزء من نظام الحلف الدفاعي، وقال ساخراً ” ألمانيا ليس لديها منظومات باتريوت مجانية لنقلها إلى أوكرانيا”.
ومع تزايد القتل وانتشار الجريمة في جميع الولايات الألمانية، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية ذات الميول المنحرف عزم بلادها تشديد قانون حمل الأسلحة.
علاقة أنقرة بموسكو تشكل قلقاً لقادة الاتحاد الأوروبي ، حيث يقول بوريل ” العلاقات التجارية بين تركيا وروسيا وعدم استعداد أنقرة للانضمام إلى العقوبات الغربية تشكل أسباباً للقلق في الاتحاد الأوروبي.
المطالبات بغاز رخيص مجرد سراب..
تعاني الدول الغربية من ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة والتضخم، بسبب العقوبات ضد روسيا، حيث ذكرت صحيفة بلومبيرغ أن التحالف المكون من 12 دولة أوروبية طالب بخفض أسعار الغاز لتخفيف الأزمة في وضع أفقد الصناعات مزاياها التنافسية.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “معلقاً”: يصرح الأوروبيون عن رغبتهم بالتخلص من تبعية الاعتماد على روسيا بالغاز، لكن في الوقت نفسه، إنهم لا يصرحون بأنهم يريدون استبدال تبعية واحدة بتبعية أخرى.. لقد استبدلوا الآن الاعتماد على الغاز الروسي بالاعتماد على الغاز الطبيعي الأمريكي المسال”.
وتابع بيسكوف: “وعندما يخسر الأوروبيون مليارات اليوروهات كل يوم، فإن هذه المليارات من الدولارات يتم جنيها بالفعل في واشنطن”.
سخط بسبب الأزمة وسياسة الاتحاد العنصرية.
في ظل هذا الواقع للداخل الأوروبي المتفكك، يواصل قادة الاتحاد تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مجلس الاتحاد أعلن موافقته على تشريعات تسمح بتزويد الأوكران بدعم ائتماني بقيمة 18 مليار يورو العام المقبل.
القرار الأوربي واجه موجة ساخطة في الشارع الذي بدأ يطالب حكوماته بالانسحاب من الاتحاد الموحل بالفساد، اللافت أن ما أثار الاستياء هو أن أوكرانيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، ويعمها الفساد أكثر من هنغاريا العضو، التي مُنعت من الأموال المقررة لها، إلا أنه يتم إقراض أموال الاتحاد لكييف، بينما اتهمت بودابست بالفساد وتم حرمانها منها.
رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان اتهم قيادة الاتحاد الأوروبي بمحاولة فرض سياستها على أفراد المجتمع على حساب مصالحها الوطنية.
الإدارة الأمريكية حتى تكون القدوة، تعلن بين حين وآخر عن تقديم مساعدات بمئات ملايين الدولارات، معظمها من غنائم الحرب العالمية الثانية وخارجة عن الخدمة تم إصلاحها وعدد محدود من الذخائر والأسلحة الجديدة.
آخر مسلسل الخداع، قررت واشنطن إرسال مساعدات جديدة بقيمة 275 مليون دولار، تشمل صواريخ هيمارس و80 ألف قذيفة عيار 155 ملم ، وأجهزة مضادة للطائرات المسيَّرة وآليات وسيارات إسعاف ومعدات طبية بالإضافة إلى 150 مولداً كهربائياً.
أوروبا تعبت من اللاجئين
ورغم الاستياء الشعبي الواسع تجاه اللاجئين الأوكران، نقلت صحيفة “بيلد” الألمانية عن بدء السلطات الألمانية بتسكين اللاجئين في مقطورات متنقلة لعدم وجود أماكن لاسكانهم.
ووفقاً للصحيفة، وصل عدد اللاجئين في هامبورغ وحدها إلى أكثر من خمسين ألفاً، ويحتاج أكثر من 20 ألف لاجئ أوكراني لمأوى.
وبسبب اكتضاض الملاجئ والبيوت قررت السلطات احتواء الأزمة بإيواء اللاجئين في مقطورات متنقلة تتسع الواحدة لستة أشخاص.
هذا وبلغ تعداد طلبات اللاجئين الأوكران أكثر من 4 ملايين خلال أشهر.
حرارة الترحيب في بداية الحرب أصبحت أكثر برودة تجاه اللاجئين الأوكران بسبب التضخم والانفاق عليهم.
من يقف وراء عودة الحرب في البلقان..؟
رئيس وزراء جمهورية كوسوفو دعا وحدة الناتو إلى إزالة متارس صرب كوسوفو من الطرق، مهددا بإزالتها في حال تمنعت قوات الناتو.
الرئيس الصربي وعلى الفور دعا لعقد اجتماع طارئ لمجلس أمنه القومي، بعد تهديدات الألبان بإزالتها.
أطراف دولية قطعت شوطاً كبيراً لإشعال حرب واسعة بين الصرب والألبان، روسيا اتهمت الاتحاد الأوروبي بالتقاعس، وأكدت أن الاتحاد في بروكسل كان يهيئ لهذه الحرب منذ سنوات، وكان الرئيس الصربي عارض انضمام كوسوفو للاتحاد الأوروبي ودعا بعثة قوة كوسوفو التابعة لحلف الناتو بنشر الشرطة والجيش الصربيين في كوسوفو وميتوهيا.
رئيسة مركز دراسة أزمة البلقان، أكدت أن الوضع في كوسوفو وميتوهيا قد يتصاعد إلى نزاع مسلح قبل العام الجديد، إذا لم تبدأ الهياكل الأوروبية والأمم المتحدة بحل المشكلة حالاً.
نتساءل هنا.. لماذا في هذا التوقيت عادت المشاكل والتوترات إلى واجهة المشهد…؟
– وباء وغلاء وسفك دماء
وباء البكتيريا يتفشى بسرعة في بريطانيا، خاصة في فئة الأطفال وتسبب في وفاة 9 أشخاص حتى الآن، في حين تكتفي السلطات بتقديم النصائح والإرشادات.
وفي أول أيام التشاء موجة الثلوج تجتاح المدن البريطانية، وتسببت بعرقلة التنقل وحوادث متفرقة كما تسببت أيضاً في تعليق الرحلات في مطار مانشستر والحال عينه في اسكتلندا، فيما يشكو السكان من قيمة الفواتير العالية، ويتخوفون من القادم.
وفي العاصمة الإيطالية روما تم ارتكاب جريمة قتل ببرودة أعصاب.
صحيفة il Messaggero الإيطالية، أفادت بأن رجلا قام بإطلاق النار على المواطنين قرب مدخل أحد المقاهي، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، بينهم 3 نساء، وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة، بعد خلاف دار بين القاتل مع ثلاث فتيات من مرتادات الحانات.
في ذات التوقيت أعلن مكتب الرئيس الإيطالي أن رئيس البلاد مصاب بفيروس كورونا.
تشير كل التحركات والأحداث إلى عقوبات إلهية على شعوب الغرب المنحطة نتيجة الفساد والظلم والجرائم.