إلى أمانة العاصمة..دخان المخلفات يخنقنا

صار أمرا معتادا .. أن يأتي عمال النظافة في المساء يحملون جزءا من المخلفات ويشعلون النار فيما تبقى.
عشرات المرات وأنا أشاهد ذلك وعندما طفحت النفس من سموم الدخان.. أخبرتهم بعدم صوابية ما يفعلون.. فرد أحدهم: ليش أنت الذي تتكلم.. هذه كراتين ويجب أن نحرقها.
في البداية كنا نشتكي من تراكم المخلفات لأيام في أماكن تجمعها ومازال هذا يحدث.. واليوم نشتكي تجمعها حينا وحرق ما تبقى منها على الدوام.
كنت أظن في البداية أن عمال النظافة الذين يأتون إلى حمل المخلفات من الجراف هم من يشعلون النار فيما تبقى من مخلفات (الصورة توضح ذلك).
لكن عندما خرجت إلى شارع النصر وجدت الدخان يتصاعد من كومة كبيرة للمخلفات.. قلت أيضا هم نفس العمال الذين أحرقوا المخلفات في حي الجراف الغربي.. أحرقوا المخلفات في شارع النصر.
في صباح اليوم الثاني ذهبت إلى العمل في الصحيفة فوجدت النار تشتعل بكومة أخرى من المخلفات بالقرب من الصحيفة وفي نفس اليوم كان الدخان يتصاعد من الاتجاه الشرقي لملعب الثورة.
لقد غدا الأمر ظاهرة وليس محض صدفة كما كنت أظن إذا المدينة يوميا تختنق بدخان المخلفات في غير مكان من أحيائها تشتعل النار بالمخلفات ليس بفعل الناس الذين ضجوا تراكم المخلفات لأيام ولكن بفعل عمال النظافة.
هؤلاء إما أنهم ينتقمون من الناس وهذا شعور نفسي يميل إلى المرض وإما أنهم لا يدركون مخاطر ذلك.. وأنه حينما يظل الدخان يتصاعد لساعات وهذا بحسب تحقيق استقصائي نشر في مايو من العام الماضي بصحيفة الثورة يؤثر على الجهاز التنفسي للناس.. الاستبيان الذي وزع في مكان احتراق المخلفات بمقلب تعز.. أثبت أن “82 %” يعانون من أمراض الجهاز التنفسي وأثبت الأطباء الذين يعملون في مراكز طبية بالقرب من مكان (المقلب) أن الكثير من السكان الذين يعتادون على زيارة تلك المنشآت الطبية يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
ما نشاهده اليوم في أمانة العاصمة يبعث الخوف لدى الناس.. في أماكن عدة والدخان يتصاعد من المخلفات المبعثرة في أحياء العاصمة.. ما يعني أن استنشاق الناس لهذا الدخان المسموم سيعرض حياة الكثيرين من الناس للخطر.
ما يحدث في حارة الجراف بمنطقة الثورة وبجانب الملعب شارع (الزريقي) تحديدا وبجانب صحيفة الثورة مديرية شعوب وأماكن أخرى كثيرة مخيف ومع مرور الأيام واستمرار هذا الأمر حتما سيذهب الناس إلى المستشفيات بحثا عن العلاج.
ببساطة أمانة العاصمة تتحول بفعل الإهمال وعبث الناس وعمال النظافة إلى مقلب مخلفات محترق والصور التي تنشر مع هذا النص إثبات كاف لما يحدث في أمانة العاصمة من احتراق للمخلفات بشكل شبه يومي في أماكن بعينها ويوميا في أماكن أخرى.
قبل شهرين نشرت صحيفة الثورة لقطة في الصفحة الأخيرة عن تراكم المخلفات في الجراف وبالفعل تحمست الجهة الرسمية المعنية وأتوا بجرافة للتخلص من جميع المخلفات غير أن هذا الاهتمام لم يستمر طويلا هي أيام فقط وتحول تراكم المخلفات إلى دخان يتسرب إلى المنازل وبالتالي يؤثر على صحة الناس.
المسألة لا تحتاج إلى الكثير من العناء للتأكد مما يفعله عمال النظافة بإمكان الجهات المختصة النزول إلى أي مكان وسيدركون حجم الكارثة.
لا يظل تصوري من هول ما أشاهده من دخان في غير مكان أن عمال النظافة يفعلون ذلك بتوجيهات رسمية وأتمنى أن يكون تصوري خاطئا والأيام القادمة ستؤكد ذلك.

قد يعجبك ايضا