حلمت أن تكون طبيبة.. فزوجها أبوها بشيبة له زوجة وأبناء

مأساة من نوع آخر نعرضها في هذا العدد تتمثل في طفلة أصبحت أما لطفل آخر قبل أن تبلغ الـ”17″ من عمرها.
لم تستطع هذه الطفلة “الزوجه ” تحمل سياط زوجها وضربه المستمر لها بسبب مشاكلها مع زوجته الأولى ففضلت الموت انتحارا على العيش في عذاب .. فإلى التفاصيل:
سمر إحدى ضحايا الزواج المبكر وعناد الأب وعدم تفهمه لحقوق ابنته في اختيار من تتزوجه وظلم الزوج وإجبارها على العيش مع ضرة فقد وجدت نفسها عروسا تزف وهي لا زالت في الـ”15″ من عمرها لا تعي من أمور الحياة ومسؤوليات الزواج شيئا.
عاشت سمر طفولتها في براءة وسعادة لا توصف ونالت من رعاية الأسرة ما ناله بقية الأبناء – اخوانها- فدخلت المدرسة وهي تحلم بأن تصبح في المستقبل دكتورة بحجم الدنيا فتفوقت في دراستها وتنقلت بين صفوف التعليم حتى بلغت الصف الثالث الإعدادي .
لم تكن سمر تعلم أنها لن تستطيع اكمال دراستها وتحقيق حلمها المنتظر وان الصف التاسع هو آخر محطة دراسية لها فقد حدث أن تقدم لخطبتها رجل بعمر والدها متزوج وله أبناء من الزوجة الأولى وأراد أن يجدد شبابه مع هذه المسكينة التي لم تجد مفرا للنجاة من هذه الكارثة بسبب قبول والدها طلب الرجل وإصراره على تزوجها به.
تركت سمر لعبها ودفاترها وأحلامها الجميلة لتستمع إلى وصايا والدتها كيف تصبح امرأة وزوجة كاملة في خمسة أيام ورضخت لقدرها المحتوم فزفت إلى بيت الزوجية وشمعتها الـ”15″لم تنطفئ بعد.
بين ليلة وضحاها وجدت الفتاة نفسها مسؤولة عن راحة زوجها الذي يكبرها بسنوات عديدة والذي اخبرها منذ ليلة “الدخلة” انه لم يتزوجها إلا بغية الحصول على الراحة واستعادة أيام الشباب قبل أن ينتهي العمر.
بعد عام واحد من الزفاف وضعت سمر مولودها البكر لتصبح بذلك أما مسؤولة عن رعاية وتربية طفلها التربية الحسنة في الوقت الذي ما زالت زميلاتها في المدرسة لا يعرفن شيئا عن مصطلح الأمومة.
لم يف الزوج بتعهداته للزوجة الجديدة سمر بأنها ستكون المفضلة لديه عن أبنائه وزوجته الأولى بل حتى عن نفسه فعلى العكس من ذلك تماما كان هذا الزوج يقدم الأولى على الأخيرة في كل شيء لدرجة انها – أي الزوجة القديمة – كانت تتحكم في علاقة الزوج مع الزوجة الجديدة وساعات بقائه معها.
مع الأيام وجدت سمر نفسها مجرد خادمة لدى زوج لا يرحم وضرة بعمر والدتها فكانت المشاكل اليومية هي القاسم المشترك بين الزوجتين وكثيرا ما كانت تنتهي لصالح الزوجة الأولى بسبب تحيز الزوج لها .
مضت الأيام وشارفت السنة الثانية بعد الزفاف على بلوغ النصف عندما شعرت سمر بجنين جديد يتحرك في بطنها ومع استمرار المشاكل بينها وبين ضرتها والتعنيف المستمر الذي تتعرض له من زوجها لم تستطع التحمل أكثر فلجأت إلى أسرتها طالبة منهم وضع حد لمعاناتها مع زوجها العجوز وزوجته الأولى لكن والدها لم يع بعد مقدار الجرم الذي ارتكبه بدءا بتزويج ابنته قبل بلوغها السن الصالح للزواج وامرها بالعودة إلى بيت زوجها قائلا لها انه “ليس للمرأة الا زوجها” وتناسى أنها مازالت في سنوات الطفولة.
عادت سمر إلى بيت زوجها تجر أذيال الخيبة والألم وكانت المشاكل وصميل الزوج في الانتظار كالعادة الأمر الذي دفعها إلى التفكير في إنهاء معاناتها بنفسها ولم تجد غير الموت سبيلا للخلاص من جميع المآسي والآلام التي تتجرعها بشكل يومي أثناء عيشها مع هذا الرجل وزوجته.
ظلت فكرة الموت مسيطرة على المسكينة سمر وكانت في كل مره تحاول فيها الانتحار تتراجع عن التنفيذ خوفا من عقاب الخالق جل وعلا وأملا في أن الأيام القادمة ستكون أفضل , إلا أن شيئا لم يتغير وكل يوم يمر كان أسوأ من ذي قبل حتى جاء اليوم الذي قررت الفتاه إنهاء هذا العذاب والرحيل من هذه الدنيا التي لم يعد للفرح فيها مكان.
في احد الأيام نشبت مشاكل بين سمر وضرتها في غياب الزوج وعندما عاد بعد أن هدأت الأمور أخبرته الزوجة الأولى بما حدث بينهما فأخذ الزوج العصا وانهال بها على الزوجة الثانية في كل مكان من جسدها النحيل فلم تستطع الصبر وتحمل العذاب أكثر وقامت بأخذ علبة مليئة بمادة سامة مخصصة لقتل الحشرات وحاولت تناول ما بداخلها لكن الزوج منعها من ذلك ,فحملت قنينة السم وهربت إلى بيت الجيران وهناك تناولت محتوى علبة السم كاملا وبعد ذلك تم نقلها مباشرة إلى احد المستشفيات لكنها فارقت الحياة في وقت سريع لأن كمية السم كانت كبيرة وبذلك أنهت سمر حياتها بنفسها فرحلت وفي بطنها جنين وخلفها طفل رضيع وكل ذلك ولم تبلغ بعد الـ17 من عمرها.
أثناء التحقيق مع الزوج اعترف أن انتحارها كان بسبب المشاكل المستمرة بينها وبين الزوجة الأولى والتي كانت تؤدي إلى تعرض الزوجة المنتحرة للضرب من قبل الزوج.

قد يعجبك ايضا