الثورة/ أحمد المالكي
وثق مركز عين الإنسانية المجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الأطفال في اليمن ، ويوثق التقرير مذابح العدوان الأمريكي السعودي في الأعوام الثمانية للحرب والتي سقط فيها أكثر من ثمانية آلاف و 600 شهيد وجريح من الأطفال ، في مذابح تصنف كجرائم حرب بشعة تظهر وحشية الحرب العدوانية الأمريكية السعودية المستمرة على اليمن منذ مارس 2015.
وأشهر مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أمس الثلاثاء بصنعاء تقريرا شاملا للمذابح الأمريكية السعودية والذي جاء تحت عنوان (قصف الطفولة)، ويوثق جرائم وانتهاكات التحالف السعودي الأمريكي بحق أطفال اليمن منذ بدء العدوان في مارس 2015م حتى العام 2022م، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للطفولة، الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام .
وفي المؤتمر الصحفي الذي نظمه المركز قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي: إن تحالف العدوان السعودي الأمريكي انتهكوا طيلة ثمان سنوات من العدوان والحصار الغاشم كل الخطوط الحمراء التي نصت عليها القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية والإنسانية والتي تتحدث عن حقوق الإنسان وحماية الطفولة البريئة التي تعرضت في اليمن لأبشع الجرائم وأقبحها من قتل وترويع بالغارات المباشرة من قبل الطيران، وما خلّف من مذابح ومآس بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين عموماً، ناهيك عن القتل بالحصار والتجويع وأن تلك المجازر يعجز اللسان عن وصفها من فظاعتها وهول جرمها.
وأشار في الكلمة التي ألقاها بمناسبة إشهار كتاب «قصف الطفولة» الصادر عن مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، إلى أن تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء والمدنيين في اليمن من قبل تحالف العدوان تمت بشرعنة من مجلس الأمن الدولي الذي جعل القوانين والمواثيق الدولية تتمَّزق كما تمزَّقت أجساد أطفال اليمن بالغارات والقصف المباشر بالطيران دون أن يتحرك لهم ضمير أو يهتز لهم جفن وهم يشاهدون تلك الجرائم المروعة والبشعة.
وأضاف النعيمي، أن أطفال اليمن والشعب اليمني تعرضوا لأبشع الجرائم ومن لم يمت بالقنابل والصواريخ مات من الحصار بالمرض أو الجوع وعدم توفر الغذاء والدواء وقطع المرتبات.
وأن هناك أطفالاً ونساء ومدنيين قتلوا وهم في مدارسهم أو في طريقهم إليها، ومنهم من مات وهم في المستشفيات وفي كل مكان.
وحمّل النعيمي دول التحالف ومجلس الأمن والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن كل الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين والأطفال في اليمن، والذي ظل صامتاً ومتفرجاً وهو يشاهد كل تلك المذابح والجرائم ترتكب بحق الشعب اليمني والتي ستكون عاراً يلاحق المنظمات الدولية والمجتمع الدولي على مدى التاريخ.
بدوره أوضح القاضي عبد الرهاب المحبشي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أن الجرائم التي ارتكبت بحق أطفال اليمن خلال ثمان سنوات من العدوان والحصار، هو حديث وتذكير بمئات المجازر التي ارتكبها العدوان الجائر والظالم الذي راح ضحيته الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، وهم أكثر بكثير من أن يتم إحصائهم في كتاب أو تقرير، وهناك الكثير من الشهداء بينهم أطفال لم يتمكن المركز من إحصائهم.
مشيداً بدور مركز عين الإنسانية والجهود التي بذلها في إحصاء ما تيسر لهم إحصاؤه، خاصة وأن الوفيات نتيجة العدوان والحصار تجاوزت 300 الف- وفقاً للأمم المتحدة- الكثير منهم أطفال وأن بعض المجازر كانت كلها أطفالاً كمجزرة أطفال ضحيان التي استشهد فيها أكثر من 40 طفلاً.
ولفت المحبشي إلى أن هناك الكثير من الأطفال الذين جرحوا نتيجة استهداف العدوان المباشر والحصار الجائر في ظل صمت دولي وأممي مخز، حتى أصبحت الكارثة الإنسانية في اليمن هي الأعظم في التاريخ.
وأضاف المحبشي: ونحن نعيش حالة النصر وفي الطريق إليه، يجب أن لا ننسى كل تلك الجرائم بحق شعبنا، وعلينا أن نربي أطفالنا على حمل السلاح، حتى لا تتكرر مشاهد تلك الجرائم بحق الطفولة والأبرياء في اليمن.
وفي كلمة الإشهار لكتاب (قصف الطفولة) بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين أوضح أحمد الحمران، رئيس مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، أنه وبمناسبة اليوم العالمي للطفولة الذي يحتفل العالم به في الـ20 من نوفمبر كل عام، يأتي وأطفال اليمن تنتهك حقوقهم من قبل تحالف الشر الأمريكي السعودي على مدى ثمان سنوات من العدوان والحصار المتغطرس في ظل صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الإنسانية.
مؤكداً أن الواقع الذي يعيشه أطفال اليمن يبتعد كل البعد عن الشعارات والتسميات الرنانة التي يرفعها المجتمع الدولي حول حقوق الأطفال، حيث تجاهل المعتدون والغزاة في تحالف الشر كل القوانين التي تحضر انتهاك حقوق الأطفال الأساسية وحرمانهم من العيش الكريم. بل إن تحالف العدوان الأمريكي السعودي ضرب عرض الحائط بكل تلك القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الأطفال ورعايتهم والاهتمام بحقوقهم.
وأشار أبو حمرا إلى أن كتاب قصف الطفولة يوثق جرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي في حق أطفال اليمن خلال الفترة من العام 2015م، إلى العام 2022م وأنه تناول بالتوثيق المصور والمدوّن مختلف الجرائم المباشرة المتعمدة ضد أطفال اليمن.. مبيناً أن إجمالي الضحايا من الأطفال بلغ خلال ثمان سنوات من العدوان 8921 طفلاً، منهم 4876 شهيداً، وأكثر من 4045 طفلاً جريحاً.
وأكد أبو حمرا، أن الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان ضد أطفال وشعب اليمن ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية التي ظلت تنادي بحقوق الإنسان حتى تلاشت أصواتها المسيَّسة أمام الإجرام الوحشي، الذي يتعرض له الشعب اليمني على مرأى ومسمع العالم الذي تحكمه مصالح السياسة وتغيب عنه قيم العدالة وحقوق الإنسان، وأن أطفال اليمن في اليوم العالمي للطفولة لم يستمتعوا بطفولتهم كأطفال العالم، ولم يلمسوا أي فعالية وأثر للقوانين والمواثيق الدولية، التي كرست من المجتمع الدولي لحمايتهم.
وألقى عبد الوهاب الوشلي كلمة تناول فيها الجوانب القانونية والانتهاكات القانونية التي ارتكبها تحالف العدوان في عدوانه على اليمن بحق الطفولة والأبرياء والأعيان المدنية، والتي تجاوزت كل القيم والأخلاق والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية المعتمدة من قبل المنظمات والمحاكم الدولية، في تجاوز فاضح يعكس نفاق المنظمات الدولية والمجتمع الدولي التي ترفع شعارات حقوق الإنسان وتتغنى بها.
تصوير/فؤاد الحرازي