تحالف العدوان قتل وجرح 10000 طفل بالطائرات المذخّرة بأفتك الأسلحة وأخطرها
في يومهم العالمي 20 نوفمبر.. لا بواكي لأطفال اليمن فالعالم مشغول بكأس العالم
ملايين الأطفال بلا مدارس ولا غذاء ولا مأوى والحصار الأمريكي يفاقم معاناتهم
الثورة /
فيما العالم مشغول ببطولة كأس العالم المقامة في قطر، لا ضمائر ولا بواكي لأطفال اليمن في اليوم العالم للطفل الذي يصادف عشرين من نوفمبر كل عام، وفيما يقف العالم أمام شاشات البث الرياضية لمتابعة انطلاق كأس العالم، يموت أطفال اليمن تحت وطأة الحرب الأمريكية السعودية الخليجية، وتحت مذابح الحصار الذي تفرضه هذه الدول مجتمعة على ملايين اليمنيين.
اليوم العالمي للطفل الذي صادف أمس العشرين من نوفمبر «تشرين الثاني»، مرّ ليذكر العالم المنشغل بالمباريات بمأساة لا سابق لمثلها، هناك في قطر يحتشد المشجعون من كل الأصقاع، وهنا في اليمن آلاف الأطفال يعيشون التشرد والضياع والمآسي، وهناك من دفنتهم طائرات التحالف العربي الأمريكي تحت الأنقاض.
واقع الطفولة باليمن في اليوم العالمي للطفل الذي يفترض أن يكرّس للطفل حمايتها أمام الحروب البشعة وأسلحها الفتاكة، لكن ذلك لم يحدث في اليمن، فأمريكا وتحالفات النفط والمال تخنق الطفولة في اليمن وتذبحها من الوريد إلى الوريد.
قتلت الطائرات الأمريكية السعودية أكثر من 8 آلاف طفل منذ بداية الحرب الإجرامية على اليمن، يوم أمس أكدت منظمة انتصاف في صنعاء نشرت إحصائيةً لعدد الأطفال الذين قتلهم التحالف الأمريكي السعودي، وقالت إن الحرب الأمريكية السعودية قتلت وجرحت 8 آلاف و116 طفلاً، بينهم 3860 شهيدا، و4 آلاف و256 جريحاً منذ بداية العدوان في مارس 2015م.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، أمس، فَـإِنَّ حوالي 6000 مدني أُصيبوا بإعاقة نتيجة حرب تحالف العدوان، منهم ما يقارب خمسة آلاف و559 من الأطفال.
وأشَارَت منظمة انتصاف إلى أن أكثر من مليونين و400 ألف طفل على الأقل ما زالوا خارج المدرسة من أصل ما يقدر بـ 10.6 مليون طفل في سن الدراسة، مبينةً أن الحصار أَدَّى إلى زيادة معدلات سوء التغذية، حَيثُ تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية.
وأفَاد تقرير المنظمة أن 632 ألف طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدّد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي، جراء تداعيات العدوان والحصار المُستمرّ منذ قرابة ثماني سنوات.
قبل ذلك قالت جيليان موييس مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: «لطالما تحمل الأطفال وطأة العنف المستمر في اليمن، وتضاعفت معاناتهم أمام صمت وإهمال عالمي لا يطاق». وتابعت «التصعيد الحاد للعنف في يناير أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين فضلا عن إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية بما في ذلك منشآت صحية ومدرسة والبنية التحتية للاتصالات وسجن ومرفق مياه».
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد أكدت أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن وصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020 بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن والذي أدى إلى النقص الكبير في توفير الاحتياجات، وأشارت المنظمة إلى أن اليمن بات واحدا من أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال.
تؤكد التقارير التي تصدرها اليونيسف بأن نصف الأطفال يعانون سوء التغذية وهذا ما ينعكس على تقزم أجسامهم, حيث تكون مناعتهم ضعيفة, ما يعني أنه عندما يتعرضون للمرض يكون استرداد العافية أصعب من الأطفال الذين لا يعانون من سوء التغذية والأرقام في ذلك كبيرة.
ولفتت المنظمة في تقرير آخر نشر نهاية عام 2021 إلى أن عشرة آلاف طفل قُتلوا أو أصيبوا بجروح في اليمن منذ بدء الحرب سنة 2015م، وقال متحدث باسم المنظمة الأممية، إنه بدون دعم دولي سيموت المزيد من الأطفال الذين لا يتحملون مسؤولية في هذه الأزمة.
تقول البيانات بأن معدلات الوفيات ارتفعت إلى حد لا يطاق بين الأطفال بسبب الحرب الأمريكية السعودية والحصار المطبق، وتؤكد أنما يقرب من 77طفلاً يموتون قبل بلوغ الخامسة من العمر.
وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من نصف أطفال اليمن وهو ما يصل إلى أربعة ملايين ونصف يكافحون للعيش على ما تيسر من المياه، وأن ما يقرب من 190طفلاً في أنحاء اليمن يموتون يومياً, أي ما يعادل 69ألف سنوياً.
لا يذهب ملايين الأطفال اليمنيين إلى مدارسهم كل صباح، وطفل من بين خمسة أطفال لا يلتحقون بالمدارس، وأكثر من نصف الأطفال الأكثر فقراً لا يلتحقون بالتعليم الأساسي ويحرمون منه، أما الظروف فقد ألحقت ملايين الأطفال بسوق العمال الكادح في اليمن، فالحرب أفقرت الناس والحصار جوعهم والكثير لجأ إلى دفع أولاده للعمل في سن مبكرة.
وبينما يقف العالم مصفقاً لكأس العالم في قطر، يقف أطفال اليمن في فوهة البندقية كل يوم، إما بتعرضهم للقتل المباشر بالطائرات والصواريخ الأمريكية، أو غير المباشر بالحصار والتجويع الأمريكي، ومن نجا من الموت فقد لسعته نتائج الحرب التي غيرت نمط الحياة، وحرمت الأطفال من أبسط مقومات الحياة كالغذاء والصحة والتعليم والمأوى.
في وقت سابق أطلق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن «الأوتشا» صافرة إنذار مؤكدا أن «أكثر من 8 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة طارئة في مجال التعليم»، مضيفاً أن» 2500 مدرسة مدمرة أو متضررة أو مستخدمة لأغراض غير تعليمية».
وقال تقرير لـ”اليونيسف” في يوليو إن «أكثر من مليوني طفل في سن التعليم منقطعين حاليا عن الدراسة في اليمن». وأكدت المنظمة الدولية للهجرة ذلك، وقالت إن أغلب هؤلاء من الأطفال النازحين الذين يقدر عددهم بـ4 مليون، يعيشون في أوضاع مأساوية في مخيمات نزوح.
ولا يتعلق الأمر بالتعليم، فأكثر من 2 مليون طفل في اليمن مهددين بسوء التغذية الحاد، ويعاني نحو 40 آلف من سوء التغذية الوخيم والحاد، إضافة إلى مخاطر الوفاة العالية بالأمراض المعدية كالكوليرا والملاريا والسل وأوبئة وأمراض أخرى تخطف أرواح أطفال البلاد، رغم أنه يمكن القواية منها وعلاجها، وفقا للأمم المتحدة.