صحيح أن نجوم هذه الإطلالة رحلوا عن دنيا الفناء إلى دار البقاء، إلا أن عطاءاتهم الخالدة لم تغب يوماً عن ذاكرة العشاق والمناصرين وسوف تظل خالدة ومنقوشة في وجدان الرياضة اليمنية لعقود قادمة وإلى ما شاء الله وبعيداً عن الإسهاب الذي قد يراه البعض مملاً بينما هو في الغالب من ركائز التوثيق لمحطاتهم الحافلة بالعطاء والعطاء الخالد جداً.
عباد أحمد: يستقر بنا المقام في مدينة التواهي في نادي شباب التواهي والذي انجب هو الآخر كوكبة من ألمع النجوم مثل النجم العملاق ومرعب الحراس النجم الجميل عباد أحمد الذي لقب بصاحب القدم الذهبية لروعة وجمال الأهداف التي كان يحرزها في مجمل المباريات التي خاضها في صفوف شباب التواهي إلى جانب كوكبة متألقة من أبرز النجوم مثل عبدالله جامع والمجيدي وآخرين، ولم يكن نجمنا الكبير عباد أحمد -بضم العين- هدافاً فقط، بل كان من ضمن أجمل صانعي الألعاب في صفوف الفريق، كما هو الحال بالنسبة للكثير من الهدافين الآخرين.
أحمد عبدالعزيز: محطتنا الثانية في هذه الإطلالة مع النجم الأسطوري الراحل -نجم نادي الصحة الرياضي الثقافي، المغفور له بإذن الله أحمد عبدالعزيز، والذي ذاع صيته كمدافع صلب على مستوى نادي الصحة وعلى مستوى محافظة تعز بل على مستوى أندية الوطن كافة وأحمد عبدالعزيز الذي لعب خلال فترة محددة مع نادي الجيل كان يتميز في صفوف الصحة بقيادته المتألقة للفريق في كل المواجهات الكروية رغم أن الصحة حينها كان يضم الكثير من النجوم، مثل عبدالعزيز القاضي – الدكتور عبدالله مرشد – الأخوين علي مسعد وحسين مسعد – صبحي مجاهد وأخيراً الراحل عبدالحميد الشاوش والحارس العملاق عبدالرحمن عبدالجليل والذي انتقل بعدها إلى صفوف الصقر والراحل أحمد عبدالعزيز، وخلافاً لما هو عليه الحال في العديد من مباريات كرة القدم، كان المهاجمون يحسبون له ألف حساب، لأن عملية المرور منه تكاد تكون مستحيلة في كثير المباريات خصوصاً حينما كان يلجأ إلى الألعاب الخشنة التي لم يحسن التعامل معها سواه ولم ينتبه لها الكثير من الحكام وللراحل أحمد عبدالعزيز عديد المواجهات التاريخية مع ناديه الصحة ومع منتخب تعز.
سعيد دعالة: ستظل العطاءات الكروية السخية والخالدة لنجم الكرة اليمنية والصومالية النجم الكبير الراحل سعيد دعالة -بضم الدال- خالدة على مدى السنوات القادمة، فهو خير من لعب في خط المقدمة التلالية وقبل الدمج في صفوف الحسيني وهو خير من لعب في صفوف هورسيد الصومالي الذي كان في يوم من الأيام لم يغب عن المرتبتين الثالثة أو الرابعة على مستوى القارة السمراء وفي نادي التلال كانت له الكثير من الأهداف المؤثرة والحاسمة مثل ما كان عليه الحال خلال احترافه بالزمالك المصري وفي الإمارات وخلال مسيرته التلالية كان مع رفيقه أبو بكر الماس سبباً في نشر الرعب في صفوف المدافعين وحراس المرمى، وبن دعالة الذي كان شقيقه حسين وراء الإنجاز التاريخي لجيل الساحل العربي حينما أحرز معه بطولة الدوري الكروي، لعب أيضاً في صفوف الجيل وعلى المستوى القاري وعند تجديد وافتتاح الملعب الدولي في العاصمة البرازيلية، كان سعيد دعالة اللاعب الأفريقي الوحيد الذي لعب أكثر من غيره في المباراة التي جمعت منتخب أفريقيا مع منتخب البرازيل.. تغمد الله الجميع بواسع الرحمة والمغفرة.