الامتحانات النصفية المركزية.. تجربة حديثة ستبدِّد قلق الطلاب

آباء: الامتحانات المركزية زادت من مخاوف أبنائنا ونحاول تخفيف القلق لديهم لكننا نفشل غالباً

مختصون: الامتحانات المركزية تأتي لتقوية مستوى طلاب الصفوف السادس والسابع والثامن منهجيا ووضعهم أمام امتحان موحد.

علماء نفس:على الأسرة أن تتفهم جيداً قدرات أبنائها ونفسياتهم حتى تتغلب على الخوف الذي يصاحبهم

الامتحانات النصفية واقع يتجدد كل نصف عام، ولكن هذا العام لدينا الامتحانات المركزية للصف السادس والسابع والثامن كتجربة أولى، حيث يفرض هذا الواقع تعاملا استثنائيا مع الطلاب من قبل معلميهم وأسرهم خاصة مع إصابة مخاوف الطلبة بالفوبيا التي تلازمهم طوال فترة الامتحانات، ليصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة عندما نشاهد حالات الإغماء والغثيان والمغص الذي يصيب أبناءنا.
الأسرة/ خاص

يؤكد مدير مكتب التربية بالأمانة عبدالقادر المهدي / أن هناك جهود مبذولة لإنجاح الفصل الدراسي الأول وآليات تنفيذ الاختبارات المركزية لامتحانات الصف السادس والسابع والثامن مركزيا  في امتحان موحد وتشكيل لجان الكنترول والتصحيح.
وأوضح أهمية الاعداد والتحضير الجيد للاختبارات وتضافر جهود الجميع لضمان إنجاحها، وأهمية مراجعة وتدقيق كافة المراحل، بما يكفل سير العملية الاختبارية بجودة وسلاسة .

قلق الآباء
كلما اقتربت الامتحانات المركزية خاصة مع الأطفال الصغار الذين يخوضون لأول مرة مثل هذه التجربة نعاني الأمرين، هكذا استهل محمد الجرماني 25عاما -موظف حكومي- حديثه عن الامتحانات النصفية المركزية وكيفية تعامله معها. وأضاف : لا اعرف كيف أخفف من حدة القلق والخوف الذي يصاب به أبنائي الصغار وخاصة الفتيات من الخوض في امتحانات التجربة المركزية، وكل محاولاتي تذهب مع الريح، ولكني ابذل كل ما بوسعي لمساعدتهم على استذكار دروسهم وتوفير الجو المناسب لهم .
لم تختلف معه أم ايمن -ربة منزل32عاما- حيث أكدت على ان الخوف يقلل من نسبة فهم أبنائها للدروس بالتزامن مع الامتحانات النصفية المركزية برغم استعدادها المسبق لمثل هذا اليوم، ولكن القلق عند أبنائها وعندها أيضا -كما أكدت- لا ينتهي الا بانتهاء فترة الامتحان النصفية .
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات، أخصائي الطب البشري الدكتور (عبدالله الذبحاني) يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر .
وينصح الطبيب الذبحاني بالتوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها الطالب أو يتفرج على التلفاز، حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها, وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء، فالخوف من الامتحانات -كما يقول الدكتور الذبحاني- قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق، كما أن خلايا المخ لا تنشط, فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة، وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.

الحالة النفسية
وينصح أهل علم النفس الأسرة بضرورة  أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلبا أو إيجابا في درجة استعداداهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضا، في فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات.
وتابعوا :على الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيدا، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات، حيث أن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابنا يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر، وهذا يتوقف على الحالة النفسية لهذا الابن أو ذاك.
إذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة، وعليها أيضا مشاركة الأبناء في عمل جدول دراسي يراعي الفروق الفردية للأبناء ودرجة استيعابهم للمادة العلمية، فهناك من يريد ساعات أكثر لأن ملكة الحفظ عنده ضعيفة، وهناك من يناسبه وقت أقل لأنه يتمتع بذاكرة اقوى، وهناك من يتفوق في الرياضيات بينما يعاني ضعفا في التاريخ، كما يجب أن يغرس الآباء في الأبناء ملكة تحديد الأهداف والأولويات والتدرج عند المذاكرة من الأسهل إلى الأصعب.

البعد عن العنف
كما ينصحون الآباء بعدم اللجوء إلى العنف لحث الأبناء على المذاكرة، وهو أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، فالعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة بينما الحقيقة أنه يتظاهر بذلك خوفا من العقاب، فذهنه مشتت وبدلا من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي سيتلقاه في حالة الفشل.
والمطلوب بدلا من العنف, الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل، بل أنصح الآباء باستخدام أسلوب المكافأة وهو أسلوب تربوي يؤتي ثماره.
فوعد الأبناء بمكافأة مجزية إذا حققوا درجات عالية في الامتحانات يأتي بمردود إيجابي ويغرس المنافسة الشريفة.

قد يعجبك ايضا