السيد القائد:مكبرات الصوت في الأعراس تزعج أبناء المجتمع فهي منغص لحياة الناس ولسكينتهم العامة ولاستقرارهم
مواطنون: نكتم احتجاجنا في صدورنا وإن كنا متضررين جداً من مكبرات الصوت مراعاة لأعراس جيراننا وأفراحهم
يُقيم اليمنيون حفلات الأعراس عادة باستخدام مكبرات الصوت للأغاني وأناشيد الأعراس وتمتدُّ من ساعات المساء الأولى إلى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ولا يوجد توقيت معين لإيقاف مكبرات الصوت والأغاني، ففي أمانة العاصمة تنصب خيام الأعراس في الشارع دون ان يحدد البعض سقفا زمنيّا معيّنا ينبغي التوقّف عند بلوغه احتراما لراحة الجيران.
الأسرة/ خاص
في السياق أوصى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي مجتمعنا المسلم : بأن يكون مجسِّداً لهويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني، والتزاماته الإيمانية، في طريقة إقامة الأفراح والأعراس، وأن يتجنب ما يمس بهذه الهوية، أو ما يشكل ضرراً على المجتمع وعلى استقراره، مثل مسألة إطلاق العيارات النارية في الأفراح، هذه مسألة تشكل خطراً على أمن الناس، وعلى حياتهم، وكذلك مظاهر الإسراف، والمظاهر والسلبيات التي تتنافى مع الهوية الإيمانية والقيم الإيمانية، ينبغي الحذر منها وتجنبها.
ويضيف السيد القائد :كذلك من الظواهر السلبية التي تزعج أبناء المجتمع استخدام مكبرات الصوت في الليل كله، منذ بداية الليل إلى آخر الليل، بشكل يزعج الناس، يزعجهم في الأحياء، يزعجهم في القرى، وبشكلٍ لا داعي له، ولا قيمة له، ولا فائدة له؛ لأنه منغص لحياة الناس، ولسكينتهم العامة، ولاستقرارهم، هذا من الظواهر التي ينبغي تركها والحذر منها؛ حتى لا تتحول مناسبة فرحٍ عند قوم إلى إزعاجٍ للآخرين، وبالذات في الليل، الناس يريدون أن يناموا، أن يهدؤوا، أن يستقروا، فيأتي من يستخدم مكبرات الصوت بشكل مزعج جداً، هذا لا داعي له في أي مناسبة: مناسبة اجتماعية، أو مناسبة دينية… أو أي مناسبة؛ لأنه يمثل إزعاجاً للمجتمع، وهذه مسألة معروفة.
شكاوى المواطنين
اشتكت أمة السلام الدبعي /قائلة: بسبب مكبرات الصوت والأغاني الموسيقية في عرس احد الجيران شعرت بألم شديد في رأسي.. واعتبرت هذا الأمر مزعجاً للغاية.
اما حورية فعلقت على الموضوع بالقول إن إقامة حفلات الأعراس إلى الساعات الأولى من الصباح مُزعج جدا للجيران، “لكنّنا لا نستطيع أن نشتكي أو نحتج على جيراننا خوفا على مشاعرهم”.
كثير من اليمنيين مثل حورية يردون احتجاجهم في صدورهم، وإنْ كانوا متضررين من مكبرات الصوت ذات التردد العالي.
لكن ثمّة مواطنين آخرين يروْن أن استخدام هذه المكبرات أمر مزعج.. ويصيبهم بعدم القدرة على النوم والراحة .
عبدالفتاح السالمي /موظف في إحدى الدوائر الحكومية يشتكي من أزعاج مكبرات الصوت في الأعراس كونه لا يستطيع أخذ قليل من الراحة في منزله طوال فترة العرس الذي يزيد عن خمسة أيام فما فوق، وهذا الأمر متعب للغاية لهم كجيران، كما يقول .
وتمنى بدوره وجود قانون يحد من استخدام مكبرات الصوت ويحدد وقت زمني لهم خلال فترة النهار.
قاعات الأفراح
المهندس جمال وزوجته اشتريا فيلّا في أحد أحياء المدينة السكنية حدة لكنْ من سوء حظهما أنهما بمجرد السكن فيها اقتنى شخص فيلّا بجوارهما وحوّلها إلى قاعة للحفلات والأعراس، ولان الضوضاء والأصوات العالية للأغاني المنبعثة من القاعة تقض مضجعهما اضطرا إلى مغادرة مسكنهما وباعاها لشخص آخر حولها بدوره إلى قاعةٍ للأعراس والمناسبات .
غير أن ما تسببّه حفلات الأعراس من إزعاج لا يقتصر فقط على الأصوات العالية المنبعثة من قاعات الحفلات والأعراس فالخيام المنصوبة في الحارات أو في أسطح العمارات، بل أيضا في بعض العادات والتقاليد اليمنية المصاحبة. وخصوصا إطلاق منبهات السيارة ليلا، لكن فرحة الاحتفال تدفع أصحاب الأعراس إلى إزعاج الجيران وسكان الحي بصورة مستمرة طوال فترة العرس .
ففي أمانة العاصمة نجد عشرات من مواكب الأعراس في الشوارع الرئيسية للأحياء ولك أن تتصور أيّ ضوضاء وازعاج يثيرها إطلاق ثلاثين هون سيارة دفعة واحدة في الثالثة أو الرابعة صباحا .
استخدام خاطئ
أقرب ما يكشف هويتنا هو أعراسنا اليمنية والتي برغم وجود نكهة خاصة لها توحي بالموروث الأصيل وليالي الأُنس إلا أنها لا تخلو من شوائب الإزعاج والتي تتمثل في الاستخدام الخاطئ لمكبرات الصوت، فبدلاً من أن نصحو على صوت المؤذن، فجراً فإننا نصحو على صوت الزفة والأغاني، ومع كثرة المُكبرات المزروعة في منزل العُرس تهتز لها الشبابيك، فإذا نظرنا لهذا السلوك الشائع من باب الذوق العام لوجدنا أننا مخطئون، واليمنيون فقط من يمارسه.
فالآخرون ضجيجهم لا يستمر أكثر من يوم أو يومين فقط وبأوقات محددة، عكس ما يحدث عندنا، فالأغلبية يبدأون الضجيج من قبل يوم الزفاف بأسبوع، وأحياناً يستمر إلى ما بعده .