في دورته التاسعة..مهرجان الرسول الأعظم ينتج 9 كليبات وأوبريتات إنشادية تصدح بالحب والولاء لسيد الخلق
الثورة /عبدالجليل الموشكي
في كل عام من ربيع مولد المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم تكون الساحة الفنية على موعد مع المديح النبوي، وتكون الفرق الإنشادية في سباق شديد يصاحبه تسارع في نبضات القلوب، ورهبة كبيرة ممزوجة بالشوق إليه صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لتقديم أعمال فنية بديعة تليق بحضرته، ومن منصة مهرجان الرسول الأعظم، تنطلق أجمل الأعمال الإنشادية في حب المصطفى، في كل دورة، ونحن الآن في حضرة الدورة التاسعة..
قبل أسابيع كانت التاسعة محطة انتظار وشوق، يقف على بابها المبدعون لتقديم أفضل ما لديهم في تجسيد الحب والولاء لرسول الله، وإحياء لذكرى ميلاده المبارك، وها هي اليوم أصبحت منصة انطلقت منها تسعة أعمال إنشادية بديعة، تتعالى منها أعذب الألحان، بأجمل الأصوات، التي طالما صدحت بالعشق والشوق والتعظيم لسيد الخلق، وإليكم أبرز ما يمكن تقديمه كتفاصيل تلك الأعمال المتميزة، التي يزيد من جمالها ارتباطها بسمو أعظم مقام..
مع انطلاق الدورة التاسعة، وتحديداً خلال حفل الافتتاح، كان محبو الرسول الأعظم، على موعد مع لوحة فنية بديعة، شكّلت افتتاحاً لائقاً بأكبر مهرجان ثقافي إبداعي فني في اليمن، وحملت البشرى أعمالا إنشادية متميزة جرى عرضها خلال أيام المهرجان، حتى الاختتام الذي شهد لوحة فنية بديعة سنتحدث عن تفاصيلها، في السطور الأخيرة من هذه المادة..
«ربيعُ الحب»
اللوحة الفنية والإبداعية البديعة التي عُرضت على منصة مهرجان الرسول الأعظم في حفل الافتتاح، تمثلت في الأوبريت النوعي «ربيع الحب»، الذي تكون من تسع فقرات فنية وإبداعية، 5 إنشادية، وأربع تمثيلية، تفيض عشقا ومحبة، وكل تفاصيلها لمسات جمالية بديعية.
وبعد استهلال الأوبريت، شهدت المنصة دخول 25 شبلًا من فرقة الاستعراض، حاملين الأعلام الخضراء التي حملت عبارة «لبيك يا رسول الله»، لتحضر حينها فرقة «الشهيد القائد» بنشيد «يا محمد»، ثم مشاهد تمثيلية معبرة عن استياء اليهود من ميلاد الحبيب المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ثم ربط ذلك بالحاضر، عندما يستاء المطبعون مع أعداء الله ورسوله من إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، ويصفونها بالبدعة.
يستمر ربيع الحب، بفقرة إنشادية أخرى حملت عنوان «محمد سيد الأعراب والعجم»، ثم زامل شعبي للمنشد سالم المسعودي بعنوان «جاءك الأنصار»، واختتم ربيع الحب بالفقرة الإنشادية «ألف صلوا على المصطفى»، اجتمع خلالها الأشبال والكبار من فرقة الاستعراض، حاملين أعلامًا متوسمة بشعار «لبيك يا رسول الله»، وفي الجانب الآخر منها شعار «مهرجان الرسول الأعظم».
«ربيع الحب»، أوبريت فني إنشادي مسرحي، فكرة وسيناريو الأستاذ عبدالله الوشلي، وأداء فرقة «الشهيد القائد»، بمشاركة فرقة «وعد الله»، والمنشد سالم المسعودي بزامل «قمر كل الرسل»، وكتب كلمات الوصلات الإنشادية فيه الشعراء: راجح عامر، والحمزة المغربي، ولطف الديلمي، وألحان أيمن قاطة، محمد جعدان، أحمد الحضرمي.
أما المشاهد التمثيلية فقد كانت لنجوم الدراما اليمنية أنيس العنسي، وعبدالرحمن الجوبي، وأحمد المعمري، وأسعد الكامل، وعماد الجعدي، وسلطان الجعدبي، ومعاذ البزاز، فيما كانت اللوحة الاستعراضية من أداء فرقة «شهيد القرآن» بمدرسة جامع الشعب، ومن إخراج محمد علي الآنسي، ليفتتح المهرجان إنتاجاته الإنشادية بهذا الأوبريت المتنوع والمميز.
«في مولد الممجد»
كما رافق أوبريت «ربيع الحب» خلال يوم افتتاح المهرجان، كليب «في مولد الممجد» الذي جرى عرضه ضمن برنامج حفل الافتتاح، من إنتاج مهرجان الرسول الأعظم بدورته التاسعة، وهو من أداء فرقة «لون لايف» الإنشادية بقيادة المنشد سليم الوادعي، وقد شكل صورة إنشادية متناغمة، تشدو ما نسجته قريحة الشاعر محمد الزنجبيلة في ذكرى مولد الرسول الأعظم.
ويشكّل الكليب جانبا من جوانب الإبداع الإنشادي للمنشدين الأشبال في مهرجان الرسول الأعظم السنوي، الذي يقام محبة وتعظيمًا لمقامه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الفرقة تشارك لأول مرة في مهرجان الرسول الأعظم، وتعكس هذه المشاركة التنوع الإبداعي المتجدد بالحب النبوي والعشق المحمدي.
«يا محمد» و «هادي الأنام»
كانت تلك البداية، وبعدها يستمر المهرجان في تقديم إنتاجاته الإنشادية، وفي اليوم الثالث من فعاليات المهرجان، يطل المنشد زكريا إسماعيل الذي حصل على المركز الأول في مسابقة الإنشاد خلال دورة المهرجان السادسة، بكليب إنشادي بعنوان «نسأل الله يا محمد»، كلمات وألحان من التراث، الذي يشكل رافداً كبيراً في المدائح النبوية، مليئاً بأعذب الكلمات والترانيم الشغوفة بالمصطفى، وجرى تصوير الكليب في مدينة حراز، ليعكس ذلك مظاهر الروحانية والفرح والابتهاج بميلاد الرسول الأعظم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
المنشد عبدالوهاب الجلال الفائز بالمركز الأول للإنشاد في الدورة السابعة، يطل هو الآخر بكليب إنشادي متميز حمل عنوان «يا هادي الأنام»، الذي يفوح بنسمات العشق المحمدي على منصة مهرجانه المتزامن وميلاده الشريف، بكلمات من التراث الإسلامي، وأخرى للشاعر نشوان الغولي، كما تنوعت ألحانه بين التراثية الإسلامية، وألحان المنشد صلاح طلحة، ليضاف الكليب إلى سجل الإنتاجات الإبداعية المتميزة للمهرجان.
ميدلي «المديح اليمني»
لا يقف مهرجان الرسول الأعظم عند مكان إقامته، بل يحلق بين المحافظات، وكلها تكن الحب والولاء للرسول الأعظم، ويقدّم تنوع الحب والمديح للمصطفى في عمل مشترك يجمع أربعة ألوان إنشادية أصيلة، وذلك في كليب «المديح اليمني»، الذي جمع صنعاء والحديدة وتعز وحضرموت، في إطلالة بهية تجسد الحب الولاء للرسول الكريم.
الكليب شاركت فيه فرقة «أنصار الله» من العاصمة صنعاء، بمقطوعة إنشادية بعنوان «صلاة ربي في كل حين»، وهي مقطوعة من التراث الصنعاني، حيث تعبّر الفرقة عن هذه المشاركة بقولها: «عمل فيه اشتياق وتعبير عن محبتنا لسيدنا رسول الله»، وظهر العمل بالزي اليمني الأًصيل، وفي جو روحاني يجسد هيبة المديح النبوي.
فرقة «الصفاء» الصوفية الحضرمية من محافظة حضرموت، هي الأخرى شاركت في كليب «المديح اليمني» بمقطوعة من التراث الحضرمي مطلعها «ألف صلى الله على زين الوجود»، وتؤكد الفرقة أن هذه المشاركة تعني «المحبة لرسول الله والانتماء له، ونحن بدورنا نؤدي رسالتنا للاقتداء بهديه والسير على نهجه».
فرقة «الشهيد الصماد» من محافظة الحديدة، أيضاً كان لها حضور بارز في هذا الكليب، وقد شاركت بتراثها التهامي بوصلة إنشادية مطلعها «الصلاة دوام»، وهنا تؤكد الفرقة، أن مهرجان الرسول الأعظم «يقدم كل سنة الأفضل والأروع والأسمى في إظهار ولائنا وصدقنا ومشاعرنا الشجية في حب رسول الله».
أما فرقة «ملتقى التصوف الإسلامي» من محافظة تعز، فقد شاركت بوصلة إنشادية متميزة بعنوان «بسم الله سمينا»، وهي من التراث التعزي، حيث حضر بتراثه الأصيل في هذا الكليب للتعبير عن المحبة والولاء للرسول الأعظم بكل أنواع التراث الإنشادي اليمني، ويأتي الكليب ككل ليعكس مدى ارتباط اليمنيين بالمصطفى، وتعظيمهم وولائهم له.
«أتيناك يا رسول الله»
في التاسعة أيضًا يحضر التراث التهامي الأصيل بلونه الإنشادي المتميز، في حضرة المقام المحمدي الذي زاده روحانية وجمالا، وكان ذلك بأوبريت «أتيناك يا رسول الله»، قدمّه المنشد محمد الحلبي وفرقته الإنشادية، وتكوّن من عدة وصلات إنشادية في حب نبي الرحمة وذكرى ميلاده الشريف.
الأوبريت يضم في دقائق خمس لوحات إنشادية، الأولى بعنوان «يا سيّد السادات يا يماني»، كتب كلماتها الشعراء جابر رزق ومحمود مبروك، وألحان تراثية قام بتطويرها المنشد محمد الحلبي، فيما كانت اللوحة الثانية بعنوان «يا بدر به كاف نون الوصل تم»، وهي من كلمات الشاعر صلاح الدكاك وألحان من التراث التهامي.
أما اللوحة الثالثة فكانت بعنوان «شهر ولد فيه شهر»، من كلمات الشاعر محمد طاهر الأهدل ومن ألحان المنشد محمد الحلبي، والرابعة بعنوان «المصطفى واليمانيون ملحمة»، من كلمات الشاعر معاذ الجنيد، وأداء وألحان المنشد محمد الحلبي، وكان عنوان اللوحة الخامسة «اسمعوني اسمعوني»، وكتب كلماتها أيضًا معاذ الجنيد، ومن ألحان وأداء المنشد محمد الحلبي، الذي شاركه في الأداء المنشد أحمد الحلبي.
أوبريت «أتيناك» من إخراج عبد الرحمن دلاق، وقد عرضته فرقة «الحلبي» الإنشادية على منصة مهرجان الرسول الأعظم بشكل مباشر بأصوات مجموعة من المنشدين العاشقين لرسول الرحمة، وبشكل مستمر يحضر التراث الإنشادي التهامي في مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، بيد أن أبرز هذه الكليبات «نبي الهداية»، الذي أنتجه المهرجان في الدورة السابعة، وقد تجاوزت نسبة مشاهداته على يوتيوب الـ 8 مليون مشاهدة خلال سنتين.
«أهلًا رسول الله» و «عيدُ أعيادي»
فرقة «شباب الصمود» هي الأخرى، ترنم أعضاؤها في هذا الموسم بالكليب الإنشادي «أهلًا رسول الله» الذي ترجم مظاهر الفرحة والاستعداد لاستقبال ميلاد الرسول الأعظم بالزينة، التي تظهر في كل ربيع ترحيبا وابتهاجًا بذكرى مولد خير الأنام عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وكتب كلماته الشاعر نشوان الغولي، بألحان تراثية متميزة، تجسد كلها مصاديق الحب والولاء والتعظيم لسيد الخلق.
وإلى ذلك، المنشد يحيى الشرعي وكوكبة من أشبال فرقة وطن الإنشادية، جمعهم حب الرسول الأعظم في كليب «عيد أعيادي»، الذي امتلأ فرحة وبهجة بذكرى ميلاد النبي الأكرم، كتب كلماته الشاعر العباس إسحاق، وألحان من التراث، وها نحن نقترب معكم من اختتام هذه المادة، التي تستعرض الأعمال الإنشادية البديعة التي أنتجها المهرجان في هذه الدورة، وإليكم تفاصيل اللوحة التي أشرنا إليها في البداية.
«لوحة فنية شعرية وإنشادية»
أما حفل اختتام مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي بدورته التاسعة، فكان مسكاً مع فرسان الشعر والإنشاد المتأهلين إلى المرحلة النهائية في مسابقات المهرجان، حيث قدموا لوحة شعرية وإنشادية متفردة في الإبداع، لفتت أنظار محبي الرسول الأعظم المتابعين لمهرجانه السنوي، وأطربت مسامعهم، وأسرت قلوبهم، في أجواء عاطرة بالنفحات المحمدية.
وقد قدم خلالها المتسابقون فقرات متميزة امتزج خلالها الشعر بالإنشاد، لمتسابقين واكبوا المهرجان منذ فتح باب الاستقبال، ووصلوا للمرحلة النهائية في مسابقات المهرجان، كما تغنوا بأجمل ما لديهم من أداء، ونظموا أفضل ما لديهم من الشعر، ليظهروا بهذه اللوحة الفنية في مقام الرسول الأعظم.
تلك الأعمال التسعة، كانت خلاصة من الحب والعشق والتعظيم لسيد الخلق، وحصيلة لما قدمه مهرجان الرسول الأعظم في دورته التاسعة، إلا أنها مهما بلغت في الإبداع، لا تساوي شيئاً في مقام سيد الخلق، وفي معرض حديثها عن الإنتاجات التي قدمتها في هذه الدورة، تقول إدارة المهرجان أنها رغم حرصها على تقديم الأجمل والأروع في حضرة رسول الله، ما تزال تشعر بالتقصير أمامه، فمقامه الكمال، ولا قدرة لأي عمل إبداعي تجسيد الكمال، مهما توفر له من الإمكانيات، وتضاف تلك الأعمال الإنتاجية إلى السجل الإبداعي والفني والثقافي الذي يثريه مهرجان الرسول الأعظم، الذي تقيمه مؤسسة الإمام الهادي الثقافية، حباً وتعظيما لسيد الخلق في كل ربيع من كل عام..