أخلاقيات الإعلامي الرياضي

د. جابر يحيى البواب

 

 

العمل الإعلامي الرياضي ليس نشاطا عشوائيا، فهو محكوم بضوابط أخلاقية مهنية وأخرى ذات صلة بالرؤية الفكرية للإعلام في حد ذاته والأهداف المنوطة به وعادات وتقاليد مجتمعنا، وقبل ذلك وذاك الأخلاقيات والسلوكيات الحميدة التي أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف، إن عدم التقيد بهذه الضوابط قد يؤدي إلى إحداث فوضى في عملية الانتقاء والنشر، ومن ثم حدوث تبعات سلبية لا أخلاقية على متلقي الرسائل الإعلامية ومرسلها، فكما لكل نشاط مهني أخلاقيات تنظمه وتحول دون خروجه عن المنظومة القيمية للمجتمع، من باب أولى أن يلتزم النشاط الإعلامي الرياضي بتلك الأخلاقيات، لأن تبعات نشاطه تمس مجالا بشريا واسعا، هذا الحديث اعتقد انه تمت الإشارة اليه ولو بصيغة أخرى في الدورة التدريبية “معايير وأخلاقيات الصحافة الرياضية” التي نظمتها الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بقيادة أستاذ الإعلام المحاضر بجامعة صنعاء ورئيس الجمعية الدكتور صالح حميد، والتي سبق لي وأن نظمت دورات تدريبية في هذا المجال تحت عنوان أخلاقيات العمل الوظيفي، وعلى الرغم من رغبتي في حضور هذه الدورة إلا أني فضلت أن أترك المقعد لمن هو بحاجة أكثر.
لا أدري لماذا تتزايد وتنتشر ظاهرة الإساءة والتنمر والتشهير ونشر الأكاذيب، وإلصاق التهم الباطلة بالآخرين في الإعلام الرياضي خصوصا؟ ونهج البعض سلوكاً بعيداً كل البعد عن الأخلاقيات المهنية والأخلاقيات الإنسانية، يسيء بالدرجة الأولى لصاحبه خاصة وللعمل الإعلامي عامة، ويترك انطباعاً مخزياً لدى جمهور الإعلام الرياضي، والأكثر من ذلك أنه يتسبب في هدم المجتمع وإدخال الحزن والألم في حياة الأسر، ما شهدناه وسمعناه في الأسابيع الماضية من حملات إعلامية تشهيرية نالت بعض زملاء العمل الإعلامي الرياضي وتسببت في إدخال البعض منهم إلى السجن، شيء مؤسف ومحزن جدا، وليس له أي صلة بأخلاقيات الصحافة الرياضية بتاتا، وانا هنا لا ألقي باللوم على الجهات الأمنية، فطبيعة عملها يفرض عليها الاشتباه والتشكيك في أي شخص يتم نشر معلومات عنه تمس أمن الوطن حتى وإن كانت كاذبة، فمن واجبهم القيام بالتحري وتقصي الحقائق بهدف الإثبات أو النفي، وفي الأخير يتم إحقاق الحق وإنصاف المظلوم ويقع اللوم على انهيار أخلاقيات العمل الإعلامي.
مؤخرا، تم الزج بالأخ الصديق العزيز الإعلامي المخضرم الأستاذ معاذ الخميسي في مهاترات وأكاذيب إعلامية لا أخلاقية تمسه وتمس ولاءه الوطني وحبه الخالص لليمن والمعروف للجميع، كل من عرف الخميسي معاذ يشهد له بحسن الأخلاق ورقي التعامل وترفعه عن الصغائر، وحبه للجميع وتعامله مع الجميع بمهنية وإنسانية، وسعيه لعمل الخير، وتألمه الشديد لما يحدث ليمن الأيمان والحكمة من عدوان وحصار ودعائه المستمر المولى عز وجل أن يفريج الهم ويزيل الضيق ويرفع الظلم عن شعبنا ووطننا الحبيب، حملة لا أخلاقية يتعرض لها الكثير من زملاء العمل الإعلامي الرياضي بهدف تحقيق المصالح الذاتية وكسب ملذات الدنيا الدنيئة، ودون وازع إنساني أو ضمير أخلاقي، تصرفات مشينة تسيء للجميع وتدفع الكثير من أصحاب الأقلام النزيهة والأخلاق الحميدة إلى التصدي لها واستنكارها، وذلك يعد واجباً أخلاقياً قبل أن يكون واجباً مهني.

قد يعجبك ايضا