التأكيد على موقف اليمن المبدئي القرآني تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: حضور الشعب اليمني الكبير في ساحات الاحتفال بالمناسبة جعله يتصدر شعوب الأمة الإسلامية
ندعو تحالف العدوان إلى وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب
التطبيع خيانة لله ورسوله والمسلمين ونفاق واضح بلا شك
ندعو الدول والمجتمعات الغربية للتحرر من الصهيونية والكف عن الإساءة للأنبياء
الذكرى مناسبة مهمة لتشخيص أسباب معاناة المجتمع البشري في كل المجالات والبحث عن حلول صحيحة
مساعي الطاغوت والاستكبار العالمي ومن يرتبط به هي العمل على إخراج الناس من النور إلى الظلمات
ندعو أبناء الشعب اليمني إلى مواصلة التصدي للعدوان في حال استمراره باعتباره جهاداً مقدساً
رسالة الله تعالى هي تحرير الإنسان من العبودية للطاغوت والسمو به روحياً وأخلاقياً وهي مشروع عزة وكرامة
الثورة /سبأ
وجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أمس خطاباً بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444هـ .. فيما يلي نصه:
حياكم الله، وبارك الله فيكم، يا أحفاد الأنصار، يا يمن الإيمان، كتب الله أجركم على هذا الحضور المشرِّف الكبير، الذي هو من مظاهر التعظيم لرسول الله، محمد بن عبد الله “صلوات الله وسلم عليه وعلى آله”.
نسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يوفِّقنا وإيَّاكم لأن نكون من أنصاره، والمقتدين به، والمتأسين به، إنه سميع الدعاء
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}[الكهف: 1-3]، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه، أرسله بالهدى ودين الحق، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلَّغ رسالات الله، وجاهد في سبيل الله صابراً محتسباً حتى أتاه اليقين.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: الآية56].
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات في كل ساحات الاحتفال: السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
ومباركٌ لكم، ولكل شعبنا العزيز، وأمتنا الإسلامية كافة، بحلول هذه المناسبة المباركة المجيدة: ذكرى مولد خاتم النبيين، ورحمة الله للعالمين، رسول الله محمد بن عبد الله “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين”.
إنَّ شعبنا العزيز- وكما في الأعوام الماضية- يحيي هذه المناسبة بفرحٍ وابتهاجٍ وسرور، من منطلق قول الله “تبارك وتعالى”: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: الآية58]، ويقيم الفعاليات الثقافية، التي تهدف إلى الاستفادة من نور هذه المناسبة، وما يتضمنه الحديث عن رسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”، وعن سيرته ورسالته، من هدايةٍ، وبصيرةٍ، ووعيٍ، ونور، وأثرٍ تربويٍ عظيم، وبأنشطةٍ وأعمالٍ خيريةٍ وإغاثيةٍ وإنسانية، كنفحة رحمةٍ من رحمة الله المسداة للعالمين، ثم هو اليوم يحضر في ساحات الاحتفال بالمناسبة حضوراً كبيراً ومتميزاً، وفي الصدارة بين شعوب أمتنا الإسلامية، معبِّراً بذلك عن محبته وتعظيمه وولائه لرسول الله وخاتم أنبيائه محمد “صلى الله وسلم عليه وعلى آله”، ومجسِّداً لانتمائه الإيماني الأصيل الذي عبَّر عنه رسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” بقوله: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))، ومتزوداً من عطاء وأثر وبركات هذه المناسبة ما يرتقي به في درجات الإيمان، وما يزداد به ثباتاً وتمسكاً بالموقف الحق، وعزماً وقوة إرادةٍ على مواصلة السير في درب الهدى، وبالاهتداء والاقتداء بخير قدوةٍ، وأعظم أسوةٍ، رسول الله “صلى الله وسلم عليه وعلى آله”، وذلك ثمرة الإيمان به وبرسالته، كما قال الله “تبارك وتعالى”: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: الآية21].
إننا ومن واقع ما تعيشه الأمة الإسلامية، وتعيشه المجتمعات البشرية من حولها في مختلف أنحاء المعمورة، من مشاكل وأزمات، نرى في هذه الذكرى مناسبةً مهمة لتشخيص الأسباب الحقيقية لمعاناة المجتمع البشري، ومشاكله المتفاقمة في كل المجالات: السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأمنية، وللبحث عن الحلول الصحيحة، التي تشهد على صحتها، وإيجابيتها، ونتائجها، شواهد اليقين، والحجة النيرة، والبرهان الساطع، وحقائق الواقع.
وحينما نعود إلى مسيرة البشر على مدى التاريخ، ونتأمل مجرياتها، وأحداثها، ومفاصلها الكبرى، نجد أن الأحوال في المجتمع البشري تكررت بتكرر أسبابها، ففي كثيرٍ من المراحل عاش المجتمع البشري المعاناة الكبيرة، والمآسي الرهيبة، من الظلم، والفساد، والضلال، ونتج عن ذلك: أن تحول واقع الحياة إلى شقاء، وتأثيرٍ سيءٍ على الإنسان في نفسه أولاً، إلى درجة أن يخسر قيمته الإنسانية، وما وهبه الله من القدرات والمواهب والفطرة، التي تسمو به كإنسانٍ كرمه الله تعالى، وفضله على كثيرٍ من مخلوقاته، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: الآية70]، وكذلك من تأثيرٍ سيءٍ على ظروف حياته ثانياً.
فغياب الرشد في التفكير، وغياب النوايا والدوافع الحسنة، وغياب الأعمال الصالحة، وفي المقابل ما يأتي من بدائل لها، من أفكارٍ ظلامية، وممارساتٍ وأعمالٍ سيئة، ونوايا ودوافع فاسدة، ثمرتها في واقع الحياة المعاناة الكبيرة، والمظالم الرهيبة، والجرائم الشنيعة، والمفاسد الفظيعة، وكلها تطال حياة الناس بشكلٍ مباشر، وتسبب لهم الشقاء، والعناء الكبير، والتدهور في مختلف مجالات حياتهم، والسبب الحقيقي هو: الانحراف في مسيرة البشر عن هدى الله “سبحانه وتعالى”، وعن تعاليمه، التي هي من منطلق رحمته، وحكمته، وعلمه، ولا يمكن للإنسان الاستغناء عنها، ولا أن يقدم البدائل الأفضل منها، بل إن من لازم التفريط بها أن يشقى، وأن تتدهور حياته، كما بيَّن الله “سبحانه وتعالى” ذلك فيما ذكره عن أول حالة تفريطٍ في قصة أبينا آدم “عليه السلام”: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه: 123-126].
فالله “سبحانه وتعالى” كرَّم الإنسان، واستخلفه في الأرض، وسخَّر له ما في السماوات وما في الأرض، وأسبغ عليه نعمه ظاهرةً وباطنة، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان: من الآية20]، وقال تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[إبراهيم: الآية34]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}[الأعراف: الآية10].
ومنذ بداية الوجود البشري ترافقت هداية الله تعالى، وتعاليمه المباركة للإنسان، إلى جانب النعم المادية والمعنوية، وكانت- ولا تزال- ضروريةً لنجاح الإنسان، في أداء مسؤولياته في الاستخلاف في الأرض، وإقامة القسط والعدل، وإقامة الحضارة الراقية، التي تبنى على أساسٍ من المبادئ والقيم الإلهية، ويعيش الإنسان بها الحياة الطيبة، وكلما تجاهلها الإنسان، واستبدل بها ما يقدِّمه الآخرون؛ فهو يخسر، ويكون ضحيةً لاستغلال أعدائه، فالبديل عن هداية الله تعالى، هو: غواية الشيطان الرجيم، العدو اللدود للإنسان، كما بيَّن الله “سبحانه وتعالى” ذلك بقوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: الآية6].
ويعتمد الشيطان في مساعيه العدائية في الإضلال والإفساد والإغواء، على فريق عملٍ من شياطين الإنس والجن، الذين تحوَّلوا إلى مصادر للإضلال والإفساد، كما بيَّن الله تعالى ذلك في القرآن الكريم، بقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[الأنعام: من الآية112]، وكما قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}[الإسراء: الآية64]، وأولئك الذين أصبح لهم هذا الارتباط بالشيطان، إلى مستوى الشراكة في الأموال والأولاد، وفي القوة البشرية والمادية من بني البشر، هم الذين يناوئون الأنبياء والرسل، ويعارضون رسالات الله، ويعملون على الانحراف بالناس عن إتِّباعها، وهم الطاغوت، كما سمَّاهم الله سبحانه بذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة: الآية257].
إنَّ كل مساعي الطاغوت والاستكبار، ومن يرتبط به في كل زمان، بما في ذلك في زماننا، الذي يمثل الأمريكي والإسرائيلي فيه طاغوت العصر، هي: العمل على إخراج الناس من النور إلى الظلمات، بكل الوسائل والأساليب، ومجمل أعمالهم ومساعيهم تركِّز على التالي:
أولاً: نشر العقائد والثقافات والمفاهيم الباطلة والخاطئة، المسيئة إلى الله تعالى، والمؤثرة سلباً على العلاقة الإيمانية به، والتصور الخاطئ تجاه امتداد العلاقة الإيمانية بالله تعالى في حياتنا وأعمالنا، وفي هذا السياق يسعون لنشر الإلحاد، والترويج له، والترويج للشرك بالله تعالى، وللعقائد المسيئة إلى الله “جلَّ شأنه”، وإلى المفاهيم المغلوطة، التي تضرب الإنسان في إيمانه بالله.
ثانياً: يسعون إلى فصل الناس وإبعادهم عن الأنبياء والرسل، في العلاقة الإيمانية بهم كقادةٍ وقدوة، وعن كتب الله وتعليماته كمنهجٍ للحياة، ومستندٍ وأساسٍ ومرجعٍ للمعرفة، وللهدى والعلم، ومن أسوأ ما يفعلونه في ذلك: تحريفهم لمفاهيم الدين باسم الدين نفسه.
ثالثاً: سعيهم المستمر لتقويض القيم والأخلاق، ونشر المفاسد والرذائل، ومن ذلك: جريمة الزنا، وما يجرُّ إليه من التبرج والفوضى في الاختلاط، والعلاقات المحرَّمة، وجريمة الفاحشة الشنيعة (المثلية)، وما يدنس النفوس، ويفقدها الزكاء، ويدفعها إلى الجريمة، وإلى الرذيلة، كشرب الخمور، وتعاطي المخدرات، وكذلك استباحة المحرمات والخبائث، وإلغاء الانضباط بمسألة الحلال والحرام.
رابعاً: سعيهم المستمر لتغييب العدل من الحياة، ومنع إقامة القسط، وتمكينهم للظلم والظالمين، وارتكاب الجرائم الرهيبة بحق المستضعفين، من القتل الجماعي، والنهب لثرواتهم، وحرمانهم منها، وممارسة كل أشكال الظلم، وانتشار الجرائم، وإذلال الناس واستعبادهم واستغلالهم، واعتماد الهمجية والتوحش والجبروت لإخضاعهم.
خامساً: سعيهم المستمر لإماتة الشعور بالمسؤولية، والدفع بالإنسان نحو الانفلات والفوضى في أعماله وتصرفاته، وعدم الاستشعار لعواقب أعماله، والجزاء عليها، وكل ذلك بهدف إفساده كوسيلةٍ للسيطرة عليه.
وهذا الوضع الذي يطبعونه بذلك الطابع الطاغوتي يسمى في القرآن بالجاهلية، وضحيته هم الناس، وآثاره السيئة في الحياة ملموسةٌ في كل المجالات، في الحاضر المعاصر، وأيضاً معروفةٌ في تاريخ الأمم الغابرة، وفي الجاهلية الأولى، ما قبل بعثة خاتم الأنبياء رسول الله محمد “صلى الله عليه وآله”، وكانت قد وصلت بالمجتمع البشري إلى وضعيةٍ خطيرة، فكانت رحمة الله تعالى بخاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، يمتد نسبه إلى نبي الله إسماعيل، ابن نبيه وخليله إبراهيم “عليهما السلام”.
ولد “صلوات الله عليه وعلى آله” في مكة المكرمة، في شهر ربيعٍ الأول، في عام الفيل، وهو العام الذي أهلك الله فيه أبرهة وجيشه، الذين حاولوا العمل على هدم الكعبة، والسيطرة على مهد النبوة، والقضاء على مستقبل الرسالة الإلهية، فأهلكهم الله تعالى، وجعل كيدهم في تضليل، كما بيَّن ذلك في (سورة الفيل) في القرآن الكريم.
ونشأ رسول الله “صلى الله عليه وعلى آله” نشأةً مباركةً متميزةً وفريدة، وحظي بالإعداد الإلهي، حيث أعده الله، وهيأه لمهمته المقدسة، وبلغ من الكمال الإنساني، والأخلاقي، والرشد، والمؤهلات العظيمة، مبلغاً عظيماً، تسامى فيه إلى ذروة الكمال البشري، فكان سيد ولد آدم، وخير البرية، وأعظم الأنبياء.
وبعثه الله بالرسالة إلى العالمين، وأمره بالبلاغ، وهو في الأربعين من عمره الشريف، فتحرك ونهض بأداء مهمته المقدسة، رحمةً للعالمين، وداعياً إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً، مجسداً لمبادئ الرسالة الإلهية وأخلاقها وقيمها على أرقى مستوى.
وأنزل الله عليه القرآن الكريم، كتاب الله المجيد، والنور المبين، والمعجزة الخالدة، فكانت مهمته الرئيسية مقترنةً به، كما قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: من الآية1]، وحمل روحية القرآن، بما في ذلك حرصه العجيب على هداية الناس، الذي بلغ إلى درجة أن قال الله تعالى له: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الشعراء: الآية3]، حيث بلغ به الألم والحزن عليهم، وهو يرى إعراضهم، ويدرك مدى خسارتهم، إلى مستوى يكاد أن يهلكه الحزن عليهم، وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: الآية128].
{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} يعني: يعز عليه ويؤلمه أن يلحقكم أي ضرر، ويسعى إلى ما فيه نجاتكم، وفلاحكم، وعزتكم، وقوتكم، والخير لكم.
{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} بكل ما تعنيه الكلمة: حريصٌ عليكم أن تهتدوا، وأن تفوزوا في الدنيا والآخرة، وحريصٌ عليكم أن تكونوا أمةً عزيزةً، وحريصٌ عليكم أن تكونوا أمةً موحدةً قويةً، وحريصٌ على نجاتكم من عذاب الله، وحريصٌ على صلاحكم واستقامتكم.
{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، ومن أعظم مزاياه وقيمه: الرحمة والرأفة، التي تجلت بوضوح في اهتمامه، وتعامله، وسيرته، وسعة صبره، ومدى تحمله.
وكم ورد في القرآن الكريم من الحديث عن مؤهلاته الرسالية، ومواصفاته الإيمانية، وكماله الإنساني العظيم.
وقد تحرك “صلوات الله عليه وعلى آله” معتمداً على الله تعالى، ومتوكلاً عليه، وواثقاً به، وبذل كل جهده، وسخَّر كل ما منحه الله تعالى من المؤهلات في خدمة الرسالة، والسعي لإنقاذ الأمة، ولخلاص البشرية، وفق هدي الله تعالى وتعاليمه ونوره (القرآن الكريم)، وقدَّم الهدى والحق من جديد سليماً ونقياً، وصافياً وخالصاً من كل شائبة ضلال.
وفي فترةٍ وجيزة- شملت المرحلة التي أقام فيها بمكة منذ البعثة بالرسالة، وبداية التبليغ، ثم هجرته إلى المدينة المنورة- حقق إنجازاً عظيماً، وصنع الله على يديه متغيراتٍ كبيرة، فقوَّض كيانات الطاغوت، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وانتقل بالعرب من الأمية والجاهلية الأولى إلى نور القرآن، ودين الإسلام، ووصل بهم إلى المرتبة الأولى عالمياً، كأمةٍ مؤثرةٍ تتحرك في إطار أقدس قضية، وأعظم راية، وأسمى هدف، وكان مستوى التغيير في المفاهيم والأفكار، والتصورات والرؤى، والتوجهات والمواقف والأعمال، يمثل نقلةً عظيمةً، لو استمر المسلمون عليها، لكانوا اليوم لا يزالون في نفس الموقع الرائد لقيادة المجتمع البشري، حيث كان رسول الله “صلى الله عليه وآله” قد بلغ بهم.
إن سيرة رسول الله “صلى الله عليه وآله”، والتعرف على شخصيته، والدراسة الواعية لإنجازه العظيم، وكيف تحرك بالقرآن الكريم، وكيف كانت طريقته في التغيير، وما بذله من جهدٍ وجهاد، وما قدمه من تعليماتٍ وإرشادات، كل ذلك درسٌ عظيمٌ ومهمٌ يحتاجه المسلمون: في إطار تعزيز صلتهم الإيمانية برسول الله “صلى الله عليه وعلى آله”.
وأيضاً باعتبار ذلك الطريق الصحيح، والمنفذ الوحيد للخلاص والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ولمعالجة المشاكل الكبرى، والتغيير نحو الأفضل ولحل الأزمات المتفاقمة، التي يعاني منها المسلمون، وبقية المجتمعات البشرية، وللفلاح في الدنيا والآخرة.
كما بيَّن الله تعالى ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف: من الآية157].
إن الإيمان برسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” هو العنوان الأول، وينبغي أن يرتقي إيماننا به إلى المستوى المطلوب، الذي ثمرته الاهتداء، والتأسي والاقتداء، وأن يكون إيماناً صادقاً، واعياً، مبنياً على معرفةٍ به، وتعظيم منزلته عند الله، وثقةٍ تامةٍ به، وأن نحبه ونتولاه بالمستوى الذي ينبغي بالاعتبار الإيماني، كما قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[الأحزاب: من الآية6].
إن إيمان الإقرار وحده لا يكفي لتحقيق ذلك؛ ولذلك يخاطب الله المنتمين للإيمان في القرآن بأن يؤمنوا الإيمان المطلوب بالمستوى اللازم برسوله “صلوات الله عليه وعلى آله”، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الحديد: الآية28]، وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}[النساء: من الآية136].
أمَّا العنوان الثاني فهو قوله تعالى: {وَعَزَّرُوهُ}، بما يعنيه ذلك من تعظيمٍ للنبي “صلى الله عليه وعلى آله”، واحترام مكانته ومقامه، ومنزلته العالية جداً، وتوقيره من واقع الإيمان بعظمته في كماله، وإيمانه، ومؤهلاته، ودرجته عند الله، إلى غير ذلك من الاعتبارات التي بينها القرآن الكريم، ورسم من خلالها كيفية علاقة المؤمنين برسول الله، والتزام الآداب المعبرة عن التعظيم، وهذا مهمٌ جداً في تعظيم ما جاء به من عند الله، واحترام توجيهاته، والتأثر به، والاقتداء والتأسي به، والاعتزاز بمنهجه، وتقديس تعليماته.
أمَّا العنوان الثالث فهو قوله تعالى: {وَنَصَرُوهُ}، وهو يتحقق بنصر قضيته، التي من أجلها جاهد وصبر وضحى، ولأجلها عانى، وهي رسالة الله وهديه ودينه الحق، وبكل الوسائل المشروعة، وعلى كل المستويات، نصروه فجاهدوا في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، وبالتصدي لكل محاولات الأعداء، الرامية إلى طمس معالم رسالته، أو تزييف منهجه وتعاليمه والافتراء عليه، نصروه بحمل راية الحق، والوقوف في وجه الطاغوت والاستكبار، نصروه في مواجهة من يعادونه، ويعادون رسالته ودعوته، ويحاربونها بكل الوسائل والأساليب، نصروه وكان لهم موقفٌ واضح من المسيئين إليه، المعادين له، نصروه وهو أعظم مجاهدٍ في سبيل الله تعالى، وناصرٍ للحق والمستضعفين، وأعظم من صبر وضحى وثبت في أصعب الظروف، وفي مواجهة أكبر التحديات.
أمَّا العنوان الرابع فهو قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ}، يعني: القرآن الكريم، فهو:
النور الهادي، الذي يضيء لنا الحياة، ونستنير به فيكشف كل الظلمات، ويقدم لنا الحق خالصاً من كل شائبة ضلال، {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}[فصلت: من الآية42].
وهو النور الذي يستوعب من العلم والمعارف ما يفوق كل تصورٍ وخيال، كما قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}[الكهف: الآية109].
وهو أيضاً المعجزة الخالدة، في بلاغته، وحكمته، وهديه، ونوره، وسعة معارفه، واستيعابه لكل مجالات الحياة، وما يحتاجه الإنسان من الهداية، إلى المستوى الذي قال الله عنه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: الآية88].
وهو النور الكفيل بأن يرتقي بالمسلمين إلى أعلى درجات الوعي والبصيرة، والعلاقة به إيمانياً هي علاقة إتِّباع بكل ما تعنيه الكلمة، كما كان النبي “صلى الله عليه وآله” متَّبعاً، وعلَّمه الله أن يقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}[الأنعام: من الآية50].
واتبعوه كمنهجٍ لمسيرة حياتهم، واتبعوه في مواقفهم، واتبعوه في توجهاتهم.
وبهذه العناوين الأربعة التي قدَّمت لنا الصلة الإيمانية، والارتباط الصحيح بالرسول “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”، وبالقرآن الكريم، تتحقق النتيجة العظيمة المهمة، وهي قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، هم الذين يظفرون ويفوزون بأعظم النتائج، وأكبر المكاسب، وأسمى الأهداف، وأعظم الغايات:
ففي الدنيا: يحظون برعايةٍ عظيمةٍ من الله تعالى في أنفسهم، وفي حياتهم ومواقفهم، فالله يحبهم، ويعزهم، ويعينهم، ويوفِّقهم، ويهديهم، ويؤيِّدهم بنصره، ويمنحهم النجاح… إلى غير ذلك من رعايته الواسعة، والحياة الطيِّبة.
وفي الآخرة: يأمنون يوم الفزع الأكبر، ويفوزون بالجنة ورضوان الله تعالى، ويصلون إلى السعادة الأبدية، ويحظون بالنجاة من عذاب الله، وهذا هو الفوز العظيم.
أمَّا غيرهم فخاسر، وما حصل عليه زائل، وعاقبته الخسران الأبدي، والخلود في نار جهنم والعياذ بالله تعالى.
فهلمَّ يا شعبنا العزيز، يا يمن الإيمان، ويا أمتنا الإسلامية، إلى ما فيه الفلاح والظفر والنجاح، والإنقاذ من الخسران، حيَّ على الفلاح، فلن ينقذ أمتنا من الخسران الذي خسرته- والذي خسرته هو الشيء الكثير على كل المستويات- لن ينقذها إلَّا عودتها العملية الواعية الصادقة إلى القرآن الكريم، وإلى رسول الله وخاتم أنبيائه محمدٍ “صلى الله عليه وآله”، وفق العناوين الأربعة في الآية المباركة.
إنَّ رسالة الله تعالى هي لتحرير الإنسان من العبودية للطاغوت، وهي لتزكية نفس الإنسان والسمو به روحياً وأخلاقياً، وهي نورٌ، ورشدٌ، وحكمةٌ، وبصيرةٌ، ووعيٌ، ومشروع عزةٍ وكرامة، وهي مشروع فلاحٍ وفوزٍ في الدنيا والآخرة، وهي المنهج الذي لا يمكن إقامة القسط إلَّا به، ولا يتحقق العدل إلَّا بإتِّباعه، وهي الصلة الإيمانية بالله تعالى، التي يحظى من اتبعها بما وعد الله به، من المعونة، والهداية، والنصر، والتأييد، والتوفيق، والفلاح، والنجاة من عذاب الله، والفوز برضوانه وجنته، وهي المشروع الناجح، الموعود من الله بالنصر والظهور، كما قال الله “تبارك وتعالى”: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة: الآية33]، وهي مشروع الخلاص، والإنقاذ للبشرية، والفرج للمستضعفين.
وفي هذا المقام، ومن هدي المناسبة ونورها، نؤكِّد في الختام على التالي
أولاً: أدعو قادة الغرب، والمجتمع في الدول الغربية، إلى الكف عن الإساءة إلى الله تعالى، وإلى أنبيائه، وخاتم أنبيائه وسيد رسله محمد بن عبد الله.
وأدعوهم إلى الكف عن العداء للأنبياء، والكف عن العداء لكتاب الله وكلماته (القرآن الكريم)، وإلى الكف عن إحراق المصاحف، والكف عن محاربة تعاليم الله المباركة العظيمة، والكف عن مساعيهم الشيطانية في محاربة الأخلاق والقيم، ونشرهم للرذائل والمفاسد، وسعيهم لإفساد الشعوب.
وأدعوهم أن يتأملوا في واقعهم، وما قد نتج عن ذلك من مفاسد ومشاكل رهيبة: اجتماعية، ونفسية… وفي كل المجالات.
وأحذرهم مما حذَّر الله منه في كتابه الكريم، وعن طريق أنبيائه ورسله، من العواقب الوخيمة، والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة.
وأدعوهم إلى التحرر من الصهيونية اليهودية، التي سيطرت عليهم، وأضلتهم، وأفسدتهم، ولعبت بهم، واستحكمت سيطرتها عليهم بشكلٍ تام، واستعبدتهم إلى حدٍ رهيب.
ثانياً: نوصي أنفسنا وأمتنا بالعودة العملية الواعية إلى الرسول “صلى الله عليه وعلى آله”، وإلى القرآن الكريم، وفق العناوين الأربعة في الآية المباركة: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف: من الآية157].
ثالثاً: نؤكِّد على موقفنا المبدئي القرآني تجاه قضايا أمتنا الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومسرى النبي “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” وهو المسجد الأقصى، ونعتبر التطبيع من المطبِّعين خيانةً لله ولرسوله وللمسلمين، ونفاقاً بلا شكٍ وبكل وضوح.
رابعاً: أدعو تحالف العدوان على بلدنا إلى وقف العدوان، ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب، فيما يتعلق بالأسرى والأضرار.
كما أدعو شعبنا العزيز إلى مواصلة التصدي للعدوان طالما استمر؛ باعتبار ذلك مسؤوليةً دينية، وجهاداً مقدَّساً، يجب القيام به، مع التوكل على الله تعالى، والثقة بنصره، والعاقبة للمتقين.
وختاماً: أسأل الله “تبارك وتعالى” أن يتقبل منكم- أيُّها الكرام الأعزاء- حضوركم ومشاركتكم في هذه المناسبة المباركة، وأن يكتب أجركم، وأجر كل الذين أسهموا في إقامة هذه المناسبة، من لجانٍ تنظيمية، وأمنٍ، وعاملين في مختلف التجهيزات والأعمال.
ونسأل الله “تبارك وتعالى” أن يوفِّقنا للاقتداء برسوله “صلى الله عليه وآله”، والاهتداء بكتابه، وأن يرحم شهداءنا، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛