صنعاءُ في أبْهَى حُلَلِهَا تتَّشِحُ بألوانِ الجَنَّة

حين يعمل اليمنيون كخلية نحل واحدة في حب رسول الله

 

 

الثورة / وديع العبسي

على نبض قلب رجل واحد في التعبير عن محبة الانتماء له، وغبطة انتمائه إليهم، بمثل هذه المشاعر تتسم حركة الجميع في حب مولد النور الأعظم رسول الله محمد – صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
زخم غير مسبوق وتفاعل عالي المستوى للقطاعات الرسمية والشعبية.. الجميع يتحرك.. الشعب اليمني يسبقه حبه وشوقه ولهفته لإحياء ذكرى مولد المصطفى محمد بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله، كعادته كل عام.
شيئاً فشيئاً تصير صنعاء مدينة منورة ليأتي ذلك معبراً عن المشاعر الجامعة لليمنيين المبتهجين بالمناسبة.
لم يعش الجانب الرسمي فقط ذاك الاهتمام والتسارع في الاستعداد والترتيب للمناسبة، بل كان للجانب الشعبي والجماهيري المساحة الأكبر من هذه الترتيبات التي جعلت صنعاء بهذا الشكل الوضاء البهيج المزدان بألوان الفرح والولاء لرسول الإنسانية.
أعلام خضراء وأعمال تزيين، وتركيب لوحات ضوئية وكتابة عبارات ومجسمات لاسم محمد صلى الله عليه وآله، تعتلي المنازل والمحلات، وأسطح مباني المكاتب والمؤسسات الحكومية ومداخل المدن والطرق والجزر الوسطية وتزيينها بمختلف أنواع الزينة والأضواء واللافتات والشعارات المتنوعة، وتتجاوز ذلك إلى الجبال في مجسمات ضخمة تجعل من اسم محمد نور يشع من المكان وتراه كل الأعين في العاصمة صنعاء.
وبالتزامن، عمل اللجان المنظمة والأمنية والإعلامية وكل التشكيلات في الميدان على تجهيز ساحات الاحتفالات وترتيبها وتهيئتها لاحتفالات تليق بصاحب المناسبة، وتعبر عن التعظيم والتوقير له صلوات الله عليه وعلى آله، وكذا نُفذت حملات نظافة واسعة رسمية وشعبية لتهيئة أجواء الفرح.
ومن خلال كل تلك المظاهر من الزينة وأعمال الإضاءة، تظهر البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم -والتمسك بهديه القويم والسير على نهجه والاقتداء بأخلاقه.
كما هي دلالات لتأكيد التمسك بخاتم الأنبياء، وتجديد موقف الصمود والثبات في مواجهة العدوان.
وقبل كل ذلك، تعكس مظاهر الاستعداد لإحياء هذه المناسبة مكانة صاحبها في نفوس اليمنيين، وهي المحطة التربوية التعبوية للسير على نهجه نحو مولد جديد لأمة قوية مهابة تتيقن النصر وتتحصن بالإيمان والصبر والصمود، كما تعكس ارتباط الشعب اليمني بالنبي الكريم وشاهد على صموده وثباته في طريق إقامة الحق، ولسان حال اليمنيين يقول: لأننا شعب عظيم وأمة عظيمة، فسنحتفل بأعظم عظيم جاء إلى الدنيا ، وخاتم الأنبياء وسيد الرسل محمد- صلوات الله عليه وعلى آله ، وبالصورة التي تليق بعظمة رسول الله – صلوات الله عليه وآله وسلم ، وبالمعنى الذي نعبر فيه عن حبنا وتوقيرنا وارتباطنا به صلوات الله عليه وآله وسلم.. لنحيي خُلقه العظيم في وعينا وضمائرنا نهجاً وعملاً وسلوكاً في واقعنا ، ولنلزم أنفسنا تمثل سيرته الحسنة، وأخلاقه العظيمة، وقيمه وفضائله، صلوات ربي عليه وعلى آله ، لنجعل من كل ذلك حياةً وواقعاً تسمو به حياتنا، ويرقى به شعبنا إلى العُلا ، وتنشأ أجيالنا على الهدى والحق والطريق المستقيم ، مستحضرين كل ذلك في القدوة والأسوة والاتباع، ولنتذكر بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لاقى ما نلاقيه اليوم من عنت وحروب ، وحصار، وعدوان، وتحالف، وتحزّب الأحزاب ، بل ليس هناك مرحلة مرّ بها رسول الله، إلا واليمنيون يمرون بظروف ومراحل مشابهة جداً، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، فلنحتفِ بمن احتفت السماوات والأرض بقدومه ومولده.
على الطرق الرئيسية وفي مراكز المديريات والقرى، ترى أيضاً تلك اللوحات الضوئية واللافتات المعلقة وهي تحكي فصولاً من أسرار ميلاد النبوة وأجزاء من فضائل النهج النبوي وآيات من البهجة بهذه المناسبة الجليلة.
ومن المتوقع أن تشهد احتفالات المناسبة هذا العام غدا يوم الثاني عشر من ربيع الأول، حشودا مليونية أضخم من الأعوام الماضية، في عشرات الساحات التي تكتظ بالمحبين لرسول الله- صلوات الله عليه وآله وسلم.

قد يعجبك ايضا