اليمنيون يحيون اليوم المولد النبوي.. الأفراح عارمة والمظاهـر بهيجة

 

27 ساحة وميداناً تحتضن اليوم حشوداً ملايينية في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات
الساحات والميادين استعدت وتحضرت لاستقبال الحشود المتدفقة من كل الأرجاء
لوحات جمالية في الأرجاء باللوحات الضوئية والأنوار الخضراء
الألعاب النارية أضاءت سماء اليمن ليلة أمس
العالم الإسلامي يحتفل.. تتعدد المظاهر والمحبوب واحد.. واليمنيون يتصدرون المشهد يا رسول الله

الثورة /صنعاء/ محافظات
يحيي الشعب اليمني اليوم مناسبة المولد النبوي الشريف باحتفالات مليونية وغير مسبوقة، تحتضنها 27 ساحة وميداناً في العاصمة صنعاء وفي عواصم المحافظات الحرة.
وتأتي الاحتفالات المليونية بعد ظهر اليوم، بعد أسابيع من التحضيرات والفعاليات والأنشطة التحضيرية التي شهدتها اليمن، حيث تحتضن 27 ساحة وميداناً حشوداً جماهيرية غير مسبوقة ستحيي الفعاليات المركزية الكبرى بمناسبة المولد النبوي الشريف.
وعملت اللجان التحضيرية منذ حوالي شهر على تجهيز الساحات التي تستقبل الحشود اليوم، وأعلنت استكمال التحضيرات الفنية والتنظيمية والإعلامية والأمنية، ومن المقرر أن تشهد اليمن اليوم أكبر مظاهرات في تاريخها احتفالاً بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث تعتبر ولادة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ولادة جديدة للبشرية التي بعث الله إليها رسولاً خاتماً من العرب إلى العالمين جميعاً.
وسيتم بث المظاهرات المليونية التي ستقام اليوم على قنوات التلفزة، حيث عملت الطواقم الإعلامية على تجهيز أجهزة ومعدات البث من 14 ساحة، ستشهد بثاً مباشراً على الترددات الفضائية لقنوات التلفزة.
ويحتفل اليمنيون منذ الأول من شهر ربيع الأول الهجري من كل عام، بالمولد النبوي الشريف من خلال إقامة الندوات والمهرجانات وتزيين الشوارع والمحلات التجارية باللوحات الضوئية، وهذا العام شهدت الاحتفالات زخما غير مسبوق حيث سجلت الفعاليات والأنشطة والندوات مستويات قياسية كبيرة من حيث عددها وتنوعها.
وعكست المظاهر الاحتفائية والاحتفالية البهيجة، مكانة الرسول الأعظم في قلوب أبناء الشعب اليمني وحرصهم على الاحتفاء بمولده والسير على نهجه، وتلألأت سماء اليمن عامة بالأنوار التي زينتها اللوحات الضوئية الخضراء ليلا، ونهارا زينتها بالرنج الأخضر واللوحات التي علقت في الشوارع والمنازل والجبال.
وانطلقت المسيَّرات الليلية من الميادين في العاصمة صنعاء وفي المحافظات، حيث جابت المواكب والسيارات والشاحنات متزينة باللوحات الضوئية الخضراء الطرقات والشوارع خلال الأيام الماضية، وشاركت فيها آلاف السيارات بإضاءة أنوارها تعبيراً عن الفرح والاحتفال بالمناسبة العظيمة.
وتلألأت جدران المنازل والبيوت والأحياء والشوارع والطرقات والجبال بالأنوار الخضراء، حيث رسمت اللوحات الضوئية لوحة جمالية بديعة زينت سماء اليمن بالألوان الخضراء وامتدت من المدن إلى القرى والسهول والجبال، وتزينت البيوت حيث قامت الأسر اليمنية بتزيين منازلها بتعليق اللوحات الضوئية داخل المنازل، وعملت على تزيينها بالأعلام الخضراء والبالونات والشكليات الجمالية البديعة.
وانطلقت المواكب المنورة بالأضواء في أكثر من محافظة خلال الأيام الماضية، وحملت المواكب لوحات ضوئية ولافتات كتبت عليها “لبيك يا رسول الله” و”نبينا محمد” مرددين الأناشيد الدينية.
وجابت المواكب شوارع المدن والطرق الواصلة بين المدن والعواصم اليمنية وخرج الناس مبتهجين واعتلى الأهالي أسطح المنازل والمناطق المرتفعة لرؤية المشهد العظيم الذي عكس الفرحة البهيجة بذكرى المولد النبوي الشريف.
وليلة أمس أطلقت الألعاب النارية في سماء العاصمة صنعاء وباقي محافظات اليمن احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، ورسمت الألعاب النارية التي أطلقت من قمم الجبال والمباني والشوارع والساحات والمنازل، لوحة جمالية في سماء العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات والمناطق الريفية في كل المحافظات الحرة احتفاء بمولد خير البرية الرحمة المهداة للعالمين، فيما تشهد الميادين والساحات اليوم مظاهرات مليونية ضخمة احتفالا بهذه المناسبة العظيمة.
وتلونت سماء العاصمة بالألوان الزاهية، التي رسمها اليمنيون من خلال تفاعلهم الواسع ومبادراتهم بتزيين السماء والجدران والشوارع، وبإطلاق هذه الألعاب تعبيرا عن فرحتهم الغامرة بهذه المناسبة.
وشكلت المظاهر البهيجة التي عبر بها اليمنيون بفرحتهم بمناسبة المولد النبوي الشريف لوحة جمالية بديعة، حيث تزينت صنعاء والمحافظات والقرى والجبال والبيوت بالحلة الخضراء وأضفت الأنوار المتلألئة، رونقاً خاصاً وبديعا.
وانتشرت صور وفيديوهات اللوحات الجمالية البديعة التي رسمها اليمنيون في فضاءات الإعلام، وفي وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، ووجه الناشطون سلاما لليمن ولصنعاء التي تزينت وزغردت وأنشدت لبيك يا رسول الله – صلوات الله عليه وآله وسلم.
وشهدت العاصمة صنعاء مهرجانات ثقافية وإنشادية وشعرية كثيفة، خلال الأسابيع الماضية، وأضافت المدائح النبوية زخما فرائحيا معبرا عن الفرح والابتهاج، وكتب الشعراء وألقوا قصائدهم في الجماهير، وأنشد المنشدون وعزف العازفون، وتفجرت المواهب والإبداعات في ذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، وتحول اليمن إلى لوحة فرائحية جمالية واحدة تعبر عن محبتها وتعظيمها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويحيي المسلمون اليوم السبت 12 ربيع الأول 1444هجرية، حول العالم ذكرى مولد النبي صلوات الله عليه وآله وسلم، حيث تشهد بلدان إسلامية احتفالات بالمولد النبوي الشريف، اختلفت في تفاصيلها ومظاهرها لكنها تجتمع على التعبير عن التوقير والتعظيم والحب والولاء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، بإكرام ذكرى مولده التي تُعتبر ولادة جديدة للبشرية التي أضاء لها نور الوحي ورسالة الإسلام الخالدة سبلها ومسالكها.
لكن اليمن يتصدر مشاهد الاحتفال، لا الكلام ولا الصورة تعبر عن حالة عارمة من الفرح والابتهاج تشهدها اليمن، وزادت وتيرة الاحتفالات في اليمن، وفي العالم أيضا بهذه المناسبة، رداً على الإساءات التي يطلقها الملحدون والمارقون والتيارات الغربية واليهودية والهندية وغيرها، ومن بعض وسائل الإعلام الغربية بدعوى حرية التعبير.
وتأتي الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام في اليمن بعد مضي أكثر من سبعة أعوام من الحرب العدوانية والحصار المفروض على اليمنيين، وعقب هدنة انتهت قبل أيام، حيث من المقرر أن يلقي قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خطاباً هاماً في المناسبة، سيتضمن مواقف سياسية شاملة تجاه الحرب والسلام، وتجاه قضايا الأمة والعالم، لكن الهدنة وإنهاءها سيكون العنوان الأبرز.
وباستثناء بعض دول الخليج التي طبَّعت مع العدو الصهيوني والتي لم تحتفل بالمناسبة، تشهد باقي دول العالم الإسلامي مظاهر احتفالية كبيرة تنوعت في مضامينها تبعاً لتنوع العادات والتقاليد المحلية التي يتميز بها كل بلد عن غيره.
لم تَخْبُ جذوة الاحتفالات بمناسبة المولد النبوي الشريف رغم الفتاوي الوهابية التي حرَّمت وجرَّمت الاحتفال بهذه المناسبة، كان هدفها تقويض ارتباط المسلمين بنبيهم ورسولهم صلوات الله عليه وآله وسلم، وفصل أمة الإسلام عن قائدها ونبيها العظيم المبعوث رحمة إلى العالم أجمع.
وفي المغرب تحيي الحضرات الصوفية والتجمعات العلمية ومختلف الأطياف الشعبية هذه الذكرى التي تنقل بعض مظاهرها في مختلف وسائل الإعلام، وفي الجزائر تصدح مختلف المدن بانفجارات المفرقعات ومشاهد الألعاب النارية.
كما تتنوع الاستعدادات للاحتفال بالمولد في تونس، حيث تتضمن هذه المناسبة حركة اقتصادية نشطة، كما تشهد عادات وتقاليد وأنشطة ثقافية خاصة، بالإضافة لتزيين المعالم الإسلامية التي تزدان بها مدن لها عراقتها التاريخية مثل القيروان.
وفي مصر تستمر مظاهر الاحتفال منذ حكم الفاطميين، حيث تميزت بصناعة دمى المولد من الحلوى قبل أن تنافسها العرائس المصنوعة من البلاستيك، كما تقام مجالس الذكر وحفلات الإنشاد الصوفي التي تسرد قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
لكن اليمن تتصدر المشهد عالميا وترسم لوحة جمالية وفرائحية بهيجة، ويحتشد اليمنيون في الساحات والميادين ليوصلوا للعالم مشهدا عظيما يعكس عظمة صاحب المناسبة صلوات الله عليه وآله وسلم.

قد يعجبك ايضا