مدير عام السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة لـ”الثورة “: بدعم القيادة الثورية تغلَّبنا على العدوان ونهضنا من تحت الركام وتحول السجن إلى خلية نحـل مفعـمة بالنشـاط وفرص عـمل مـتعـددة للـنـزلاء
أكد مدير عام السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة العقيد عارف جلهم عبدالله الحباجري بأن أوضاع الإصلاحيات والسجون ومنها سجن الاحتياط بمحافظة صعدة شهدت تحولات نوعية مهمة في ظل ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة الأمر الذي انعكس إيجابيا على أوضاع النزلاء.
وأضاف في حديث خص به “الثورة” أن السجن الاحتياطي بصعدة تحول حاليا إلى خلية نحل مفعمة بالنشاط والحيوية من قبل السجناء خصوصاً بعد إضافة أكثر من 30 رأساً من الأبقار إضافة إلى الأبقار السابقة في إطار توجه جدّي لإنشاء مصنع للألبان يعمل فيه النزلاء ويصدّر منتجاته من الألبان ومشتقاته إلى السوق المحلية.الثورة /لقاء خاص / معين محمد حنش
وأكد العقيد الحباجري أن التحولات الإيجابية التي يشهدها سجن صعدة على صعيد أوضاع النزلاء وعلى صعيد توفير فرص العمل في المجال الزراعي والحيواني كان بفضل الله وثمرة لتوجيهات قائد الثورة الشعبية المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – والذي أكد على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي.. حيث تم إصلاح الأراضي داخل الإدارة وزراعتها بأنواع من الحبوب والبقوليات وتم بالفعل تصدير بعض المحاصيل إلى السوق.
وأشار إلى أن السجن حاليا ورغم جرائم الاستهداف الجبانة التي تعرض لها من قبل طائرات العدوان يسير على خطى ثابتة ليصبح واحدا من أفضل السجون على مستوى الجمهورية.
وفيما يلي نص اللقاء الذي تناول فيه العقيد الحباجري العديد من القضايا حول التحسينات في السجن والتحديات التي تواجهه والرؤى المستقبلية للإدارة، فإلى التفاصيل:-
* في البداية كيف تقيمون وضع السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة في الوقت الحالي وكيف أثمرت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيد في الارتقاء بأوضاع السجن والاهتمام بالنزلاء؟
– ثورة الـ 21 من سبتمبر جاءت لرفع الظلم عن كاهل الشعب اليمني وأفشلت مؤامرات الأعداء ومخططاتهم، ورسمت هذه الثورة المباركة خارطة أهدافها التي تجلت واقعا عمليا على مختلف مجالات الحياة والذي كان الاهتمام بالسجون وتحسين أوضاع النزلاء ثقافيا وأخلاقيا ومهنيا من أولويات أهدافها النبيلة عكس ما كانت عليه السجون في الأنظمة السابقة.
وإن من ثمار ثورة 21 سبتمبر المباركة التي جاءت لتحسين أوضاع النزلاء وتأهيلهم ومعاملتهم معاملة إنسانية كنزلاء يحظون بكامل الرعاية المختلفة عملا بتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المباشرة والمستمرة بالعناية بالسجون والاهتمام برعاية السجناء والحذر من الظلم والتعامل السيئ الذي لا ينسجم مع القيم الإيمانية.. وليس كما كان يعاملون سابقا كمجرمين ومنبوذين.
فالوضع الذي وصل إليه السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة أصبح أفضل بكثير مما كان عليه في مختلف الجوانب وفي مستوى الرعاية الصحية والخدمية المختلفة التي يقدمها للنزلاء بالرغم من الاستهداف المباشر للعدوان للبنى التحتية وما تسبب به من تدهور في أوضاع السجناء ووسائل رعايتهم إلا أن الجهود اتجهت نحو العمل والتطوير وبدعم من القيادة الثورية والسياسية حتى يصبح من أفضل السجون في الجمهورية إضافة إلى ذلك لدينا جهود مبذولة ومتواصلة حسب توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – حول الاكتفاء الذاتي.
* نلاحظ لديكم اهتمام كبير وتوجه جاد في الجوانب الزراعية والثروة الحيوانية أين وصلتم في هذا الجانب في داخل احتياطي صعدة؟
– هناك توجهات حقيقية للنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني وصولًا إلى الاكتفاء الذاتي وانطلاقاً من موجهات القيادة الثورية والسياسية الرامية إلى النهوض بهذا القطاع الهام توحدت الجهود الرسمية والشعبية لإحداث ثورة زراعية، وتفعيل المبادرات المجتمعية للنهوض بالاقتصاد الوطني من بوابة القطاع الزراعي، فبعد ثورة 21 سبتمبر لم يعد تحقيق الاكتفاء الذاتي مهمة مستحيلة في ظل إرادة سياسية مستقلة لا تخضع لإملاءات قوى الهيمنة والاستكبار العالمي والمؤسسات الدولية التابعة لها، حيث تم تشكيل اللجنة الزراعية والسمكية العليا وتفعيل دور المؤسسات الزراعية كالمؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب والمؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة، وتشجيع المشاركات والمبادرات المجتمعية.
ومن هنا تحوّل الاكتفاء الذاتي، إلى هدف استراتيجي صدرت به البرامج الوطنية للإنعاش والتعافي الاقتصادي، التي أطلقها المجلس السياسي الأعلى للتغلب على الآثار الاقتصادية التي خلفها العدوان والحصار، وبما يسهم في الحد من استيراد الحبوب والمنتجات الزراعية من الخارج وفق آلية تدريجية تتناسب مع مرحلية نمو الإنتاج المحلي. وكرست كل الطاقات لخدمة القطاع الزراعي كأهم القطاعات الحيوية والواعدة على مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي للشعب اليمني، حيث تم التركيز على تحفيز المزارعين وتشجيعهم على التوسع في زراعة مختلف المنتجات والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ،ومن هذا المنطلق تم المضي في هذا الجانب وقمنا بالعمل على استصلاح الأراضي داخل الإصلاحية وزراعتها بأنواع مختلفة من الحبوب والبقوليات وقد تم تصدير بعض المحاصيل إلى السوق ، وقد أثمرت هذه الجهود بتحقيق الأهداف المنشودة في هذا الجانب من خلال تقديم قوافل عديدة من منتجات المحاصيل التي ينتجها احتياطي صعدة منها قافلتان قدمتهما إدارة السجن من الثروة الحيوانية،، الأولى قافلة قدمت لسجون الجمهورية، والثانية لمنتسبي الداخلية في العرض العسكري الذي تم مؤخرا.
أما بالنسبة للثروة الحيوانية، فقد تم تنمية الثروة الحيوانية من قبل الإدارة بشراء أكثر من 30 رأساً من الأبقار إضافة إلى السابقة، ونحن بصدد إنشاء مصنع للألبان ومشتقاتها وتصديرها إلى السوق. بالإضافة إلى إنتاج العسل اليمني حيث قمنا بتوفير 350 خلية نحل بالسجن وتم إنتاج كميات كبيرة من العسل خلال الفترة الماضية قدمنا منها أكثر من 600 كيلو لجرحى وزارة الداخلية والمجاهدين في الجبهات.
* ما أبرز المشاريع التي تم تنفيذها خلال توليكم إدارة السجن الاحتياطي بصعدة على مستوى البنية التحتية؟
– منذ تكليفي بإدارة السجن الاحتياطي قمنا بتأسيس حجز احتياطي إضافي وبنائه من الصفر وبما يستوعب لعدد 3000 نزيل، إلى جانب إنشاء مرافق أخرى شملت بناء وحدة صحية ومغسلة مركزية وجامع للنزلاء، إضافة إلى إنشاء ملعب كرة قدم ومسبح، وإصلاح وتوسيع الأراضي الزراعية داخل الإدارة لتغطية احتياجات النزلاء وتحسين أوضاعهم المعيشية، كما قمنا بشراء 8 سيارات لخدمة النزلاء ، وتوفير 5 شاشات رقابية مع 120 كاميرا مراقبة داخل وخارج السجن ، وكذلك شراء 20 كبينة اتصالات تسهل تواصل النزلاء مع أهاليهم، كما تم حفر ثلاثة آبار وشراء ثلاث منظومات طاقات شمسية لتوفير المياه للنزلاء والمزارع ، إلى جانب توفير أجهزة وقطّاعات للفرن.
* ماذا عن البرامج والأنشطة التأهيلية التي تنفذونها في سبيل إصلاح النزلاء وإعادة إدماجهم في المجتمع أفراداً صالحين؟
– لدينا العديد من البرامج التي ننفذها داخل السجن الاحتياطي في مختلف المجالات التعليمية والمهنية والحرفية إلى جانب إقامة الكثير من الورش والأنشطة الثقافية إلى جانب إتاحة المجال أمام النزلاء للمشاركة في الفعاليات الدينية والثقافية والرياضية المختلفة للوصول إلى الهدف الأساسي وهو إصلاح وتقويم وتأهيل النزلاء لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع وعودتهم عناصر صالحة مساهمين في بناء المجتمع والتنمية..
* رعاية السجناء وتحسين أوضاعهم من أولويات قائد الثورة وتوجيهاته المستمرة برعايتهم والاهتمام بهم.. كيف أثمرت هذه التوجيهات؟
– اهتمام القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد وحرصه الدائم على توفير احتياجاتهم كان له الأثر الكبير في النهوض بالإصلاحيات والسجون وتحسين أوضاع النزلاء في مختلف الجوانب والارتقاء بمستوى خدماتها في جميع الجوانب التي تصب في تحسين الواقع الخدمي للسجناء، وتخفيف معاناة هذه الشريحة وتقديم الدعم المطلوب لهم كواجب تمليه اعتبارات دينية وإنسانية تهدف في مجملها إلى تقويم سلوك السجناء وإعادة دمجهم في محيطهم الاجتماعي وتصحيح نظرة المجتمع وتوعيته بأهمية رعاية السجين ومد يد العون له ليكون عضواً صالحاً في المجتمع عبر إعادة تأهيله وإصلاحه وتعريفه بحقوقه وواجباته المكفولة له قانونا.
* كيف تقيمون أداء القضاء والنيابات في صعدة بالإسراع في سير إجراءات التقاضي حتى لا يظل النزيل سجينا؟
– بالنسبة للقضاء والنيابات في المحافظة هناك دور إيجابي في إنجاز قضايا السجناء المنظورة أمام المحاكم والنيابات ومواجهة الصعوبات والإشكاليات التي كانت تقف حجر عثرة أمام إنجاز قضايا السجناء وحلحلتها بعزيمة وإصرار، خاصة وأن الفترة القليلة الماضية شهدت اجتماعات ولقاءات مكثفة على مستوى قيادة المنظومة العدلية العليا مع كثير من الجهات القضائية والأمنية المعنية، ركزت جميعها على كيفية حل مشكلة تأخر خروج السجناء من السجون ورفع المعاناة عنهم وسرعة الفصل في قضاياهم.
ونأمل الاستمرار في هذه الجهود بكل إخلاص وتفانٍ حتى لا يبقى سجين واحد تعثرت قضيته أمام المحاكم والنيابات حتى وإن لزم النظر فيها خارج الدوام الرسمي وذلك لما فيه مصلحة تحقيق العدالة.
* ماذا عن دور السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الإنسانية وهل تقوم بواجباتها بالشكل المطلوب؟
– بالنسبة للسلطة المحلية دورها شبه غائب في القيام بواجباتها تجاه السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة.. وهناك تقاعس وعدم تجاوب من لديهم للقيام بدورهم تجاه السجن الاحتياطي وسجنائه، كذلك المنظمات الإنسانية المختصة في هذا الجانب لم نلمس منها أي شيء لما من شأنه خدمة النزلاء ورعايتهم وتوفير احتياجاتهم على الرغم من النزول الميداني المتواصل وبشكل مكثف إلى الاحتياطي بصعدة ولكن للأسف وعود كالسراب لم نر أي شيء منها.
* نريد أن تحدثونا بصورة موجزة عن الجريمة البشعة لتحالف العدوان باستهدافه السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة وكيف استطعتم تجاوز هذا الاستهداف الجبان الذي تسبب في تدمير 70 %من البنى التحتية والنهوض مجددا من تحت الركام؟
– جريمة استهداف السجن الاحتياطي في محافظة صعدة كانت هي الأبشع والأفظع من نوعها جريمة مكتملة الأركان وشاهدة على بشاعة إجرام العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في ظل صمت دولي وأممي معيب والتي استهدفت طائرات العدو بسلسلة غارات عنابر السجن التي سقط خلالها المئات من القتلى والجرحى من السجناء، وإلحاق دمار كبير في المباني والمرافق والذي تبين للعالم من خلال المُشاهد التي بثت على القنوات الفضائية مدى بشاعة العدوان ومحاولته تزييف الحقائق ولكن بفضل الله ودعم القيادة الثورية والسياسية وجهود ذاتية قمنا بإعادة بناء وتطوير مباني الإدارة وتوسيعها وإصلاح ما تم تدميره وبناء وترميم 3 أقسام جديدة وكذلك إدارة للسجن الاحتياطي وبناء وحدة صحية جديدة وشماسية في الحوش وإنشاء ملعب لكرة القدم وإنشاء مسبح خاص بالسجناء وغيرها من الأقسام والمرافق المختلفة.
* كلمه أخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة.؟
– نشكر صحيفة الثورة على دورها الوطني في مواجهة آلة العدو الإعلامية ونوجه عبرها تهانينا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة، كما نبارك لقيادة وزارة الداخلية العرض المهيب الذي أرعب الأعداء في الداخل والخارج.