
في هذه المدرسة أي (الانطباعية) حمل الفنان مرسمه وخرج للطبيعة وتخلى عن المراسم والغرف المغلقة . كان هناك ما يسمى بالرصد لتلك الحالة المتجلية في الهواء الطلق . ليضفي الفنان على عنصر المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية لها علاقة مباشرة مع إحساسه بالمشهد . بطريقة حسية سميت بالانطباعية . وقد تميزت أعمال الانطباعيين ومنهم الفرنسيون خاصة بتركيز الفنان على عنصري الظل والنور . وهنا برز أعلام لتلك المدرسة أمثال الفنانين: أدوار مانيه – سيزان – ادغار ديغا – رينوار – كلود مونيه. وهي حصيلة المدرسة الانطباعية وما قبلها لكن بأسلوب جديد وفن حديث وهنا كان لا بد أن ينعكس الإحساس بعدم الرضى الذي ساور الرسامين الانطباعيين كافة في الثمانينيات القرن التاسع عشر على الفنانين الذين جاؤوا من بعدهم أمثال: “فان كوخ وبول غوغان”.
وهذه المدرسة تمثل المرحلة الأخيرة من الانطباعية. كونه لم يعد في نظر الفنانين ما بعد الانطباعية – تلائم روح العصر- وتولد القناعة لديهم أن شيئا جوهريا –أكثر أصالة وعمقا – ينبغي أن يحل مكانه فمثلأ: “فان كوخ” وهو فنان هولندي عاش ما بين عام 1853-1890م تميز: – عنده التكوين ببساطة ذاتها. – مع النزوع إلى التناسق. – الألوان عالية النغمة . – كما أدرك الشمس والظل فرسمهما. – لضربات فرشاته شدة متوترة. – أيضا كان يرسم وهو في الطبيعة ذاتها. وكان يرسم الموضوعات اللاشخصانية والمجهول للانطباعية. ولم يسبق لرسام أن ترك آثار فرشاته على سطح القماش في ذلك الوقت. وتوالت لوحات فان كوغ واحدة تلو الأخرى منها: البساتين – أكوام القش – الحصاد – البيت الأصفر – في المقهى – غرفة النوم – باحة السجن.